قال الرئيس المصري حسني مبارك الخميس (3 فبراير/ شباط 2011) لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الأميركية إنه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع ذلك خشية أن تنتشر "الفوضى" عندئذ في البلاد.

وذكرت الصحفية الشهيرة كريستيان أمانبور أنها التقت الرئيس المصري لمدة 30 دقيقة في غرفة الاستقبال بالقصر الرئاسي، وكان ابنه جمال حاضرا هذا اللقاء. وقال مبارك الأب "إنه متألم من العنف الذي وقع في ميدان التحرير خلال الأيام القليلة الماضية، لكن الحكومة ليست مسؤولة" ملقيا باللوم على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، حسب ما ذكرت أمانبور.

مبارك: لا يهمني ما يقوله الناس عني وسأموت في مصر

وقال مبارك إنه تعب من العمل العام لكنه لا يريد الرحيل الآن حتى لا تحدث فوضى، ولما سألته أمانبور عن العنف الذي استخدمه مؤيدوه ضد المحتجين في ميدان التحرير ، فرد قائلا: "لقد كنت حزينا للغاية لما حدث بالأمس، أنا لا أريد أن يقاتل المصريون بعضهم البعض". وعن شعوره حينما كان يسمع الصيحات والإهانات والنداءات التي كانت تطالبه بالرحيل قال مبارك "أنا لا أهتم بما يقوله الناس عني، فما يهمني في هذه اللحظة هي بلدي، مصر تهمني".

وذكرت كريستيان أمانبور أنها سألت الرئيس مبارك عن شعوره بعد إلقائه خطابه الاثنين والذي أعلن فيه أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى فقال "لقد شعرت بالراحة". وأضاف مبارك إنه "لم يكن لديه نية على الإطلاق أن يجعل ابنه يخلفه في الرئاسة". مضيفا "لا يمكن أن أهرب أبدا، سأموت على تراب هذه الأرض".

مبارك لأوباما: أنت لا تفهم الثقافة المصرية!

وتابعت الصحفية كريستاين أمانبور قائلة إن مبارك دافع عما قدمه لمصر من انجازات معددا السنوات التي خدم فيها البلاد. ووصف الرئيس مبارك الرئيس أوباما بأنه رجل رائع، لكنه تردد في الإجابة على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة قد خانته. وحين سألته أمانبور عن رد فعله تجاه نداءات الولايات المتحدة له بالتنحي في الحال وليس لاحقا قال مبارك "قلت للرئيس أوباما أنت لا تفهم الثقافة المصرية، وماذا يمكن أن يحدث إذا تنحيت الآن."

وقال مبارك إنه لم يكن ينوي على الإطلاق الترشح مرة أخرى، ولم يكن يخطط ليكون إبنه جمال رئيسا للجمهورية، وأفادت أمانبور أن مبارك لا يزال موجودا في القصر الرئاسي مع أسرته ويخضع لحراسة مشددة من قبل قوات الجيش والدبابات والأسلاك الشائكة.

مسودة أميركية تدعو مبارك لنقل السلطة إلى حكومة مؤقتة

في هذه الأثناء، دعا مشروع قرار بمجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس مبارك الى نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تضم جميع الأطياف. ولا يتضمن مشروع القرار الذي يرعاه السناتور الجمهوري جون ماكين والسناتور الديمقراطي جون كيري دعوة محددة الى مبارك للاستقالة، وإنما يدعوه للبدء سريعا في "انتقال سلمي وسلس إلى نظام سياسي ديمقراطي".

من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة المصرية الى البدء على الفور بحوار مع المعارضة حول مستقبل البلاد. كما دانت كلينتون بشدة، في تصريح صحافي، الاعتداء على الصحافيين في مصر، معتبرة ان الحكومة والجيش يتحملان "مسؤولية واضحة" في حمايتهم.

بدوره اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قمع الصحافيين في مصر أمرا "معيبا وغير مقبول"

(ص ش / أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: يوسف بوفيجلين