مباريات "أصدقاء ميسي".. عائدات بالملايين و"الفتات" للمحتاجين
صلاح شرارة
١٥ يناير ٢٠١٨
أجرى فريق صحفي تابع لمجلة "شبيغل" الألمانية تحقيقا حول دخل ست مباريات خيرية لأصدقاء ميسي. العائدات بلغت بالملايين وبدلا من أن تصل إلى الفقراء والمساكين، كما ينتظر، صبت في جيوب آخرين، ولم يصل للمحتاجين منها سوى فتات.
إعلان
في منتصف يونيو/ حزيران 2012، وافقت مؤسسة "ميسي" على خوض مباريات لـ"أصدقاء ميسي" في ثلاث مدن: كانكون المكسيكية، وبوغوتا عاصمة كولومبيا، وميامي الأمريكية، يذهب دخلها لصالح الأطفال المحتاجين. وفي صيف العام التالي، 2013، لعب "أصدقاء ميسي" ثلاث مباريات أيضا في ميدلين بكولومبيا، ثم ليما عاصمة بيرو، وأخيرا في شيكاغو بالولايات المتحدة.
وقبل المباريات ظهر رجال أصحاب هيئة مبجلة، سلموا النجم ليونيل ميسي شيكات كبيرة، والرسالة هي أن "النجم العالمي لديه قلب كبير تجاه المحتاجين من الناس"، حسب ما ذكر موقع مجلة شبيغل الألمانية، اليوم الإثنين 15 يناير/ كانون الثاني 2018.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 زار ميسي في برشلونة محققون من وحدة النخبة (UCO) بالحرس المدني، أكبر هيئة أمنية في إسبانيا، وجهوا له كـ"شاهد" عدداً كبيراً من الأسئلة، بخصوص المباريات الخيرية لمؤسسته، فهؤلاء المحققون، القادمون من مدريد، أهم واجباتهم هي مكافحة الجريمة المنظمة، وتخصصهم هو غسيل الأموال والمخدرات.
"أقل من 5 في المائة ذهبت للمحتاجين"
قام المحققون ولمدة عامين كاملين بتحقيقات سرية ضد دائرة مخدرات بأمريكا الجنوبية، كانت هناك شكوك في أنها حققت الملايين بمساعدة مواطنين إسبان أيضا عبر تنظيم فعاليات رياضية كبرى. وخلال التنصت على المكالمات ظهرت مباريات "أصدقاء ميسي" الخيرية في مرمى المحققين.
كان في بؤرة القضية منظم الفعاليات الرياضية، غويلرمو مارين، من بيونس أيرس، وهو صديق مقرب لخورخى، والد ميسي، وقيل إن مارين حصل على حقوق انتفاع بالمباريات الخيرية. وتقول "شبيغل" إنها حصلت على مسودة للتعاقد بين مارين ومؤسسة ميسي "ولم يكن الحديث فيها حول مباريات خيرية، وإنما تعلق الأمر فقط بمصالح مادية".
وأفاد فريق التحقيق بمجلة شبيغل أن مارين قال بنفسه للمحققين عند سماع أقواله إن التقديرات كانت تشير لتحقيق عائدات تبلغ 12,3 مليون دولار، غير أنه صحح المبلغ في النهاية لـ6,9 مليون دولار، ليتم تحويل 300 ألف دولار فقط إلى مؤسسة ميسي طبقا لمسودة العقد معها، "وهي نسبة لا تبلغ حتى 5 في المائة من العائدات ولم تظهر مؤسسة ميسي هذا الكرم ضد أي جهة أخرى بهذا الشكل"، تضيف شبيغل.
آخرون غير ميسي حصلوا على أموال
لكن النجم ميسي وكذلك مارين نفيا بشكل قاطع للمحققين أن يكون الأسطورة الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات قد حصل على عوائد مالية بقيمة 1,4 مليون دولار، هربها إلى دولة بأمريكا الجنوبية تعتبر "واحة ضريبية". وقال مارين إن مؤسسة ميسي فقط هي التي حصلت على أموال، ورفض مارين توضيح كيف تم ذلك، عندما سألته شبيغل.
