مباراة كوريا الجنوبية بوابة ألمانيا نحو استعادة التألق!
مهدوي رضوان
٢٦ يونيو ٢٠١٨
بعد بداية متعثرة في أولى مبارياته بمونديال روسيا، يسعى المنتخب الألماني إلى تكريس عودته إلى سكة الانتصارات عبر بوابة المنتخب الكوري الجنوبي، في مباراة قد تشكل الانطلاقة الحقيقية لحامل لقب النسخة الماضية من كأس العالم.
إعلان
قبل انطلاق صافرة أكبر عرس كروي في العالم، كانت كل التوقعات تشير إلى تصدر المنتخب الألماني لمجموعته، خاصة وأن كتيبة منتخب "المانشافات" تعج بنجوم من الطراز الرفيع، ومدرب يستطيع قراءة مجريات كل مباراة على حدة بشكل جيد.
بيد أن المنتخب الألماني في كأس العالم خيب التوقعات في مباراته الأولى، وسقط بشكل مفاجئ للغاية أمام المنتخب المكسيكي، الذي اقتنص ثلاث نقاط ثمينة من حامل لقب النسخة الماضية، علاوة على ذلك، فإن منتخب "المانشافت" فاز في الدقائق الأخيرة من مباراته الثانية أمام المنتخب السويدي، الذي كان قريبا جدا من الخروج بنقطة ثمينة، في سباقه نحو التأهل إلى الدور الثاني من أعرق المسابقات، في عالم الساحرة المستديرة.
لا مجال للخطأ
وتتجه أنظار جمهور "المانشافت" غدا الأربعاء ( 27 يونيو/ حزيران 2018) إلى ملعب كازان أرينا، الذي يحتضن مباراة ألمانيا أمام المنتخب الكوري الجنوبي. وعلى الورق، تبدو مهمة المنتخب الألماني سهلا نوعا ما خاصة، وأن المنتخب الكوري الجنوبي، تجرع مرارة الهزيمة أمام كل من السويد والمكسيك، وودع البطولة بشكل رسمي.
ويتحتم على المنتخب الألماني الفوز، من أجل ضمان تأهله إلى الدور الثاني رسميا، كما أن نقطة التعادل قد تمنح "المانشافت" بطاقة التأهل، وذلك في حال فوز المكسيك على السويد.
ومن المؤكد أن المنتخب الألماني، سيسعى إلى الفوز من أجل الخروج من لعبة حسابات التأهل، وبعث رسالة قوية إلى باقي المنافسين أن الماكينة الألمانية عادت إلى الدوران من جديد وبقوة، في ظل توقعات بارتداء "المانشافت" ثوب البطل في الأدوار القادمة من البطولة، والتي أثبت لحد الآن صعوبة التوقع بمجرياتها.
نقطة تحول!
ويُدرك ربان سفينة المنتخب الألماني يواخيم لوف أن مباراة كوريا الجنوبية، قد تكون منعطفا حاسما في سباق "المانشافت"، نحو الفوز بكأس العالم للمرة الثانية على التوالي. فمن جهة، سيعيد الانتصار في مباراة الغد بنتيجة وأداء كبير الثقة إلى الشارع الألماني، الذي خيم عليه الشك بعد الهزيمة المفاجئة أمام المكسيك.
ومن جهة أخرى، ستكون مباراة كوريا الجنوبية فرصة سانحة للماكينات الألمانية، من أجل التخلص من ضغوطات البداية المتعثرة، واسترجاع تألقها المعهود، إذ تعود المنتخب الألماني تحت قيادة لوف على تقديم مباريات كروية، تجمع بين جمالية الأداء وتحقيق نتائج إيجابية.
والأكيد الآن أن المنتخب الألماني في حاجة إلى استعادة بريقه المعهود في أقرب وقت ممكن، خاصة وأنه من المتوقع جدا أن يصطدم "المانشافت" بالمنتخب البرازيلي في الدور الثاني- في حال التأهل- في مباراة لازال يخيم عليها شبح هزيمة منتخب "السيلساو" بسبعة أهداف مقابل واحد أمام ألمانيا.
في صور.. بهدف قاتل كروس ينقذ ألمانيا من خروج مبكر
اقتنصت ألمانيا فوزاً تاريخيا من السويد، حيث سجل المانشافت بعشرة لاعبين وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع هدفه القاتل. وبذلك أبقى على حظوظ ألمانيا للتأهل للدور الثاني في مونديال روسيا. أبرز مجريات المباراة في صور.
