مبعوث روسي يبحث في طهران التهديدات بتوجيه ضربة لسوريا
١١ أبريل ٢٠١٨
مع تزايد التكهنات والتهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استخدام الغاز السام في مدينة دوما قرب دمشق، أرسلت موسكو موفدا خاصا إلى طهران للتنسيق وبحث كيفية الرد على التهديدات والضربة العسكرية المحتملة لسوريا.
إعلان
بحث المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف خلال زيارة مفاجئة إلى طهران أمس الثلاثاء (10 أبريل/ نيسان) التهديدات الغربية بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على هجوم كيماوي مفترض استهدف مدينة دوما، حسبما أفادت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا).
وقالت الوكالة إن لافرنتييف أجرى محادثات معمّقة حول الوضع في سوريا مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ومسؤولين آخرين. وأضافت أن المحادثات تناولت خصوصا "تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل عسكريا" في سوريا.
من جهة ثانية نقلت ارنا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي بدأ أمس الثلاثاء زيارة إلى البرازيل تنديده بالتهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس بشار الأسد. وقال ظريف "يبدو أن الحكومة الأمريكية تبحث عن ذريعة للتدخل في سوريا".
الكيماوي في سوريا.. جريمة تتكرر دون عقاب!
02:04
وأكد الوزير الإيراني أن التهديدات الأمريكية، شأنها شأن الغارة الجوية التي استهدفت مطارا عسكريا في سوريا هذا الأسبوع ونسبتها دمشق وطهران وموسكو إلى اسرائيل، هدفها الحد من المكاسب الميدانية التي أحرزها النظام السوري أخيرا.
وكانت طهران أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أن الضربة الجوية التي استهدفت فجر الاثنين مطار التيفور العسكري قرب حمص بوسط سوريا أسفرت عن مقتل سبعة عسكريين إيرانيين، متوعدة بأن الهجوم "لن يمر دون رد".
وإيران وروسيا هما الحليفان الرئيسيان للنظام السوري وقد أدى كلاهما دورا بارزا في الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات الحكومية السورية أخيرا.
وكان الرئيس الأمريكي هدد بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على هجوم كيمائي مفترض استهدف السبت الماضي مدينة دوما.
ع.ج (أ ف ب)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.