1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

متحف للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يخلد ذكراه

١٠ نوفمبر ٢٠١٦

بعد ست سنوات من البناء وبتكلفة سبعة ملايين دولار، اُفتتح في رام الله متحف ياسر عرفات لتخليد مسيرة شعب برمته على مدى 100 عام من خلال لوحات ونصوص وصور وأشرطة فيديو. افتتاح المتحف يأتي متزامناً مع الذكرى 12 لرحيل عرفات.

Date: Ramallah  Yasser Arafat Museum
صورة من: Yasser Arafat Foundation

 

تم تشييد متحف ياسر عرفات لعرض مسار الشعب الفلسطيني منذ 1900 حتى عام 2004، وللتذكير بمسيرة الرئيس عرفات بصفته رمزا فلسطينيا وقائدا للسلام. ويشمل المتحف 120 لوحة من النصوص والصور و33 شريط فيديو، وعدد من اللوحات الفنية وجداريات للشخصيات الأكثر تاثيرا في التاريخ الفلسطيني، إضافة إلى العديد من النصوص ووثائق أرشيفية ومركزا لمصادر المعلومات.

يعرض المتحف الذي بني خلف ضريح الرئيس الراحل في مدينة رام الله، على جانبي أربعة مسارات طولية للمشاة، الطابق الأول والثاني دون أدراج،وهناك جسر يربط بين المبنى الحديث للمتحف ومقر المقاطعة القديمة، حيث كان مكتب عرفات في الطابق الثاني منه قبل أن ينتقل إلى الأول بعد حصاره الذي بدأ في 8 ديسمبر/كانون أول 2001، وانتهى في 29 أكتوبر/ تشرين أول 2004، وقبل أن يغادرها للعلاج في فرنسا برحلة اللاعودة.

في الطابق الأول الذي يصله زائر المتحف عبر درج ضيق ومعتم، بقيت غرفة الرئيس عرفات المتواضعة بمساحة خمسة مترات كما هي: سرير بسيط وخزانة علقت فيها بدله الأربع الرسمية، وعدد من الكوفيات الفلسطينية وطاقية، وفرشاة وثلاجة صغيرة، في حين وضع إطار لصورته مع ابنته "زهوة" فوق جهاز التلفاز.

تبلغ مساحة المتحف 2600 مترا مربعا، وصممه المهندس الفلسطيني جعفر طوقان المتوفى عام 2014 قبل أن يرى تصميمه مكتملاً على أرض الواقع. 

نظارات شخصية للرئيس ياسر عرفات وقلمه وأوراق كلمته في الأمم المتحدة عام 1974 بخط يدهصورة من: DW/H. Aslan

مقتنيات خاصة وأحدث حفرت بالتاريخ

وتوثق المسارات التي أضيئت بنور خافت يعلو المقتنيات، الأحداث التاريخية التي مرت على الشعب الفلسطيني أو تلك العالمية التي كان جزءاً منها، ومنها مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وعملية ميونيخ، واسقاط طائرة الرئيس عرفات في الصحراء الليبية، ومسودة اتفاقية أوسلو وغيرها من الأحداث.

ومن بين مقتنيات الرئيس الفلسطيني الراحل التي يعرضها المتحف، نظاراته الشخصية وقلمه وأوراق كلمته في الأمم المتحدة عام 1974 بخط يده، وراديو ترانزيستور ونسخة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى نموذج هندسي يعيد إنتاج الغرفة التي نشأ فيه عرفات في القدس عند أخواله آل أبو السعود.

ويعرض المتحف ميدالية وبراءة جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها ياسر عرفات عام 1994 وشاركه فيها وزير الخارجية الإسرائيلي في حينها شمعون بيريز، وقد استرجعتها الحكومة الفلسطينية في رام الله من حكومة حماس في غزة، ويتم متابعة استرجاع المزيد من مقتنيات عرفات هناك.

تقاسم الرئيس ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام مع السياسيين الاسرائيليين بيريز ورابينصورة من: picture-alliance/Photoshot

يقول الدكتور ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات وهي الجهة المشرفة على المتحف: " إنه أرشيف ياسر عرفات الوحيد المتماسك والغني، لكنه تعرض لضربات شديدة نتيجة الأحداث المتعاقبة والتنقل ما بين بيروت وتونس والجزائر وقبرص وغزة، بينما تمت المحافظة على سلامة أرشيف ومقتنيات أبو عمار داخل المقاطعة".

وبحسب القدوة فإن السلطة الوطنية الفلسطينية مولت تشييد المتحف وقدمت الدعم اللازم بالرغم من الصعوبات المالية التي تواجهها، كما تمت الاستعانة بجهات خارجية نظراً لضحالة الخبرة الفلسطينية في هذا المجال.

عرفات قدوة الشباب الفلسطيني

ويحيي الفلسطينيون الجمعة القادم الذكرى الثانية عشرة لوفاة عرفات الذي توفي في 11 تشرين الثاني-نوفمبر 2004 في مستشفى بباريس بعد تدهور مفاجيء طرأ على صحته ولم تعرف حتى اليوم أسباب وفاته.

بعد وفاته، بقي ياسر عرفات رمزا وطنيا للشباب الفلسطيني خاصة وللشعب الفلسطيني عموما، وإن تفاوتت الآراء حول السياسة التي نهجها للتوصل إلى حل سلمي مع إسرائيل، لكنهم حتى اليوم يلقبونه بالرئيس أو الأب.

تقول الشابة الفلسطينية يارا يعيش (27 عاما): "كان الرئيس عرفات شخصية براغماتية، اتبع سياسة البيت المفتوح وجمع المعارضين على طاولة واحدة لحفظ الأمن والسلم الأهلي ودعم حركات التحرر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي".

من داخل متحف ياسر عرفات في رام اللهصورة من: Yasser Arafat Foundation

وتضيف: " كان ولا يزال قدوة لي كشابة فلسطينية، مأخذي الوحيد عليه هو وقوعه في سقطة اتفاقية أوسلو، التي أصبحت قاعدة لمشاكلنا السياسية والاقتصادية الراهنة التي بتنا كشباب ندفع ثمنها".

أما الشاب أمير الدبس فيرى في عرفات الشخصية التي أعادت للفلسطينيين كرامتهم بعد جملة هزائم الدول العربية وأنظمتها السياسية، ويلاحظ: " وجود متحف يحمل اسمه ويعرض تاريخه وتاريخ نضالنا الفلسطيني من أجل التحرر، يعزز من صمودنا ويكبر صورته في عقولنا وقلوبنا على مر التاريخ".

صورة من: YAF

ويفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور في العاشر من تشرين ثاني الجاري، بواقع ست أيام في الأسبوع، وسيوفر للزائر مقابل تذكرة دخول بمبلغ رمزي، دليلا إلكترونيا تفاعليا مرتبطا بوسائط صوتية ومرئية مختلفة، وسيكون متاحا للباحثين والطلبة والمهتمين بالإستعانة بالأرشيف وغيرها من المصادر المتوفرة هناك.

تم بناء أرض المقاطعة خلال الانتداب البريطاني عام 1939، واستخدمت بين عامي 1948 و 1967 كمقراً للشرطة الأردنية، ثم أصبحت مركزا للإدارة المدنية ومركز اعتقال، وبعد قيام السلطة أصبحت أحد مقرات الرئاسة الفلسطينية وفيها مكتب الرئيس الفلسطيني.

هبة أصلان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW