نفى مبعوث الرئيس الأمريكي إلى إفريقيا مسعد بولس صحة الاتهامات التي وجهها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للوسطاء بالانحياز للإمارات. بولس أكد تقديم خطة لوقف الحرب في السودان لم يقبلها طرفا الصراع.
قال بولس إن طرفي النزاع في السودان غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النارصورة من: Karim Jaafar/AFP
إعلان
أكّد مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس الثلاثاء (الثلاثاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) أن طرفي النزاع في السودان رفضا مقترح وقف إطلاق النار، وحثهما على قبول خطة واشنطن من "دون شروط مسبقة".
وقال رداً على سؤال بشأن اتهامات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للجنة الرباعية للوساطة في السودان بالانحياز للإمارات إنه "كان يُشير إلى شيء غير موجود"، مضيفاً: "ليست لدينا أدنى فكرة عمّا يتحدث عنه". واتّهم البرهان الرباعية بأنها "غير محايدة" بسبب عضوية الإمارات فيها، وقال إن المبعوث الأمريكي "يتحدث بلسان الإمارات" ويقوم بترداد مواقفها.
تصريحات بولس جاءت خلال إحاطة إعلامية مشتركة مع المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش في أبوظبي، بعد أيام من تصريحات البرهان بأن المبعوث الأمريكي "يتحدث بلسان الإمارات" ويردّد مواقفها.
الأمم المتحدة تحذر من المجاعة في جنوب غرب السودان
01:52
This browser does not support the video element.
خطة أمريكية لإنهاء الحرب
وقال بولس إن بلاده قدمت خطة سلام بصياغة قوية لكنها لم تلق قبول أي من طرفي الصراع. وقال بولس للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي "نناشد الطرفين قبول الهدنة الإنسانية كما عُرضت عليهما دون شروط مسبقة". وأضاف: "نرغب بأن يقبلا النص المحدد الذي قُدّم لهما".
إعلان
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح الأسبوع الماضي بأنه سيتدخل لوقف الصراع المدمر في السودان الذي اندلع في أبريل / نيسان 2023 وأدى إلى انتشار الجوع والقتل على أساس عرقي في أنحاء السودان وهدد بانقسام قد يكون هو الثاني في تاريخ البلاد إن حدث.
ولم تؤت الجهود السابقة التي قادتها الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات ثمارها. وقدمت هذه المجموعة الرباعية مقترحاً لطرفي الصراع في السودان في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني. وقال بولس إن الجانبين المتحاربين في السودان رحبا بالخطة لكن لم يقبل أي منهما النص رسمياً.
قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن الاقتراح الأمريكي أسوأ ما رآه من مقترحات الولايات المتحدةصورة من: Stringer/Anadolu Agency/IMAGO
إلا أن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قال يوم الأحد إن الاقتراح أسوأ ما رآه من مقترحات الولايات المتحدة وإنه يضعف الجيش السوداني ويسمح لقوات الدعم السريع بالاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها. وقال بولس خلال المؤتمر الصحفي إن الجيش السوداني عاد "بشروط مسبقة" لكن الولايات المتحدة ترغب في أن يتم قبول النص بصيغته الأصلية.
من جهته، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع أمس الاثنين، إن القوات ستدخل في وقف إطلاق نار بشكل أحادي الجانب بشكل فوري. ولم يتضح اليوم الثلاثاء ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا صامدا أم لا. وقال بولس إنه يرحب بإعلان قوات الدعم السريع ويأمل أن يتم الالتزام به، وأضاف أن انتقادات البرهان تستند إلى عوامل خاطئة.
العفو الدولية: الدعم السريع ارتكب جرائم حرب
قالت منظمة العفو الدولية إن الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع السودانية في إحدى مدن دارفور تشكل جرائم حرب، وذلك في أحدث اتهام من هذا النوع في الحرب التي دمرت البلاد.
وفي تقرير لها اليوم الثلاثاء، قالت المنظمة الحقوقية الدولية إنها جمعت شهادات تصف الوحشية التي نفذتها تلك الميليشيات عندما تمكنت من السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من قبضة قوات الجيش السوداني أواخر الشهر الماضي.
قالت المنظمة إن الفظائع شملت إعدام عشرات الرجال العزل، واغتصاب النساء والفتيات.صورة من: Ebrahim Hamid/AFP
وأضافت المنظمة إن الفظائع شملت إعدام عشرات الرجال العزل، واغتصاب النساء والفتيات. وقالت منظمة العفو إن أشخاصا آخرين اعتقلهم رجال الميليشات كرهائن مقابل فدية، وإن شهوداً قالوا إنهم رأوا "مئات الجثث ملقاة" في شوارع المدينة وعلى الطرق الرئيسية الخارجة من الفاشر.
وقالت أمينة عام منظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار: "هذا العنف المستمر والواسع النطاق ضد المدنيين يشكل جرائم حرب وقد يشكل أيضا جرائم أخرى بموجب القانون الدولي."
ولم ترد قوات الدعم السريع فوراً على طلب للتعليق. واعترفت الميليشيات بأن بعض مقاتليها ارتكبوا انتهاكات في المدينة وتعهدت بالتحقيق. وتقاتل ميليشيا الدعم السريع ضد القوات الحكومية منذ عامين ونصف.
وتصف الأمم المتحدة الحرب في السودان بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. وتسببت الحرب الدائرة هناك بين قوات الجيش الحكومي وميليشيا قوات الدعم السريع، في فرار أو نزوح نحو 12 مليون شخص.
