في خطوة تشكل ضربة للطموحات التركية، جددت واشنطن رفضها لإقامة منطقة حظر طيران في سوريا. الرفض الجديد جاء على لسان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، الذي اعتبر الوقت غير مناسب لإقامة مثل هذه المنطقة.
إعلان
قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في مقابلة مع تلفزيون العربية الحدث إن الوقت غير مناسب لفرض منطقة حظر طيران في شمال سوريا. وأضاف وارن في تعليقات مترجمة بثتها القناة التلفزيونية "الوقت غير مناسب الآن لمنطقة حظر طيران بشمال سوريا فهي مكلفة من حيث العتاد والأفراد".
وفي حين تطالب تركيا منذ فترة بإقامة منطقة حظر جوي، فإن واشنطن ظلت على موقفها المتحفظ والرافض لهذه الفكرة. بيد أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انضمت للموقف التركي وطالبت بإقامة منطقة حظر طيران لحماية اللاجئين.
وفي موضوع ذي صلة قال وارن إن الغارات الجوية، التي تشنها روسيا وقوات الرئيس بشار الأسد في سوريا مستمرة، بل وتتكثف رغم الاتفاق لوقف إطلاق نار بحلول نهاية الأسبوع. وصرح وارن في بغداد للصحافيين "إن القصف (الروسي والسوري) مستمر بوتيرة مكثفة". وأضاف "لم نلاحظ تراجع وتيرة القصف، لا بل العكس".
وأوضح أن الجيش الأميركي كشف استخداما متزايدا للطائرات التكتيكية وإطلاق الصواريخ الباليستية القصيرة المدى والبراميل المتفجرة التي تلقيها المروحيات السورية. وقال إن "هذا الازدراء الخطير بالضحايا المدنيين يساهم في تعقيد الوضع وإطالة معاناة المدنيين".
وفي ميونيخ في نهاية الأسبوع الماضي توصلت المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا وثلاث منظمات متعددة الأطراف - منها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة - بصعوبة لاتفاق حول "وقف المعارك خلال أسبوع" وفتح ممرات لنقل المساعدات الإنسانية.
والإثنين تعرضت مدرستان وخمسة مستشفيات منها اثنان تدعمهما منظمة "أطباء بلا حدود" لغارات جوية قرب حلب حيث يشن النظام هجوما بدعم من الروس. وبحسب الأمم المتحدة قتل خمسون شخصا في هذه الهجمات. ونفت روسيا مسؤوليتها عن هذا القصف. بيد أن الكولونيل وارن قال إن "ما حصل في الواقع هو أن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام نفذت غارات على هذه المواقع. وأصيبت المستشفيات".
ومنذ صيف 2014 تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
أ.ح/ ع.م (رويترز ، أ ف ب)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.