وإذا كان ميسي لم يحصل على أموال فإن هناك من أصدقائه مثلاً من عرض عليه ومن تلقى فعلا أموالاً لأجل المشاركة. فقد عرض أحد منظمي المباريات على وكيل أعمال روبيرت ليفاندفسكي مبلغا يصل حتى 250 ألف دولار، مع تذاكر طيران بدرجة رجال الأعمال وإقامة في فندق خمس نجوم، غير أن وكيل أعمال ليفاندوفسكي قال إن الأمر كان غريبا "ولذلك لم نرد الاشتراك في هذا النموذج".
أما المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، فحصل على 25 ألف دولار عن كل مباراة، حسب ما كشفت بوابة "فوتبول ليكس"، وقد أكد ابنه بييرفيليبو، وهو محاميه ووكيل أعماله أيضا، أنه تمت كتابة ما حصل عليه والده في فواتير بشكل صحيح ودفعت الضرائب عنها أيضا.
القاضية تحفظ التحقيق
بينما ذكر خورخي، والد ميسي، للمحققين عام 2014 أن العائدات، التي وصلت لمؤسسة ميسي في برشلونة من تلك المباريات تم التبرع بها لمنظمة رعاية الأمومة والطفولة بالأمم المتحدة "يونيسيف". وقد أكدت اليونيسيف لشبيغل أنها تلقت عام 2013 تبرعات من مؤسسة ميسي بقيمة 300 ألف دولار، من أجل مساعدة الأطفال في بيرو وكولومبيا والأردن.
غير أن من حول هذه الأموال ليست مؤسسة ميسي في برشلونة وإنما مؤسسة ميسي في الأرجنتين. فالنجم الكبير لديه مؤسسة خاصة في مسقط رأسه، روساريو، وهي اليوم منفصلة تماما من الناحية القانونية عن مؤسسته في برشلونة، حسب ما أكد لشبيغل رودريغو ميسي، شقيق نجم برشلونة، والمسؤول عنها، غير أنه رفض الإجابة عن أسئلة معينة حول هذا المبلغ.
أما المحققون من وحدة النخبة بالحرس المدني الإسباني، فقد قدموا تقريرا نهائيا طلبوا فيه السماح لهم بالتحقيق أيضا خارج إسبانيا، واقترحوا طلب مساعدات قضائية من السلطات في الأرجنتين وكولومبيا وبيرو والمكسيك والولايات المتحدة وهونغ كونغ وجزيرة كوراساو وكذلك بنما. لكن القاضية المختصة أمرت بحفظ التحقيق، والحيثية هي: "عدم وجود شبهة معقولة كافية" للاتهامات بغسيل الأموال.
صلاح شرارة
في صور: تميز كروي وسخاء كبير - مشاهير وأعمالهم الخيرية
هم لاعبون سطع نجمهم في عالم كرة القدم وصنعوا تاريخا: ليس فقط بنجاحاتهم الكروية بل أيضا بأعمالهم الخيرية. جولة بالصور لبعض مشاهير الملاعب وأنشطتهم في مجال الأعمال الخيرية.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
تألق نجم مسعود أوزيل ليس كلاعب كرة قدم في صفوف منتخب ألمانيا والعديد من الأندية فقط، بل أيضا كناشط في مجال الأعمال الخيرية، التي لا تعد. كانت آخرها زيارته إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، حيث وزع كرات وملابس رياضية على الأطفال للفت أنظار العالم إلى معاناة هؤلاء. وقبلها كان أوزيل قد حصل على جائزة لاريوس للأعمال الخيرية، حيث كان مول عمليات جراحية معقدة لـ23 طفلا في البرازيل خلال مونديال 2014.