تحرير: عماد حسن
الفاشر.. مركز الانتهاكات الأكثر عنفًا في النزاع السوداني
تُعد الأزمة الإنسانية في السودان من بين الأسوأ عالميًا، حيث يعاني المدنيون أوضاعًا مأساوية، وتتزايد التقارير الصادمة عن إعدامات وانتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على الفاشر في دارفور وبارا بكردفان.
صورة من: Muhnnad Adam/AP Photo/dpa/picture alliance
نزوح جماعي
غادر نحو 26 ألف شخص مدينة الفاشر في الأيام الأخيرة، مضطرين للفرار من القتال وسط حالة من الرعب. تنقّل المدنيون بين نقاط التفتيش المسلحة، معرضين للابتزاز، والاعتقالات التعسفية، والاحتجاز، والنهب، والمضايقات، فضلاً عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء محاولتهم الوصول إلى برّ الأمان. وفقا لشهادات الوافدين إلى بلدة طويلة، الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومترًا من الفاشر.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
قوات الدعم السريع متهمة بإعدامات وانتهاكات مروعة
أفادت تقارير بوقوع إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار، وسط مؤشرات على دوافع قبلية وراء بعض عمليات القتل، إضافة إلى استهداف أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مقلقة تُظهر عشرات الرجال العزّل يتعرضون لإطلاق النار أو جثثهم ملقاة على الأرض، بينما يظهر مقاتلو قوات الدعم السريع حولهم وهم يتهمونهم بالانتماء إلى القوات المسلحة السودانية.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
الفاشر تتحول إلى مركز للمواجهات الأعنف في دارفور
أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن القيادة ولجنة الأمن في الفاشر قررت مغادرة المدينة بعد الدمار والقتل الممنهج الذي تعرض له المدنيون، موضحًا أنه وافق على مغادرتهم إلى مكان آمن حفاظًا على ما تبقى من الأرواح والممتلكات.
صورة من: Rapid Support Forces (RSF)/AFP
التجويع كسلاح حرب
مئات الآلاف من المدنيين ظلّوا محاصرين في هذه المدينة لأكثر من 500 يوم، حيث منعتهم قوات الدعم السريع من الوصول إلى الغذاء، ما يُعد استخدامًا للتجويع كسلاح حرب. وخلال الفترة بين 2 و4 تشرين الأول/أكتوبر، نزح نحو 770 شخصًا من المدينة إلى منطقة طويلة بسبب تزايد انعدام الأمن.
صورة من: UNICEF/Xinhua/IMAGO
انتهاكات جسيمة
قالت نقابة أطباء السودان إن نحو 177 ألف شخص ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفاشر، معتبرة أن ما تشهده المدينة من أحداث يرقى إلى "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج وجرائم حرب مكتملة الأركان".كما حددت اللجنة "مقتل خمسة من متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني في مدينة بارا شمال كردفان.
صورة من: Rapid Support Forces (RSF)/AFP
انهيار الوضع الأمني في بارا
في شمال كردفان، أفاد الناجون بتكرار أنماط مماثلة من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان عقب سقوط مدينة بارا مؤخراً، ما أسفر عن نزوح آلاف السكان داخل الولاية. هناك قلق بالغ إزاء احتمال حصار مدينة الأبيض، التي تأوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.
صورة من: AFP/Getty Images
طويلة عانت من تفشي الكوليرا
بلدة طويلة بولاية شمال دارفور عانت من تفشي سريع للكوليرا، حيث سُجِّل أكثر من 1.180 إصابة، منها نحو300 طفل، وما لا يقل عن 20 وفاة منذ ظهور أول حالة في21 يونيو/ حزيران 2025. البلدة التي تستضيف أكثر من 500 ألف نازح فرّوا جراء النزاع العنيف منذ أبريل/ نيسان، واجهت وضعاً إنسانياً هشاً للغاية تطلب تدخلاً عاجلاً.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
الخوف من الانتهاكات الجنسية
من بين الانتهاكات الجسيمة المبلغ عنها والتي تهدد سلامة المدنيين، انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة، سواء أثناء الهجمات أو خلال فرارهن. وكان المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام قد وثق استخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب، وقد وثّق المركز 51 حادثة اعتداء جنسي ضد النساء والفتيات في محليتي وشاطئ بحرينتي وقارسيلا بوسط دارفور.
صورة من: AFP
تقديم الإسعافات لعشرات الجرحى في طويلة
ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن فرقها الطبية العاملة على بُعد نحو 60 كيلومترًا من الفاشر في مدينة طويلة، اساقبلت، عشرات المرضى الفارين من المدينة إلى مستشفى طويلة المكتظ. خلال ليلة 26–27 أكتوبر/تشرين الأول وصل نحو ألف شخص من الفاشر على متن شاحنات إلى مدخل المدينة، حيث أقامت الفرق نقطة صحية ميدانية لتقديم الرعاية الطارئة وإحالة الحالات الحرجة مباشرة إلى المستشفى.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
غوتيريش يشدد على حماية المدنيين
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا يتوانى عن تجديد دعواته إلى وقف القتال فورًا في الفاشر، مع التأكيد على حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بأمان وباستمرار. كما شدد على توفير ممر آمن لأي مدنيين يريدون مغادرة المنطقة طوعًا.