مبعوث ترامب عن الخطة العربية لغزة: "خطوة حسن نية أولى"
٦ مارس ٢٠٢٥
فيما أشاد مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالخطة العربية بشأن غزة قائلا إنها " تشكل خطوة حسن نية أولى"، رأت الخارجية الأمريكية أنها "لا تلبي التطلعات". في المقابل أكد ترامب نفسه إجراء محادثات مع حماس.
المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يشيد بمصر لعرضها خطة جديدة بشأن غزة، دون أن يؤيد التفاصيل الواردة في هذا المقترح صورة من: Carlos Barria/REUTERS
إعلان
قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس (السادس مارس/ آذار 2025) إن الخطة المصرية بشأن غزة التي تبنتها الققمة العربية "لا تلبّي تطلّعات" الرئيس دونالد ترامب الذي أشاد موفده الخاص في وقت سابق بجهود مصر لكنه شدد على أن تفاصيل المشروع تدرس راهنا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين إن الاتفاق المقترح "لا يلبي الشروط ولا طبيعة ما يطالب به ترامب"، مضيفة أنها "ليست على قدر التوقعات".
وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد أشاد في وقت سابق اليوم بمصر لعرضها خطة جديدة بشأن غزة من دون أن يؤيد التفاصيل الواردة في هذا المقترح البديل لمشروع الرئيس دونالد ترامب بسيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه.
وأكد ويتكوف "نحتاج إلى مزيد من النقاش بشأنها لكنها تشكل خطوة حسن نية أولى من جانب المصريين". وقال إن ترامب نجح حاليا في "تشجيع أشخاص آخرين في الشرق الأوسط (...) على تقديم مقترحات نشطة يمكننا أن ننظر فيها".
اعتمد القادة العرب أول أمس الثلاثاء خطة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة كلفتها 53 مليار دولار وتتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع، على النقيض من رؤية ترامب المعروفة باسم "ريفييرا الشرق الأوسط". وقال البيت الأبيض إن الخطة التي تبنتها الدول العربية لم تعالج واقع غزة وإن ترامب متمسك بمقترحه.
ولاقت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين في إطار سيطرة الولايات المتحدة على القطاع تنديدا عالميا الشهر الماضي وعكست مخاوف الفلسطينيين الراسخة من طردهم بشكل دائم من منازلهم.
محادثات أمريكية مع حماس
يأتي هذا الموقف الأمريكي تزامنا مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن مسؤولا أمريكيا كبيرا أجرى محادثات مباشرة مع حركة حماس في الآونة الأخيرة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي إن هذا الجهد يستهدف مساعدة إسرائيل وإن الولايات المتحدة لن تدفع مقابلا لإطلاق سراح الرهائن.
إعلان
من جانبها أكّدت حماس الخميس التزامها وقف إطلاق النار الساري منذ كانون الثاني/يناير في قطاع غزة، وذلك غداة توعّد الرئيس ترامب سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ"الموت" ما لم تفرج الحركة فورا عن كلّ الرهائن المحتجزين لديها.
وتؤشر المباحثات المباشرة التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس الى الصعوبات التي تواجهها المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب محللين.
وقال الخبير في الشأن الجيوسياسي نيل كويليام إن التواصل المباشر بين الطرفين "هو مؤشر على انهيار في الوساطة بشأن وقف أوسع لوقف النار". ورأى في ذلك "دلالة على...تململ ترامب من المفاوضات المعقدة التي تتطلب وقتا"، معتبرا أن إسرائيل "قلقة غالبا من أن هذه المقاربة المستفرِدة قد تقوّض مصالحها المباشرة".
من جهته، رأى الباحث في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي أن المباحثات المباشرة مع واشنطن ستشعِر حماس "بأنها انتزعت مشروعية قوية". وأشار الى أن الاسرائيليين بدورهم "قلقون بطبيعة الحال" جراء ذلك.
ودخل الاتفاق الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، وأتاح تحقيق هدوء نسبي في القطاع إثر حرب مدمّرة اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ي.ب/أ.ح/ هـ.د (ا ف ب رويترز، د ب ا)
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.