"أوميكرون" يثير القلق ودول عدة تعلق الرحلات مع بلدان إفريقية
٢٧ نوفمبر ٢٠٢١
أخذ اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا يثير الهلع في كثير من دول العالم، والتي سارعت إلى تشديد إجراءات السفر من وإلى جنوب إفريقيا وبلدان أخرى محيطة بها، سيما بعد تصنيف منظمة الصحة العالمية لـ"أوميكرون" بأنه "مثير للقلق".
إعلان
بعد تصنيف منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد من فيروس كورونا بأنه "مثير للقلق" وأطلقت عليه اسم "أوميكرون"، سارعت الكثير من دول العالم إلى تعليق الرحلات مع جنوب إفريقيا ودول إفريقية أخرى، حيث "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021"، حسب مجموعة الخبراء في المنظمة المكلفة بمتابعة تطور الوباء.
واقترحت المفوضية الأوروبية تفعيل ما يطلق عليه بآلية "مكابح الطوارئ" لقواعد السفر المشتركة للتكتل بشأن فيروس كورونا في وقت سابق يوم الجمعة. وتم التوقيع على الخطوة من جانب الدول الأعضاء في غضون ساعات.
وقالت المصادر إن الدول المعنية هي بوتسوانا وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي.
وقررت الحكومة الألمانية فرض قيود صارمة على القادمين من جنوب أفريقيا وسبع دول في المنطقة المحيطة بهذه الدولة. وأعلنت سلطات ولاية هيسن بغرب ألمانيا اليوم السبت (27.11.2021) الاشتباه بأول إصابة بالمتحورة الجديدة في البلاد لدى شخص عاد مؤخرا من جنوب إفريقيا. وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية في الولاية كاي كلوزه في تغريدة على تويتر "من المرجح أن تكون المتحورة أوميكرون موجودة بالفعل في ألمانيا".
وفرضت العديد من دول الاتحاد الأوروبي بالفعل قيودا على السفر قبل ألمانيا من بينها الدنمارك وإيطاليا وفرنسا وهولندا، وفي هذه الأخيرة اكتشفت أول حالة في أوروبا للمتحور الجديد.
وأعلنت السلطات الصحية الهولندية اليوم السبت عن 61 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بين مسافرين قدموا على متن رحلتين من جنوب إفريقيا، مع إجراء المزيد من الفحوص لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالمتحورة الجديدة لكورونا، أوميكرون.
وكانت بريطانيا أوّل من أعلن في وقت متأخّر الخميس إغلاق حدودها أمام المسافرين من جنوب إفريقيا. كذلك أعلنت الولايات المتحدة الجمعة إغلاق حدودها أمام المسافرين الوافدين من ثماني دول في إفريقيا.
في غضون ذلك، أعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول حالة طوارئ في الولاية اعتبارا من 3 كانون أول/ديسمبر المقبل وحتى 15 كانون ثان/يناير.
وأعلن وزير الصحة في أستراليا جريج هانت اليوم أنه سيتم إغلاق الحدود أمام أي شخص غير أسترالي كان في جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وايسواتيني وسيشل ومالاوي وزيمبابوي.
تأتي هذه الإجراءات رغم أن منظمة الصحة العالمية أعربت عن تحفظها بشأن قيود السفر في الوقت الراهن، فيما يرى علماء أوبئة أن قيود السفر ربما تكون جاءت بعد فوات الأوان ولن توقف انتشار أوميكرون عالميا.
ووجدت جنوب إفريقيا نفسها منذ أمس الجمعة (26/11/2021) معزولة بشكل متزايد عن بقيّة العالم. وأعرب وزير الصحة الجنوب إفريقي جو فاهلا في مؤتمر صحافي عن أسفه وقال إنّ "بعض ردود الفعل غير مبرّرة"، معتبرا أن "بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحلّ مشكلة عالميّة".
وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا في بيان إن "هذه السلسلة الأخيرة من إجراءات حظر السفر تُعاقب جنوب إفريقيا على تحديدها التسلسل الجينومي المتقدّم وقدرتها على اكتشاف متحورات جديدة بسرعة أكبر. يجب تكريم التفوق العلمي وليس معاقبته". وأضافت "نلاحظ أيضا أن متحوّرات جديدة اكتشفت في بلدان أخرى. ولا علاقة لكل منها بجنوب إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن رد الفعل تجاه هذه الدول يختلف اختلافا جذريا عن ردود الفعل تجاه جنوب إفريقيا".
من جانبه قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن البيانات الأولية تظهر أن السلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا هي "السلالة الأكثر تحولاً التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددا".
ع.ح./ع.ج.م. (ا ف ب ، د ب أ)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.