صورة من: Reuters/
بعد تعرضهما لانتقادات شديدة، استبعد يواخيم لوف كلا من مسعود أوزيل وسامي خضيرة من تشكيلة ألمانيا الأساسية في مواجهة السويد. وكان المدرب لوف قد رفض انتقاد لاعب دون غيره، أو ركوب موجة الانتقادات بحقهما، وقال : "لماذا أشك بلاعبي فريقي؟ نحن جميعا نواجه الانتقادات وهو أمر طبيعي ولكن في حالة اللاعبين الذين كانوا على أعلى مستوى لمدة ثلاث أو أربع سنوات، لا ينبغي أن يتم تدمير ثقتهم بعد مباراة واحدة".
صورة من: imago/Team 2
لم يغب عن بال الألمان المصير القاتم الذي رسمه الاسكندينافيون لمنتخب إيطاليا، حاملة اللقب أربع مرات، بعد أن حرموه من بلوغ المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاماً، بإقصائه من الملحق الأوروبي.
صورة من: Reuters/M. Rossi
تلقى لاعبو المانشافت رسائل دعم من لاعبين دوليين سابقين. فيليب لام، قائد المانشافت في مونديال 2014 قال: "كل شيء لا يزال ممكناً"، بينما أعرب لوكاس بودولسكي عن "إيمانه القوي بهم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
استهلت الماكينات الألمانية المباراة، التي استضافتها مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، ببداية قوية ضاغطة حاولت فيها مباغتة السويديين وإحراز التقدم عليهم. غير أن الأمور لم تسر على ما كان يتمناه الألمان.
صورة من: Reuters/D. Martinez
إذ تعرض لاعب خط وسط بايرن ميونيخ سيبستيان رودي لإصابة خطيرة أجبرت المدرب على إخراجه وإدخال إيلكاي غوندوغان بديلاً عنه.
صورة من: Reuters/D. Martinez
وبمرور الوقت تحسن الأداء السويدي بشكل ملحوظ حيث تخلى الفريق تدريجياً عن الأداء الدفاعي وبدأ يبادل ألمانيا الهجمات. قدم اللاعب "أولا تويفونين" سجلت أول أهداف السويد وذلك في الدقيقة 32 من اللقاء.
صورة من: Reuters/H. McKay
في بداية الشوط الثاني ضغط الألمان وأفلحوا بتعديل النتيجة عن طريق ماركو رويس في الدقيقة 48 من المباراة، وذلك إثر تمريرة من فيرنر فشل ماريو غوميز في استلامها لتصل الكرة إلى ريوس الذي سدد بثقة في الشباك.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Grits
بعد هدف التعادل بذل المنتخب الألماني جهودا حثيثة لتسجيل هدف ثان، غير أن الدفاع السويدي والحظ وقفا له بالمرصاد. وضاعت فرص خطيرة للفريق الألماني في الدقائق 50 و56 من قبل مولر وهيكتور. غير أن الفرصة الذهبية أهدرها ريوس في الدقيقة 60، بعد محاولته الاستعراض والتسديد بكعب القدم لتمر الكرة بعيداً عن الشباك.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
أُجبر المانشافت على مواصلة المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه جيروم بواتينغ في الدقيقة 82.
صورة من: Reuters/M. Dalder
وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة خطف توني كروس نجم ريال مدريد هدف الفوز القاتل لألمانيا إثر ضربة حرة تبادل خلالها التمرير مع ماركو رويس قبل أن يسدد كرة صاروخية عرفت طريقها للشباك السويدية. الهدف أبقى على آمال ألمانيا في التأهل لدور الستة عشر.
صورة من: Reuters/
كانت ألمانيا تخشى أن يعيد التاريخ نفسه عندما فشلت في تخطي الدور الأول من مونديال فرنسا 1938، والذي ظفرت به إيطاليا. اليوم عززت ألمانيا حظوظها بالإفلات من ذلك المصير.
وتحتاج ألمانيا للفوز على كوريا الجنوبية في المباراة الأخيرة مع انتظار نتيجة مباراة المكسيك والسويد لتحديد الأول والثاني في المجموعة السادسة.
إعداد: خالد سلامة