بعد فشل محاولات استحواذ شركة بورشة لصناعة السيارات الرياضية على شركة فولكس فاغن تسعى الشركتان الألمانيتان الآن إلى الاندماج فيما بينهما، إلا أن الشكل النهائي لهذا الاندماج لم يتضح بعد. يذكر أن شركة بورشة المملوكة لعائلتي بورشة و بيتش تمتلك في الوقت الحالي 51 بالمائة من أسهم فولكس فاغن، وكانت تخطط لزيادة هذه الحصة إلى 75 بالمائة، مما كان سيمكنها من التحكم بسلطة اتخاذ القرار فيها. إلا أن بورشة تخلت عن هذا الهدف نظراً للضائقة المالية التي تمر بها حالياً، كما أن "قانون فولكس فاغن" يعطي ولاية ساكسونيا السفلى/ Niedersachsen التي تمتلك 20 بالمائة من أسهم الشركة الحق في وضع فيتو على أية قرارات إستراتيجية مما يزيد من صعوبة استحواذ بورشة على فولكس فاغن. ومن المنتظر أن يسدل الستار في الأيام المقبلة على الشكل النهائي للمجموعة الجديدة التي ستنتج 10 ماركات سيارات منها 9 ماركات كانت تنتجها مؤسسة فولكس فاغن من قبل سيضاف إليها لاحقا سيارة بورشة الشهيرة.

احتمال تشكيل إدارة مزدوجة للمجموعة الجديدة

واعتبر فرديناند دودينهوفر، الخبير في مجال صناعة السيارات، اندماج الشركتين هو الحل الأمثل في الوقت الحالي، كونه سيؤدي إلى إنشاء مؤسسة جديدة قادرة على مواجهة المنافسة وتعزيز مكانة الشركتين على الصعيد العالمي، كما أن فولكس فاغن ستستفيد من موديل بورشة الناجح، وفي المقابل ستستفيد بورشة من مقومات الإنتاج الضخمة التي تمتلكها فولكس فاغن. و يبقي الخلاف على أدارة المجموعة الجديدة والجهة التي سيكون من حقها البت في القرارات الإدارية، كما يدور الجدل فيما إذا كان مقر المجموعة الجديدة في فولسبورغ حيث رئاسة فولكس فاغن أم في شتوتغارت حيث مقر شركة بورشة. ويتوقع دودينهوفر تشكيل رئاسة مزدوجة للمجموعة سيكون طرفيها عائلتا بورشة وبيش من جهة، ومارتين فينتركورن، رئيس مؤسسة فولكس فاغن، من جهة أخرى .

ارتياح رسمي لقرار الاندماج

وقد رحبت الحكومة الألمانية بقرار الاندماج، إذ أبدى كريستيان فولف رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى استعداده للحديث مع الطرفيين، وأضاف: "أن الفرصة متاحة أمام بورشة و فولكس فاغن لبناء مستقبل ناجح بشكل مشترك".

وذكرت دوائر مطلعة إن هناك خطة لزيادة رأس المال، ولم يحسم بعد ما إذا كان سيسمح لمستثمرين من الخارج بالمشاركة في عملية زيادة رأس المال. يُذكر أن قطر تعتزم شراء حصة في بورشة في خطوة من شأنها دعم الشركة الألمانية المنتجة للسيارات الرياضية التي تعاني من مشاكل مالية. وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية الشهر الماضي أن قطر تخطط للاستثمار في صناعة السيارات الألمانية نقلا عن مقابلة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

(ن.ع/ د.ب.ا/ ARD)

تحرير: ابراهيم محمد