افتتح مؤخراً متجر صغير للبيع دون باعة، وذلك في بلدة فيكن الصغيرة بالسويد، إحدى أكثر دول العالم ابتكاراً. المتجر سيعمل ليل نهار دون إغلاق ليسد حاجات الناس، خاصة في أيام العطل، معتمداً على تقنية حديثة وعلى مبدأ الثقة.
إعلان
نهاية كانون الثاني/ يناير عام 2016 افتتح في بلدة فيكن السويدية (التي يقطنها أكثر من أربعة آلاف نسمة) محل لبيع السلع اليومية دون بائع، وبات بإمكان الزبائن شراء الحليب والخبز والخضروات واللحوم والأساسيات اليومية باستخدام هواتفهم المحمولة.
يقول صاحب المتجر روبرت إيلياسن إنّ "الدكان الذي يعمل على مدار الساعة يؤمن احتياجات الناس الصغيرة، لاسيما حين تغلق المحلات الكبرى أبوابها، ولا حاجة لأن يقف في المتجر بائع محمرّ العينين من السهر لتأمين هذه الحاجات".
ويأمل إيليانسن أن تنتشر فكرته إلى البلدات والمدن الصغيرة المجاورة، مستغرباً أن الفكرة لم تخطر في بال أحد قبل هذا.
لكن موقع "ديلي ميل"، الذي نشر الخبر، مضى ليؤكد وجود سوابق مشابهة، ففي عام 2014 قامت شركة "شيلفيكس" بتطوير نظام للدفع النقدي يمكّن المتسوقين من محلات الشركة من تمرير بطاقات الائتمان الخاصة بهم أو بطاقات دفع خاصة بالشركة على مدخل المحل فيتيسر لهم الدخول والشراء دون وجود بائع يشرف على العملية.
وفي نفس العام، قام مقهى صغير في ولاية نورث داكوتا الأمريكية بتطوير فكرة "التعامل بالثقة"، فيقوم من اشتروا مشروباتهم من المقهى بوضع المبلغ المطلوب على الطاولة، أو يدفعون المبلغ المطلوب من خلال ماكنة صراف خاصة تعتمد على السحب من بطاقات التامين قبل مغادرتهم المكان!
تجربة دكان إيليانسن دمجت الأسلوبين، إذ لكي يتاح لهم الدخول، يقوم الزبائن بتمرير هواتفهم الذكية التي تحمل تطبيق الهوية المصرفية، ثم يمررون العلامات الرقمية الممغنطة للسلع التي يرغبون بشرائها على الهاتف نفسه.
معرض سيبيت - عروض ترويجية ضخمة لآخر صيحات التكنولوجيا
"سيبت" هو أكبر معرض للتكنولوجيا في العالم. العارضون قدموا آخر منتجاتهم التقنية بعروض ترويجية مثيرة و فخمة ولكن أيضا بشكل متواضع. أبرز ما يميز نسخة هذا العام من المعرض في ألبوم الصور التالي:
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
جذب هذا الفستان أنظار الزوار في المعرض، إذ تم خياطته بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد. يمكن للطابعات الثلاثية الأبعاد إنتاج قطع غيار للأجهزة الإلكترونية بضغطة زر واحدة، وهذا ما يوفر تكاليف تخزين هذه القطع في المستودعات.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Spata
ميزة أخرى للطابعات الثلاثية الأبعاد هي إنتاج مجسمات صغيرة مطابقة للإنسان. "أن أرى نفسي هكذا، كان في البدء أمرا غريبا لي بعض الشيء"، يقول رينيه شترين من شركة بوتسبوت، وهي شركة متخصصة في الطباعة ثلاثة الأبعاد.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس السويسري يوهان شنايدر أمان يجربان نظارات الواقع المعزز. هذه النظارات تمنحهم رؤية أعمق للأشياء، فهي تربطهم بالإنترنيت للحصول على معلومات إضافية في ما يتعلق بالأشياء التي تظهر أمامهم.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
نظارات الواقع الإفتراضي كانت أيضا حاضرة في المعرض، لكن لم يتم التركيز عليها كثيرا. الشركة السويدية "يونيتي" قدمت للزوار نظارة تمنح شعور سياقة سيارة الكترونية صغيرة. الشركة تنوي إطلاق النظارات قريبا في الأسواق.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
"نوكس" هو روبوت، مهمته الأساسية تسلية الزوار المتعبين بعروض بنفحة هوليويدية. الروبوت هو نتاج مشروع لجامعة بفورتسهايم الألمانية. الروبوت يعمل أساسا في مجال عروض التسلية، وبإمكانه الرقص أيضا.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
شركات عالمية كعملاق الإتصالات الألماني "تيليكوم" أو شركة البرمجيات الألمانية "ساب أي جيه" أو "هواوي" الصينية و "سايلس فورس" الأمريكية، أنفقت مبالغ كبيرة لتسلية زوارهم وخصصت لذلك أجنحة ضخمة. هناك استقبل الشركاء التجاريون في مطاعم خاصة.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
التنوع هو ما ميز تقديم منتجات حوالي 3300 شركة تكنولوجيا في المعرض. لاي خوجي من مدينة ووهان الصينية يعرض كابلات ألياف زجاجية لنقل سريع للبيانات. ويقول لاي أن شركته "يو أو أف سي" تعد من أكبر المصنعين في هذا المجال.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
عارض لمنتجات لوازم ألعاب كمبيوتر سباق السيارات فضل جذب الزوار لأجنحته بأسلوب آخر، وذلك عبر توظيف عارضة ترويجية مثيرة. هذه الإستراتيجية يبدو أنها بلغت الهدف المنشود.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
الجزء الأكبر من العارضين والزوار على حد السواء كانوا رجالا. ذلك ليس غريبا، فمعارض التكنولوجيا غالبا ما تجذب الرجال أكثر من النساء. بعيدا عن العروض الترويجية الضخمة، يركز بعض الزوار عن آخر تكنولوجيات الإنترنيت.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
محبي التكنولوجيا من الجيل القادم سجلوا أيضا حضورهم في المعرض. هنا يتقدم أطفال فازوا بجائزة دورة ألعاب تكنولوجية. بيد أن ما يعد اليوم صيحات تكنولوجية، ستكون بالنسية لهؤلاء الأطفال، في المستقبل عندما يكبرون، مجرد منتجات قديمة.
صورة من: Copyright: DW/ A. Becker
10 صورة1 | 10
وفي نهاية كل شهر، تصل الزبائن قائمة بالبضائع التي اشترونها بعد استقطاع المبالغ منهم لصالح المتجر. الجهد اليدوي الوحيد الذي يبذله إيليانسن هو في ترتيب البضائع على رفوف المتجر.
ولمنع السرقات، وضع إيليانسن ست كاميرات مراقبة ترصد الحركة في المتجر البالغة مساحته 480 قدماً مربعاً. وإذا فُتح باب المتجر عنوة لأكثر من ثمان ثوان، تصله رسالة نصية على الهاتف. خلال شهرين من عمر هذه التجربة لم تحصل أي مخالفة آو أي محاولة سرقة.
ويبقى الجزء الأصعب الذي يواجهه صاحب المتجر هو التعامل مع الزبائن كبار السن، الذين لا يتكيفون بسهولة مع التطورات التقنية الرقمية المتسارعة. لكن حتى هؤلاء، يمكنهم أن يدفعوا عن طريق بطاقات الائتمان الخاصة بهم ولن يعودوا بحاجة إلى إتقان تقنيات جديدة، وهو ما يعدّه كثيرون منهم تحدياً حقيقياً.