في خطوة قد تثير حفيظة أنقرة، زار مسؤول أمريكي رفيع مناطق يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في شمال سوريا. وتهدف زيارة مبعوث أوباما للتحالف الدولي المناهض لـ "داعش" لتقييم التقدم الذي أحرز في الحملة ضد التنظيم الإرهابي.
إعلان
قال بريت مكغورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إنه قام بزيارة لمناطق يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في سوريا في مطلع الأسبوع. وتهدف الزيارة، حسب مكغورك، لمراجعة القتال ضد التنظيم الإرهابي. وحسب مصادر في البنتاغون إن مبعوث أوباما زار مدينة كوباني (عين العرب).
ونشر مكغورك صورا للزيارة على حسابه على تويتر منها صورة لمقبرة حيث قال إنه قام بتأبين كثر من 1000 كردي سقطوا في معركة كوباني (عين العرب)، التي خاضتها وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) بدعم جوي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش". وأضاف مكغورك أنه "بحث الخطوات التالية في الحملة السورية" مع "مقاتلين متمرسين ومتعددي الأعراق مناهضين للتنظيم".
وقال مسؤول كردي سوري لرويترز إن مكغورك وصل بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة جوية يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في سوريا، مضيفا أنها تستخدم في الرحلات اللوجستية لطائرات الهليكوبتر العسكرية الأمريكية.
واعتبر فريد هوف، الخبير في الشؤون السورية بمركز أتلانتيك كاونسل أنها أول زيارة معلنة لسوريا يقوم بها مسؤول حكومي أمريكي منذ إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق في فبراير شباط عام 2012. وقال مسؤول أمريكي إن زيارة مكغورك "تنسجم مع جهود المبعوث الخاص لمواصلة البحث عن سبل لزيادة ضغوط التحالف على تنظيم الدولة الإسلامية".
قال بريت مكغورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الاثنين إن زيارته التي جرت في مطلع الأسبوع لمناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا لا علاقة لها بمحادثات جنيف للسلام.
وقال مكغورك لمجموعة صغيرة من الصحفيين في روما "كان مخططا لها منذ فترة طويلة ومن ثم لا علاقة لها بأي حال بالعملية الجارية في جنيف".
بيد أن زيارة مكغورك قد تغضب تركيا المجاورة، التي تشعر بالقلق إزاء تزايد نفوذ أكراد سوريا خشية أن يثير ذلك مشاعر انفصالية بين الأكراد الأتراك. وتأتي الزيارة بعد استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه فرع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، عن محادثات السلام السورية انسجاما مع رغبة أنقرة.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز)
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.