يدرس ساشا شيندلر علوم التاريخ في جامعة بون، وقلّ ما يفكر في وضعه الصحي، فهو يمارس الرياضة مرتين في الأسبوع فقط رغم إفراطه في تناول الطعام. فإلى جانب طبقه اليومي الذي يقوم بطهيه شخصيا، يصعب عليه أن يتخلى عن "البيتزا المجمدة" في كثير من الأحيان حسب قوله. وهو يدخن بين الحين والأخر وأحيانا يتناول المشروبات الكحولية بكثرة..

ورغم أن ساشا لا يرى أن أسلوب حياته غير صحي إلا أن هناك مؤشرات تؤكد على أن الوضع الصحي لطلاب جامعتي بون وكولونيا مقلق جدا، فتبعا لاستطلاع أجراه بعض العلماء على 600 طالب في جامعتي بون وكولونيا حول ما إذا كانوا يمارسون الرياضة وماهي عاداتهم الغذائية، تبين أن صحة طلاب جامعتي بون وكولونيا في تدهور، إذ يعيش الطلبة بأسلوب غير صحي، فكثيرون منهم يعانون من مشاكل في العضلات والمفاصل والعظام، إضافة إلى أن أغلبهم يعاني من مشكلة الصداع وآلام معدية وبدانة. وأظهرت الدراسة أن 25 بالمئة فقط من طلاب الجامعة يمارسون الرياضة في وقت فراغهم، ويعزو بيتر برويس مدير كلية الرياضة في جامعة بون سبب ذلك إلى التغييرات التي طرأت على المناهج الدراسية ويستطرد قائلا " لم يعد لدى الطلبة وقت كافي لممارسة الرياضة والتخلص من ضغوطات الدراسة".

ربع الطلبة فقط يمارسون الرياضة

ويرى بيتر أن انخفاض النشاط البدني لدى طلبة الجامعة بهذه النسبة هو أمر مريع ، ما دفع إدارة جامعة بون إلى إطلاق مبادرة "صحة الحرم الجامعي" ، وتهدف هذه المبادرة إلى توعية الطلبة بضرورة الاهتمام بصحتهم . إذ ستسعى إلى زيادة المرافق الرياضية العامة، إلى جانب الاهتمام بوجبات الطعام المقدمة للطلبة في كافتريا الجامعة لتكون صحية ومتوازنة. وإلى أن تتمكن هذه المبادرة من تحقيق ذلك يتم تنظيم ندوات ومحاضرات خاصة بالصحة، ويتاح للطلبة من خلال هذه المحاضرات إجراء بعض الفحوصات الطبية ، كاختبار نسبة الدهون الموجودة في الجسم إلى جانب قياس الضغط والنبض.

ولاقت مبادرة "صحة الحرم الجامعي" قبولا لدى الكثير من الطلبة وخاصة أولئك الذين يعترفون بأنهم يعيشون بطريقة غير صحية. فالطالب ماركو ميرله يدرس علم الاقتصاد في جامعة بون هو واحد ممن يمارسون الرياضة بشكل مكثف وخاصة أثناء فترة الامتحانات، إلا أن ضغط الامتحانات يجعله في حالة توتر شديدة وتفقده شهيته عن الطعام "بإمكاننا كشباب تعويض سوء التغذية من خلال ممارسة الرياضة وبذلك لا تؤثر الوجبات السريعة على أدائي".

الوجبات السريعة تؤثر سلبا على الصحة

ليس الابتعاد عن ممارسة الرياضة وحده ما يجعل الحالة الصحية لطلاب الجامعة غير جيدة ، بل سوء التغذية أيضاً، إذ يرى بيتر شتيله فيزيولوجي التغذية في جامعة بون أن الانتشار المتزايد لأماكن بيع الوجبات السريعة بالقرب من الجامعة يدفع الشباب للإفراط في تناولها ويستطرد قائلا "هي عملية ويلجأ الكثيرون لتناولها بسبب ضيق الوقت".

ولا يقتصر الاستهلاك المتزايد للوجبات السريعة والمجمدة على طلاب الجامعات فحسب، بل هي مشكلة تتعلق بالمجتمع الألماني حسبما يؤكد شتيله، وهو يرى أن ارتفاع نسبة السمنة في ألمانيا أكبر دليل على ذلك "فلو تم إجراء الدراسة ذاتها على طلاب المدارس المهنية أو غيرها من المدراس ستكون النتائج متقاربة مع تلك التي أجريت على طلاب الجامعة"

وتأمل إدارة جامعة بون من خلال هذه المبادرة أن يزداد وعي الطلبة بأهمية صحتهم رغم ضغوطات الدراسة. ويشدد برويس على الدور المهم لمنظمات التغذية في توعية الشباب بذلك "فالطلاب الذين لديهم وعي كافي بأهمية صحتهم هم الأكثر نجاحا في دراستهم" على حد قول برويس.

أنتيا بندر/دالين صلاحية

مراجعة: حسن زنيند