بينما رأت هيئة محلفين أمريكية أن مبيد أعشاب مسؤول عن إصابة شخص بالسرطان، عبرت الشركة المنتجة عن خيبة أملها من قرار الهيئة وأكدت أن منتجها آمن، فيما تثير مادة تدخل في صناعة هذا المبيد الجدل بخصوص مخاطرها الصحية.
صورة من الأرشيف.صورة من: Getty Images/AFP/J. Edelson
إعلان
اعتبرت هيئة محلفين في محكمة أمريكية في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا أن مبيد الأعشاب "راوند آب" تسبب في إصابة أحد المشتكين بالسرطان. ورأت هيئة المحلفين بالإجماع أن مبيد "راوند آب"، الذي يحتوي على مادة الغلوفوزات الكيماوية، كان "عاملاً جوهرياً" في إصابة إدوين هارديمان (70 عاماً) بالسرطان.
وتواصل نفس هيئة المحلفين الأربعاء (20 مارس/ آذار 2019) أطوار المحاكمة في مرحلتها الثانية، إذ سيتم التطرق إلى مسؤولية الشركة المنتجة للمبيد وحقوق المطالبة بالتعويض.
وشهدت أسهم شركة "باير"، التي اشترت شركة "مونسانتو" صانعة المبيد الحشري، تراجعاً حاداً في بورصة فرانكفورت الأربعاء، فقد خسرت أسهم الشركة أكثر من 10 في المائة من قيمتها، ما أدى بدوره إلى تراجع مؤشر "داكس" الرئيسي للشركات الكبرى.
ارتياح وخيبة
وعبرت محامية إدوين هارديمان عن رضاها بقرار هيئة المحلفين، وقالت في هذا الصدد: "نحن راضون للغاية". أما شركة "باير" الألمانية العملاقة لصناعة الأدوية والكيماويات، والتي استحوذت السنة الماضية على "مونسانتو" ضمن صفقة بلغت قيمتها 63 مليار دولار، فقد عبرت عن خيبة أملها من قرار هيئة المحلفين.
وقالت الشركة في بيان لها: "لا زالت الشركة على قناعة تامة بأن الأدلة العلمية المتاحة تؤكد أن المبيدات القائمة على الغلوفوزات لا تسبب السرطان"، وأضافت: "نحن على ثقة بأن المرحلة الثانية من المحاكمة ستظهر أن سلوك مونسانتو كان مناسباً وأن الشركة لا يجب أن تكون مسؤولة عن إصابة السيد هارديمان بالسرطان". يشار إلى أن الشركة تواجه مئات الدعاوي القضائية في أمريكا بعدما أعطى القضاء الأمريكي في وقت سابق الضوء الأخضر لقبول الدعاوي.
"هزيمة" آخرى
وتعد هذه الهزيمة القانونية الثانية لشركة "مونسانتو" خلال عام واحد، ففي أغسطس/ آب الماضي، أقرت هيئة محلفين في سان فرانسيسكو دفع "مونسانتو" تعويضاً لديوين جونسون، الذي يعاني، مثله مثل هارديمان، من سرطان الغدد اللمفاوية. واستخدم كلاهما مبيد "راوند آب" لسنوات طويلة.
وبأمر من هيئة المحلفين، حصل ديوين جونسون على تعويض مالي بقيمة 289 مليون دولار (255 مليون يورو). بيد أن قاضية وجدت التعويض مبالغاً فيه، ليتم تخفيضه إلى 78.5 مليون دولار.
يثير المبيد الجدل بشأن مخاطره الصحية، صورة أرشيفية.صورة من: Reuters/B. Tessier
مخاطر صحية مثيرة للجدل
وتبيع شركة "مونسانتو" مبيد الأعشاب "راوند آب" منذ أكثر من 40 سنة وفي أنحاء متفرقة حول العالم، حيث ترى الشركة أن منتجها آمن عند استخدامه بشكل صحيح. فيما يرى المدعي في القضية المرفوعة حالياً أن الشركة حجبت المخاطر الصحية لمبيدات الأعشاب.
أما في البحث العلمي، فإن تسبب مادة الغلوفوزات الموجودة في المبيد في الإصابة بالسرطان ما زالت مسألة مثيرة للجدل. وتوصلت وكالة حماية البيئة الأمريكية وهيئات الإشراف والرقابة في الاتحاد الأوروبي إلى أن المادة لا تشكل خطراً للإصابة بالسرطان.
في المقابل، أوردت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي تابعة لمنظمة الصحة العالمية، قبل ثلاث سنوات أن الغلوفوزات ربما تكون مادة مسرطنة لدى البشر.
ر.م/ ي.أ (DW)
هكذا تحمي نفسك من خطر الإصابة بمرض السرطان
بالرغم من انتشاره الكبير بين الناس إلا أن الإصابة به ليست حتمية، في يومه العالمي الذي يصادف 4 فبراير، رضد علماء الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض الخبيث وطرق تجنبها. عادات حياتية بسيطة قد تكون وسيلة حمايتنا من السرطان.
