1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بطاقات معايدة من كافة أنحاء العراق لمسيحيي قرقوش

٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠

في ليلة عيد الميلاد، توقفت حافلة تقلّ متطوّعين في قرقوش شمالي العراق لتزرع بعضاً من الفرح في هذه المدينة المسيحية التي أرهبها التنظيم الإرهابي المعروف باسم "الدولة الإسلامية" قبل 6 أعوام. فما هي خلفيات هذه المبادرة؟

Heiligabend im Irak
صورة من: Nabil Al-Jurani/AP/dpa/picture alliance

مع حلول مساء ليلة عيد الميلاد، وصل إلى مدينة قرقوش المسيحية في العراق متطوّعون حاملين علبا كرتونية مليئة ببطاقات معايدة، تحمل رسائل مكتوبة باليد من كافة أنحاء البلاد ذات الغالبية المسلمة. وكُتب على إحدى البطاقات الموقعة في البصرة المدينة الساحلية الجنوبية، "تهاني خاصة لإخواننا المسيحيين".

سيراً على الأقدام، سلّم متطوعو مبادرة "تحاور" ومجموعات أخرى حوالي 1400 بطاقة لسكان مدينة قرقوش التي يطلق عليها العرب اسم الحمدانية ويسميها أهلها باسمها التاريخي السرياني "بغديدا" أي "بيت الله".

وقد دمّرها تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014، على غرار مدن أخرى في محافظة نينوى التي تمّ تحريرها ومركزها الموصل، في تموز/ يوليو 2017 بعد أن احتلّها التنظيم الإرهابي على مدى ثلاثة أعوام. وقالت رند خالد وهي ناشطة مسيحية من قرقوش بعد حصولها على بطاقة معادية أمام كنيسة المدينة، "إنها مبادرة جميلة طبعاً".

متطوّع يحمل علبا كرتونية مليئة ببطاقات معايدة لأسرة مسيحية في قرقوش العراقيةصورة من: Zaid Al-Obeidi/AFP

وأضافت رند التي كانت ترتدي ملابس العيد مع معطف بني اللون، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، "نحتاج من فترة إلى أخرى أن يكون هناك هذا النوع من المبادرات في المنطقة كي يتمكن الناس الذين لا يعرفون هذه المناطق من التعرف إليها".

ويصعب الحصول على أرقام رسمية دقيقة وحديثة حول عدد المسيحيين في العراق. بحسب منظمة "حمورابي" غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الأقلية المسيحية في العراق، هناك حالياً بين 300 و400 ألف مسيحي في العراق مقابل مليون ونصف المليون قبل الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين.

ويشكل المسيحيون أقلية صغيرة جداً في بلد يعدّ أربعين مليون نسمة غالبيتهم من الشيعة. مطلع كانون الأول/ ديسمبر، أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس سيزور العراق في آذار/ مارس المقبل، في أول زيارة لحبر أعظم.

بطاقات المعايدة جاءت من كافة أنحاء العراقصورة من: Zaid Al-Obeidi/AFP

وجاءت بطاقات المعايدة من كافة أنحاء العراق، من العاصمة بغداد ومدينة النجف ومن محافظة صلاح الدين غرباً والموصل المجاورة ومن دهوك الواقعة في إقليم كردستان. وتم وضعها في عشرات العلب لتجتاز مسافات وصلت في بعض الأحيان إلى نحو ألف كيلومتر. وتمّت عرقلة الموكب أحياناً على بعض نقاط التفتيش قبل الوصول إلى قرقوش.

مدير برنامج "تحاور" نشوان محمد يقول لـ "فرانس برس" مفتخراً: "لا أعرف كيف أصف ذلك". وأضاف "كان الناس بغاية السعادة، لم يتوقعوا يوماً أن أحداً سيزورهم، وأن يجلب لهم أيضاً رسائل من كافة أنحاء العراق". وبالإضافة إلى الرسائل المكتوبة، رُسم باليد أيضاً على كل بطاقة رمز خاص بالمحافظة الآتية منها.

ورُسمت على البطاقات الآتية من البصرة، التي وقعها شيوخ وطلاب جامعات وصيادو أسماك، جسور مغلقة تُعرف بها المدينة الساحلية مع بابا نويل والرنات فوقها. ورُسم على الصفحة الأولى من البطاقات الآتية من بغداد، جزء من نصب التحرير في الساحة التي تحمل الاسم نفسه حيث اندلعت تظاهرات مناهضة للحكومة العام الماضي.

مسيحية عراقية تشارك في قداس بإحدى الكنائس العراقية في ليلة عيد الميلادصورة من: Nabil Al-Jurani/AP/dpa/picture alliance

وأظهرت البطاقات الآتية من صلاح الدين، جامع سامراء الكبير ومئذنته التي تتميز بشكلها اللولبي. ووقع صيادلة وأصحاب متاجر وبائعو هواتف محمولة متحدرون من محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية، البطاقات التي أُرسلت إلى المسيحيين في قرقوش.

ومنذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من قرقوش عام 2016، بدأت ببطء عملية إعادة إعمار المدينة بفضل تمويل المنظمات الدولية وبعض السكان. تزور قلة قليلة من الناس المدينة، لذلك شكلت مبادرة توزيع بطاقات معايدة، خطوة مميزة.

وقال عماد الساير وهو ناشط من المجتمع المدني من الموصل ساهم في توزيع البطاقات، "بعدما دارت الحرب في هذه المحافظة، حدث بعض النفور بين مكونات هذه المحافظة. وأضاف "اليوم نحن مبادرون وإن شاء الله تكون هذه الرسائل هادفة وبناءة تحدث تغييراً ايجابياً يصبّ في صالح مكونات هذه المحافظة".

ع.ش/ع.غ (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW