قام أحفاد عائلة جيرستنبرغ الألمانية بعرض مجموعة من أجمل اللوحات القيمة التي توجد في حوزة العائلة منذ عقود. وتشمل اللوحات الفنية التي حرصت أجيال العائلة المتعاقبة على الحفاظ عليها رسومات على طريقة المدرسة الانطباعية والسريالية لفنانين عالميين مشهورين أمثال رينوير، مونت، سيسلي وديغاس، بالإضافة إلى منقوشات ومطبوعات تعود لدورير وجويا وريمبراندت. كما تضم هذه المجموعة الضخمة أعمال التصوير الضوئي للرسام الكاريكاتوري الفرنسي هونور دومير.

قيمة فنية تتوارثها ثلاثة أجيال

لقد ساهم "أوتو جيرستنبرغ" ، أول من بدأ بجمع هذه اللوحات الفنية، إلى حد كبير في إثراء متاحف العاصمة الألمانية برلين بما يزيد عن 300 لوحة خاصة بالفن السريالي تعود لرسامين مشهورين أمثال "سلفادور دالي و ماكس ارنست وبول كلي ورينيه ماغريتي وآخرين. ويعود الفضل لجهود الحفيد "ديتر سخارف" في أحياء هذه اللوحات وإخراجها من جدران بيت العائلة إلى جدران متاحف برلين كي يطلع عليها زوار المدينة والمهتمين بالفن التشكيلي. لكن الحفيدة "جوليت سخارف" أوضحت في هذا الإطار أن اللوحات ليست هدية للمتاحف بل مجرد اقتراض لمدة عشر سنوات.

برلين مدينة المتاحف

وتضم أروقة المعرض لأول مرة أعمال الفنان الايطالي "جوفاني باتيستا" التي تصور ظلمات السجون. كما يعرض أيضاً أعمالا من الورق الهش والرسم بالفحم واللوحات التوضيحية. كما يضم المعرض أحد الأعمال الفنية الجميلة للفنانة جين دبوفت وهو عبارة عن فن تصويري مستوحى من أجنحة الفراشات. ومنذ افتتاحه يشهد المعرض تدفق أعداد كبيرة من الزوار الراغبين في الإطلاع ومشاهدة أعمال الفن السريالي والتصويري، خاصة أعمال الفنانين لويس سوتر ودوبوفيت.

وتترأس مدينة برلين قائمة المدن الألمانية التي تضم أكبر عدد من المتاحف، حيث يوجد بها 147 متحفا، أي ضعف مجموع ما يوجد في باقي المدن الألمانية. وهو الأمر الذي يجعل المدينة تستقطب أعدادا كبيرة من السياح المهتمين بالثقافة والفن. ويعتبر متحف الطبيعة التاريخي الذي يحوي هيكل ديناصور ضخم، ومتحف بوده الذي يضم الأعمال الفنية التاريخية والقطع الأثرية في جزيرة المتاحف، من أهم المتاحف الألمانية التي تحظى باهتمام الكثيرين.

وفي ضوء الأهمية الثقافية التي باتت تجسدها متاحف مدينة برلين قالت المستشارة الألمانية في تصريح لها أنه "على كل من يعيش في ألمانيا أن يزور جزيرة المتاحف في برلين ولو مرة واحدة على الأقل". أما فيرنر تامن، رئيس رابطة برلين للمعارض، فقال في هذا الإطار: "إن الفنون المختلفة تنصهر في برلين في بوتقة واحدة، الأمر الذي يشكل فرصة مهمة لازدهار الحياة الثقافية والاقتصادية في المدينة".