سلفاكير يطلق مبادرة للحوار الوطني ودعوات لحماية المدنيين
١٤ ديسمبر ٢٠١٦
أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن مبادرة للحوار الوطني بين الأطراف السياسية في البلاد لوضع حد للعنف المتصاعد ولتوحيد جميع المكونات الاجتماعية في الدولة الوليدة.
إعلان
وقال سلفاكير لدى مخاطبته أعضاء البرلمان اليوم الأربعاء (12كانون الأول / ديسمبر 2016) إنه سيكون راعيا لعملية الحوار الشاملة بصفته رئيسا للبلاد، على أن تكون هناك لجنة عليا تضم شخصيات وطنية وممثلين عن بعض المؤسسات العلمية مثل معهد "سُد" للدراسات الإستراتيجية ومركز دراسات السلام التابع لجامعة جوبا.
من جهتها حذرت ياسمين سوكا رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء من أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية عرقية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها وذلك "على غرار ما حدث في رواندا"، مضيفة أنه يمكن تفاديها إذا ما نشرت فورا قوة حماية قوامها أربعة آلاف جندي وتأسست محكمة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب أعمال وحشية.
في المقابل، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا اليوم الأربعاء ما تضمنته تقارير سابقة حول أن ريكار مشار زعيم المتمردين يخضع للإقامة الجبرية في جنوب إفريقيا.
وأوضح المتحدث كلايسون مونيلا أن زعيم المتمردين " ضيف لدى حكومة جنوب إفريقيا" بناء على طلب الهيئة الحكومية المشتركة لتنمية شرق إفريقيا (ايجاد)، التي استضافت سابقا مفاوضات السلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين في العاصمة الإثيوبية أديس آبابا.
وكان مشار قد وصل إلى جنوب إفريقيا في تشرين أول/اكتوبر الماضي لتلقى العلاج الطبي، عقب إصابته في ساقه أثناء فراره من القتال بين قواته والجيش في جوبا، عاصمة جنوب السودان في تموز/يوليو الماضي .
يذكر أن المتمردين أعلنوا الشهر الماضي أن مشار فرّ من جنوب إفريقيا إلى أديس آبابا، حيث تم احتجازه لفترة قصيرة في المطار ومنع من التوجه لقاعدة تابعة للمتمردين في جنوب السودان على الحدود مع أثيوبيا.
وتردد أن إثيوبيا خشيت أن يؤدي تواجد مشار على أراضيها إلى اندلاع مزيد من الاشتباكات في جنوب السودان التي يعصف بها العنف. ولكن ديكسون جاتلواك المتحدث باسم المتمردين أكد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عودة مشار إلى جنوب إفريقيا في 22 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، نظرا لأن تأشيرة دخوله لإثيوبيا " لم تكن جاهزة".
ع.أ.ج/ و.ب ( د ب ا، أ ف ب، رويترز)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.