أراد الاتحاد الألماني لكرة القدم تكريماً إضافياً للاعب لوكاس بودولسكي، فاختار مباراة المنتخب أمام إنكلترا كموعد لتوديع أحد نجوم المانشافات ممن كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب على سجل الكرة الألمانية.
إعلان
عندما يواجه المنتخب الألماني لكرة القدم نظيره الإنكليزي، فإن هذه المباراة تكون بطعم خاص يختلف من وجهة نظر المانشافت عن باقي المباريات الأخرى، فهذه المباراة تكون بطعم ديربي مقارنة بالمباريات الأخرى التي قد تجمع بين منتخب فرنسا أو إيطاليا مثلا.
وأن يختار الاتحاد الألماني لكرة القدم أول مباراة مقررة العام القادم أمام انكلترا، كمناسبة لحفل وداع المهاجم لوكاس بودولسكي، فإن ذلك شرف إضافي لهذا اللاعب حتى وإن تعلق الأمر في 22 من مارس/ آذار القادم بمباراة ودية.
وفي هذا الإطار يعلق مدير الكرة بالمنتخب أوليفر بيرهوف بأن "المباريات أمام إنكلترا عادة ما يكون لها طعم خاص، وعادة ما تعيد إلى أذهان المشجعين ذكريات مضت، وتجلب الفرحة إلى قلوبهم".
وأوضح الاتحاد الألماني لكرة القدم اليوم الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، أن المدرب يواخيم لوف هو من اختار هذا الموعد لوداع بودولسكي. وكان لوف هو أيضا من اختار مباراة المنتخب أمام فنلندا في أغسطس/ آب الماضي، والتي فازت فيها ألمانيا بهدفين دون رد، لتوديع نجم بايرن ميونيخ السابق باستيان شفاينشتايغر مع العلم أنه كان من الأصدقاء المقربين للوكاس بودولسكي في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم.
ولسوء حظ بودولسكي أنه لم يشارك في مباراة وداع صديقه، بسبب الإصابة.
واختير ملعب دورتموند لإقامة هذه المباراة، لكونه "أفضل مكان " لمثل هذه المناسبة حماسةً، كما يقول مدير الاتحاد الألماني راينهارد غريندل، وذلك نظرا للحماسة الاستثنائية التي تسود أدراج ملعب "سيغنال إيدونا بارك" مقارنة بباقي ملاعب البوندسليغا الأخرى.
وأعلن أمير كولونيا اعتزاله اللعب دوليا عقب مشاركته في نهائيات يورو 2016 بفرنسا. ولعلّ بودولسكي في قرارة نفسه، كان يود لو أقيمت المباراة على ملعب بيته الأول في مدينة كولونيا، حيث بدأ مسيرته في عالم الدوري الأول للبوندسليغا بين عامي 2003 و2006. وحين انتقل بعد ذلك وإلى غاية 2009 إلى بايرن ميونيخ، لم ينجح يوما في الاندماج في صفوف هذا الفريق، ليعود مرة أخرى إلى كولونيا لثلاثة مواسم أخرى.
لكن هبوط فريق كولونيا إلى دوري الدرجة الثانية، دفعت ببطل العالم نحو الدوري الإنكليزي وتحديدا إلى أرسنال ثم إلى غلطة سراي التركي، بعد تجربة وجيزة في صفوف انتر الإيطالي على سبيل الإعارة.
أما على مستوى المانشافت فقد لعب بودولسكي 129 مباراة دولية أحرز فيها 48 هدفا لصالح ألمانيا، وبرز نجمه إلى جانب صديقه باستيان شفاينشتايغر في مونديال 2006 في ألمانيا، واستطاع فيه أصحاب الضيافة بلوغ المركز الثالث خلف إيطاليا آنذاك وفرنسا التي اكتفت بالمركز الثاني. أما بودولسكي فحاز في هذه البطولة على لقب أفضل لاعب شاب، منافساً لنجم ريال مدريد كريسيانو رونالدو.
وكان بودولسكي من الأسماء التي راهن عليها المدير الفني للمنتخب في البطولات الكبرى، حتى حين كان أداءه على مستوى الفرق مخيبا.
وبات بودولسكي ثالث لاعب ألماني بأعلى معدل من حيث عدد المباريات الدولية، وذلك خلف أسطورة بايرن لوتر ماتيوس بمجموع 150 مباراة وميروسلاف كلوزه 137.
وبودولكسي آخر لاعب من جيل مونديال 2006 يعتزل بعد حارسي المرمى أوليفر كان وينس ليمان وميرو كلوزه والمدافع فيليب لام ولاعب خط الوسط باستيان شفاينشتايغر.
