مباحثات ألمانية-تركية تركز على سحب المسلحين الأجانب من ليبيا
٦ مايو ٢٠٢١
تصدر تحقيق الاستقرار في ليبيا ودعم حكومة الوحدة الجديدة وضمان خروج المرتزقة الأجانب من البلاد جدول أعمال المحادثات التي جرت بين وزيري خارجية ألمانيا وتركيا في برلين.
إعلان
مواضيع شائكة وهامة على جدول أعمال اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، والذي عقد في برلين اليوم الخميس (6 مايو/ أيار 2021). اللقاء يأتي بعد مؤشرات على بداية جديدة لعلاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي.
ووصف ماس المشاورات بأنها "بناءة"، لكنه أشار إلى أن العام الماضي شكّل فترة صعبة للعلاقات بين تركيا والتكتل. وشدد ماس على ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا، واصفا العملية السياسية فيها بأنها لا تزال "هشة".
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس على أن بدء عملية سحب الجنود والمرتزقة الأجانب قريبا من ليبيا سيكون بمثابة إشارة مهمة.
من جانبه، قال جاويش أوغلو، الذي زار ليبيا مؤخرا، إن تركيا تدعم قيادة البلاد وكذلك انسحاب المقاتلين الأجانب.
ونشرت تركيا جنودا في ليبيا في إطار اتفاق تعاون عسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المتمركزة في طرابلس وساعدتها في صد هجوم لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر. وأرسلت تركيا أيضا آلاف المقاتلين السوريين إلى هناك. وقال جاويش أوغلو في برلين: "يوجد الكثير من المقاتلين الأجانب والمرتزقة في ليبيا. نتفق على ضرورة انسحابهم". لكنه أوضح أن "تدخل" أطراف ثالثة في اتفاقيات ثنائية تغطي التدريب والدعم العسكري سيكون خطأ. وأضاف الوزير التركي "أعتقد أنه ينبغي عدم الخلط بين المرتزقة الأجانب والوجود الشرعي" لكنه لم يوضح ما إذا كان سيجري سحب المقاتلين السوريين.
وكان أردوغان قد قال في فبراير/ شباط إن تركيا ستدرس سحب قواتها من ليبيا إذا غادرت القوات الأجنبية الأخرى البلاد أولا. وشكت أنقرة من وجود مرتزقة مجموعة فاغنر العسكرية الروسية لدعم قوات شرق ليبيا المدعومة أيضا من الإمارات ومصر وفرنسا.
تحسن العلاقات الأوروبية-التركية
وكان ماس قد قام بزيارة إلى تركيا في كانون ثان/يناير الماضي وحث خلالها على إحداث بداية جديدة في العلاقات بين التكتل الأوروبي وتركيا. وتوترت العلاقات بين أنقرة وبروكسل بشدة العام الماضي بسبب النزاع على الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط بين تركيا واليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي. ونظرا لتراجع حدة التوترات في شرق المتوسط، قرر الاتحاد الأوروبي نهاية آذار/مارس الماضي إجراء تحضيرات لتوسيع نطاق الوحدة الجمركية مع تركيا.
وفي إطار هذه التحضيرات توجهت رئيسة المفوضية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى أنقرة في نيسان/أبريل الماضي. وقوبلت هذه الزيارة بانتقادات حادة من قبل ناشطين في مجال حقوق الإنسان لأسباب منها خروج تركيا من اتفاقية اسطنبول لحماية النساء.
في ذكراها العاشرة.. أبرز الشخصيات في مسار الأزمة الليبية
عشر سنوات مرت على اندلاع الثورة الليبية ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي. وخلال هذه السنوات لعبت بعض الشخصيات دوراً أساسياً في مراحل مختلفة للأزمة التي تشهدها البلاد منذ ذلك الحين. فمن أبرز هذه الشخصيات؟
مصطفى عبدالجليل
يعد أبرز وجوه الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي. كان وزيراً للعدل في حكومة القذافي بين عامي 2007 و2011. وبعد أيام من انطلاق الثورة، قدم استقالته احتجاجاً على قمع المتظاهرين، ليصبح بعدها رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس ليكون واجهة الثورة. واستمر عبدالجليل في منصبه حتى آب/أغسطس عام 2012 عندما تم حل المجلس الوطني الانتقالي الذي سلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام.