صورة من: Getty Images
مصيرك بين يديك!
التدخين وحده من أهم مسببات السرطان، فدخان السجائر لا يسبب سرطان الرئة فحسب، بل يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الأورام الأخرى. ويبقى التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان
تأتي السمنة في المرتبة الثانية من العوامل المسببة للسرطان إذ تزيد مستويات الأنسولين المعززة من خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكُلى والمرارة وسرطان المريء. وتنتج النساء البدينات كميات متزايدة من الهورمونات الأنثوية في الأنسجة الدهنية، وبالتالي ترتفع لديهن معدلات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
لا تصبح أسير "الكنبة"
قلة الحركة والمشي يرفعان من احتمالات الإصابة بالسرطان أيضا. وتشير الدراسات طويلة المدى إلى أن ممارسة الرياضة والتمارين يمكنها أن تمنع الإصابة بالمرض الخبيث. الرياضة بشكل عام تعمل على خفض معدلات الأنسولين في الجسم ما يمنع اكتساب المزيد من الوزن. لا تكن أسير الأريكة طوال الوقت، ومارس الرياضة والحركة.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
المشروبات الكحولية
الكحوليات عموما تحفز الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء. وإذا تم تناولها بكثرة مع التدخين، فالخطر هنا يرتفع لمعدلات أكبر تصل إلى مائة ضعف! ربما يكون تناول كأس واحد من النبيذ في اليوم فقط أقل ضررا على الجسم، إذ يدعم نظام القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإسراف في تناول اللحوم الحمراء!
اللحوم الحمراء يمكن أن تتسبب بسرطان الأمعاء. بالرغم من عدم تحديد السبب الفعلي لذلك، إلا أن الدراسات تظهر وجود علاقة ملحوظة بين استهلاك اللحوم الحمراء وسرطان الأمعاء. وتمثل لحوم الأبقار خطورة بشكل خاص، ولكن حتى لحم الخنزير يمكن أن يسبب السرطان. ويزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسرطان مرة ونصف. أما تناول الأسماك، فيمنع الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia
لا مزيد من المشويات؟
تنبعث بعض المواد المسببة للسرطان عند شى اللحوم، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. وقد ثبت في تجارب على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية يمكن أن تسبب الأورام. ومع ذلك، فإن الدراسات طويلة الأمد على البشر، لم تثبت ذلك بشكل قاطع بعد. ربما تكون كميات استهلاك اللحم هي ما يسبب السرطان، وليس طريقة طهيه.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنب الوجبات السريعة
يمكن لنظام غذائي جيد يتكون من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية أن يكون سببا لتجنب الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسات أجريت على مدى سنوات، أن اتباع نظام غذائي صحي له تأثير أقل على الوقاية من السرطان، مما كان مفترضا في السابق. فهو يقلل فقط من خطر الاصابة بالسرطان بنسبة لا تتجاوز 10 في المئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض للشمس بكثرة
يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية اختراق الجينوم البشري وتغييره. فبينما تحمي كريمات الوقاية من الشمس البشرة، يمتص الجلد الكثير من تلك الأشعة.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يسبب السرطان!
تضر الأشعة السينية "X" بالجينوم أيضاً. إذا اقتصر الأمر على صورة إشعاعية عادية، فيكون التعرض لها قليلاً ، لكن الوضع يختلف عند التعرض للأشعة المقطعية. وهذا النوع من الأشعة يجب الخضوع لها عند الضرورة فقط، أما بالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي غير ضارة.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
العدوى البكتيرية تحفز السرطان
يمكن أن تسبب فيروسات الورم الحليمي البشري سرطان عنق الرحم لدى السيدات. كما يمكن أن تتسبب الإصابة بالتهاب الكبد B و C إلى تدهور خلايا الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان. لكن هناك العديد من اللقاحات التي يمكن الحصول عليها لتفادي تلك العوامل المسببة للسرطان، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تكافح تلك البكتيريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حبوب منع الحمل
ربما تكون حبوب الحمل من العوامل المحيرة عندما يتعلق الأمر بخطورتها، فعلى الرغم من أنها ترفع من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها في الوقت ذاته، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض. لكن في نهاية الأمر فحبوب منع الحمل فائدتها أكثر من ضررها على الأقل فيما يتعلق بخطورة الإصابة السرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ضربة قدر!
بالرغم من أخذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن الإنسان ليس بمنأى عنه. فنصف حالات الإصابة بالسرطان، سببها جينات خاطئة أو ببساطة التقدم في العمر. أما سرطان الدماغ فمن المحتمل أن تأتي الإصابة به بشكل وراثي . ففي النهاية الأمر تصبح الإصابة مثل ضربة القدر! بريغيت أوستراث/ س.إ