محطات مهمة في مسيرة قائد منتخب ألمانيا المعتزل شفاينشتايغر
بعد 120 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا لكرة القدم أعلن قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر على صفحته في "تويتر" الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني.ملف صور يتابع رحلة الاعوام الاثني عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
بعد 12 عاما قضاها في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم وقبل بلوغه الثانية والثلاثين بأيام معدودة قال النجم شفاينشتايغر على موقع "تويتر" إنه رجا المدرب يوآخيم لوف ألا يضعه في الحسبان في المستقبل لأنه يريد الاعتزال دوليا. وأضاف أنه عاش مع المنتخب لحظات "جميلة يعجز عنها الوصف"
صورة من: REUTERS
سجل شفاينشتايغر 24 هدفا لمنتخب بلاده وكانت أجمل لحظات اللاعب الذي يلقب بـ"تايغر" (النمر) هي بلا شك لحظة رفعه لكأس العالم في ملعب ري ودي جانيرو بمونديال البرازيل عام 2014، ليحقق لمنتخب ألمانيا اللقب المونديالي الرابع بعد أعوام 1954 بسويسرا، 1974 بألمانيا، و 1990 بإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ومن أبرز وأشهر اللحظات في مونديال البرازيل ومسيرة "تايغر" عموما صورته بجوار طبيب المنتخب مولر-فولفارت والدماء تنزف من جرح أسفل عينه اليمنى في النهائي أمام الأرجنتين. رغم ذلك أصر شفاينشتايغر على مواصلة اللعب وقاتل من أجل اللقب وساهم بنصيب كبير للفوز به.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/C. Moya
صورة تاريخية بعد المباراة النهائية للمونديال. دموع فرحة الفوز في عيني شفاينشتايغر والمدرب يوآخيم لوف. إصرار "النمر" الجريح على مواصلة اللعب رغم الإصابة دفع لوف للتمسك به أكثر كقائد للفريق حتى عندما كان أداؤه غير مقنع. وأصر على اصطحابه إلى يورو 2016 بفرنسا رغم اعتراض الكثيرين بسبب طول فترة إصابة اللاعب قبلها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
أول مباراة في يورو 2016 كانت أمام أوكرانيا ودخلها شفاينشتايغر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وشن المنتخب الألماني هجمة مرتدة على مرمى أوكرانيا لتصل الكرة إلى شفاينشتايغر الذي سجل منها بكل هدوء هدف ألمانيا الثاني لتفوز ألمانيا 2- صفر ويطلق الحكم صافرته مباشرة ليقطع العائد من الإصابة مسافة عدو طويلة ليفرح مع مدربه وكان بعدها بالكاد يلتقط أنفاسه أثناء مقابلة تلفزيونية بعد المباراة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لكن القائد نفسه كان هو من فتح باب الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي عندما قفز رافعا ذراعه داخل منطقة جزاء ألمانيا ليحتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي ركلة جزاء ضد المانشافت سجل منها جريزمان هدف الديوك الأول وانتهت المباراة بفوز فرنسا 2- صفر لكنها خسرت النهائي من بعد أمام البرتغال بصفر لهدف.
صورة من: Reuters/M. Dalder
وربما يكون شفاينشتايغر قد أدرك في تلك اللحظة أن نهاية مسيرته مع المنتخب الألماني قد حان وقتها. فالنجاح الذي تحقق في 2014 "لن يتكرر في مسيرتي لذلك فالصواب والحكمة الآن هو أن أضع النهاية (لمسيرتي) وأتمنى كل ما هو أفضل للمنتخب (الألماني) في التصفيات المؤهلة ونهائيات كأس العالم 2018" حسب ما كتب على موقع تويتر.
صورة من: Reuters/M. Dalder
كانت الفترة التي لعب فيها شفاينشتايغر مع منتخب بلاده فترة تاريخية للمنتخب الألماني في ظل قيادة يوآخيم لوف، الذي جعل ذلك المنتخب قدوة في الاندماج والعلاقات الإنسانية بين اللاعبين وكتب شفانشتايغر "باعتزالي أغادر المنتخب الوطني الذي كان دائما بمثابة عائلة نفيسة بالنسبة لي. وآمل رغم ذلك أن تستمر الصلة بشكل أو بآخر."
صورة من: Reuters
يغادر عائلة نفيسة، لكنه قبل الإعلان عن قرار اعتزاله كان قد كون بشكل رسمي عائلته الخاصة. فبعد الخروج من بطولة يورو 2016 حول شفاينشتايغر أحزانه إلى أفراح بأن أتم مراسم الزواج من لاعبة التنس الصربية آنا إيفانوفيتش (الثلاثاء 12 من يوليو/ تموز) في مدينة البندقية الإيطالية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Costantini
ولدى إعلانه الاعتزال لم ينس "النمر" شفاينشتايغر الجماهير التي أحبته وساندته طيلة مسيرته مع المنتخب الألماني وقال في رسالته على موقع تويتر: "أود أن أقول لجماهيرنا في الختام لقد كان شرفا لي أن يسمح لي باللعب من أجلكم وأشكركم على شيء عايشته معكم."