صورة من: picture alliance/dpa/S.McNeil
لطالما وُصف لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة من قبل مدربه يواخيم لوف بـ"الصخرة الصامدة التي لا تحركها الأمواج مهما كانت عاتية"في إشارة إلى دوره في لم شمل لاعبي المنتخب حوله. وصف يبدو أن لوف محق فيه، على الأقل وفق حكومة ولاية بادن فورتنبيرغ الألمانية التي منحت اللاعب التونسي الأصل قبل أسابيع وسام الاستحقاق تكريما لجهوده في دعم الاندماج ومساعدة الضعفاء اجتماعيا داخل الولاية التي ولد وترعرع فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gilliar
على الرغم من أن اللاعب التونسي الأصل والألماني المولد والمنشأ أنيس بن حتيرة، والذي يشغل خطة لاعب وسط في صفوف آينتراخت فرانكفورت، لا يزال يواجه صورة "الفتى المشاغب" نظرا لاندفاعه أحيانا، إلا أنه من أكثر الرياضيين دعما للنشاطات الاجتماعية ماديا ومعنويا، حيث أنه كان مثلا من أول من زار مآوي اللاجئين لتقديم يد المساعدة. أعماله الخيرية المتعددة جلبت له جائزة لاوريوس العالمية للرياضيين المتميزين.
صورة من: picture-Alliance/Tagesspiegel/K. U. Heinrich
بلا شك فإن اللاعب الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيما من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل. رغم تألقه في صفوف المنتخب الفرنسي، إلا أنه منع من المشاركة معه في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة لتورطه في قضية ابتزاز لأحد زملائه. لكن يبدو أن بنزيما يظل من الرياضيين الناشطين في مجال الأعمال الخيرية، الأمر الذي جلب له العام الماضي جائزة من إحدى المنظمات الكروية الشهيرة في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Horcajuelo
بلا شك فإن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من أكثر الشخصيات الرياضية شهرة في العالم وكذلك أكثرها إثارة للجدل. البعض يرى فيه شخصية مغرورة، والبعض الآخر يعشقه بلا حدود. لكن الأكيد أنه أحد أكثر المشاهير سخاء في دعم المشاريع الخيرية سواء بوطنه أو خارجه، حيث كان مثلا تبرع بـ1,5 مليون يورو لبناء مدارس في قطاع غزة. ولايقتصر هذا الدعم على المال فحسب، بل إن رونالدو مواظب أيضا على التبرع بدمه بشكل دوري.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
ربما هي مجرد لفتة رمزية لا أكثر، لكنها رسمت الابتسامة على مُحيا الصبي الأفغاني مرتضى أحمدي الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت الربيع الماضي صورته وهو يرتدي كيسا من البلاستيك بلوني العلم الارجنتيني مع اسم نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي. الأخير أرسل إليه - عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف- بقميصين وكرة يحملون توقيعه. وهاهو يقف مرتديا قميصا موقعا من ميسي أمام عدسات الكاميرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Unicef/Mahdy Mehraeen
يبدو أن هذه الفترة من الفترات الحالكة التي يمر بها معشوق الجماهير ليونيل ميسي. فبعد فشله في الفوز بلقب قاري مع منتخب بلاده هذا العام وفشله من قبل في الفوز بمونديال 2014، صدرت بحقه وحق والده أحكام قضائية بتهمة التهرب الضريبي. لكن هذا لا يغطي عن حقيقة مفادها أن نجم برشلونة قد أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه تدعم مشاريع خيرية لصالح الأطفال خاصة، حيث دعم مستشفى في مسقط رأسه روزاريو بـ600 ألف يورو.
صورة من: Reuters/T. Melville Livepic
الكثير من السويديين لا يزالون يتذكرون لاعبهم زلاتان ابراهيموفيتش، ذا الأصول البوسنية والكرواتية، عندما تبرع عام 2014 بجميع تكاليف سفر وإقامة عدد من ذوي الاحتاجات الخاصة لمتابعة مباريات مونديال البرازيل والتي بلغت 39 ألف يورو. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ يعد بسيطا مقارنة بمداخيل النجم السويدي، إلا أن لفتة تصنع قدوة بين زملائه والكثير من المشاهير حتى لا ينسوا بأن هناك من لا يستطيع أن يعيش مثلهم.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
صنف قائد المنتخب البرازيلي ونجم برشلونة الإسباني، كواحد من عشرة أكثر الرياضيين مساهمة في الأعمال الخيرية في العالم. سنة 2014 افتتح مؤسسة خيرية وساهم فيها بمبلغ 9,2 ملايين دولار أميركي، لمساعدة الفقراء في مسقط رأسه بمدينة برايا غراندي. كما يتبرع نيمار لفائدة هيئات اجتماعية وصحية منها التي تعنى بمكافحة فيروس ايبولا.