صورة من: picture alliance / dpa
محمود جبريل
يعتبر محمود جبريل من أبرز الشخصيات السياسية الليبية التي تخلت عن نظام القذافي. أنشأ حزب تحالف القوى الوطنية السياسي وقاد أول حكومة بعد الانتفاضة الشعبية في 2011. وابتعد عن الساحة السياسية عقب انتخابات 2012 وإقرار قانون يحظر على المسؤولين السابقين بنظام القذافي تقلد المناصب العامة. توفي في الخامس من أبريل/ نيسان 2020 بعد إصابته بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/dpa
عبدالحكيم بلحاج
كان أبرز قادة "معركة طرابلس" التي سيطرت فيها القوات المعارضة على العاصمة، وتولى بعدها رئاسة المجلس العسكري للمدينة، قبل أن يستقيل ويعلن تأسيس "حزب الوطن" الإسلامي. وكان بلحاج من مؤسسي تنظيم "الجماعة الليبية المقاتلة" الجهادي السلفي بعد أن عاد من أفغانستان التي كان قد هاجر إليها للمشاركة فيما يعرف بـ"الجهاد الأفغاني" ضد القوات السوفييتية.
صورة من: picture alliance/dpa
محمد يوسف المقريف
هو أول رئيس للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي انتخب عضواً فيه على قائمة حزب الجبهة الوطنية. وشغل المقريف، الحائز على دكتوراه في المالية من بريطانيا، مناصب عديدة في نظام القذافي خلال السبعينيات. وفي 1980 استقال من منصب سفير ليبيا في الهند وانضم إلى المعارضة في المنفى وأسس مع منشقين آخرين الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. قدم استقالته كرئيس للمؤتمر الوطني العام في 2013 امتثالاً لقانون العزل السياسي.
صورة من: STR/EPA/dpa/picture alliance
نوري بوسهمين
الرئيس الثاني والأخير للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي سلم السلطة التشريعية لمجلس النواب الليبي عام 2014. ويعد بوسهمين أول أمازيغي يتولى منصباً سياسياً عالياً في ليبيا، وهو حائز على إجازة في الحقوق من جامعة بنغازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
عقيلة صالح عيسى
انتخب كأول رئيس لأول مجلس نواب ليبي بعد عهد القذافي. وهو حاصل على إجازة في الحقوق، وتقلد مناصب قضائية عدة في ليبيا في عهد القذافي. كما كان عضواً في اللجنة القضائية في "المجلس الوطني الانتقالي" عام 2011. ينتمي لقبيلة العبيدات، إحدى أشهر القبائل في ليبيا.
صورة من: AFP/A. Doma
خليفة حفتر
يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية في المشهد الليبي بعد سقوط حكم القذافي. انشق عن نظام القذافي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وأقام فترة في المنفى بالولايات المتحدة ثم عاد إلى ليبيا. في سنة 2015 عينه مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق قائداً عاماً للجيش. تسيطر قواته "الجيش الوطني الليبي" على شرق ليبيا ويحظى بدعم مصر والإمارات ودول أخرى.
صورة من: picture-alliance/ Balkis Press
فايز السراج
انتُخب رئيساً لحكومة الوفاق الوطني –المعترف بها دولياً والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها- في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015. وكان قبل ذلك عضواً في مجلس النواب عن طرابلس. وهو مهندس معماري كما يحمل درجة ماجستير في إدارة الأعمال. أما سياسياً فهو عضو حزب التحالف القومي الوطني في طرابلس وعضو الهيئة التحضيرية للحوار الوطني. والده مصطفى السراج، كان سياسياً ووزيراً للاقتصاد ثم التعليم في العهد الملكي بليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Turkish Presidency
محمد المنفي
اختير المنفي (على اليسار) رئيساً للمجلس الرئاسي في ليبيا في شباط/فبراير 2021. ينحدر المنفي من إقليم برقة، وينتمي لقبيلة "المنفي" بأقصى الشرق الليبي، وهي إحدى أكبر قبائل الشرق، ومن أشهر أبنائها المعروفين "عمر المختار". شغل المنفي منصب سفير ليبيا في اليونان، قبل أن يتم طرده على خلفية اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا نهاية عام 2019.
صورة من: twitter.com/Mohamedelmonfy
عبدالحميد دبيبة
تم انتخابه رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية في شباط/فبراير 2021. وهو رجل أعمال ينتمي إلى مدينة مصراتة، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة تورنتو بكندا. ويشغل دبيبة منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة، وله نشاط سياسي تمثل في تشكيله تيار "ليبيا المستقبل" الذي يترأس مجلس إدارته.
صورة من: Mucahit Aydemir/AA/picture alliance
موسى الكوني
فاز بعضوية المجلس الرئاسي في شباط/فبراير 2021. ينحدر من قبائل "الطوارق" الامازيغية، وولد بمدينة غدامس جنوب غرب طرابلس. كان الكوني يشغل منصب سفير ليبيا في مالي أيام نظام العقيد الليبي معمر القذافي، قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام على خلفية أحداث الثورة الليبية عام 2011. كما شغل الكوني منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن الجنوب الليبي، قبل أن يتقدم باستقالته. إعداد: محي الدين حسين