لأول مرة في تاريخ السعودية تشارك المرأة اليوم السبت في انتخابات، تشهد حضورها ناخبة ومرشحة. ورغم ضعف الأمل في فوز أي امرأة في تلك الانتخابات، حض متشددون في بيان إلى عدم التصويت للمرأة بدعوى أن ذلك غير جائز شرعا.
إعلان
انطلقت في السعودية اليوم السبت (12 ديسمبر/ كانون الأول 2015) انتخابات المجالس البلدية، التي تشارك فيها المرأة السعودية للمرة الأولى. وتوجه اليوم مليون و486 ألف و477 ناخبا وناخبة إلى مراكز الاقتراع في البلاد، ولن يقتصر دور المرأة على التصويت فقط وإنما هناك أكثر من 979 امرأة مرشحة في تلك الانتخابات بجانب 5938 مرشحاً ذكرا. لكن المراقبين يقللون من احتمالات فوز أي امرأة في الانتخابات.
وقبل بداية التصويت دعا عدد من المحتسبين (متشددين) بالطائف في غرب السعودية، في بيان المواطنين إلى عدم التصويت للمرأة، بدعوى أن ذلك غير جائز شرعاً، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي المحافظة.
المرأة السعودية مصرة على نيل حقها في قيادة السيارة
إصرارا منهن على نيل حقهن في قيادة السيارة، تطلق ناشطات سعوديات حملات عبر الصفحات الالكترونية احتجاجا على القيود المفروضة عليهن. وبينما يتفق البعض على عدم وجود نص فقهي يمنع المرأة من القيادة، يرى آخرون الأمر بشكل مختلف.
صورة من: picture-alliance/dpa
حقوق دون المعايير العالمية
ما يزال وضع المرأة السعودية دون المعايير العالمية: فهي تخضع لقراءة متشددة للشريعة الإسلامية تفرض عليها العديد من الضوابط كمنعها مثلا من قيادة السيارة أو السفر للخارج بدون إذن ولي أمرها أو الحصول على جواز سفر والسفر دون محرم ومنع الاختلاط بين الجنسين في الدراسة والعمل.
صورة من: Fotolia/macgyverhh
إصرار على قيادة السيارة
احتجاجا على الضوابط والقيود التي تحرم المرأة حق القيادة في السعودية، انتشرت حملة سعودية على الانترنت تدعو النساء إلى الاحتجاج في الـ (26 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول)، وذلك في ظل عدم وجود نص فقهي يمنع المرأة من القيادة.
صورة من: Getty Images/AFP
حجب رغم التأييد الكبير
ولقيت الحملة دعما من ناشطات معروفات وأيد آلاف السعوديين رجالا ونساء هذه الحملة بغية كسر الحظر المفروض على النساء في السعودية للجلوس خلف عجلة القيادة، ما دفع السلطات إلى حجب الموقع الالكتروني للحملة داخل المملكة.
صورة من: AP
هل تؤثر القيادة على الحمل؟
وفي مواجهة الناشطات اللواتي دعون لمنحهن حق القيادة يرى المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان السعودي المحافظ، أن النساء اللواتي يقدن السيارات يخاطرن بالإضرار بمبايضهن وسينجبن أطفالا مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي. مشيرا إلى أن النساء اللواتي يرغبن في إلغاء حظر قيادة المرأة للسيارة ينبغي أن يقدمن العقل على القلب.
صورة من: picture-alliance/ZB
تغريدات ساخرة
أثارت تصريحات الشيخ اللحيدان هذه موجة من التغريدات والتهكمات الساخرة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. فبينما يرى أحدهم أن منع المرأة من القيادة هو قرار في منتهى الغباء في العصر الذي غزا العالم فيه الفضاء، نددت إحداهن بـ "اقتران الغباء بالعقيدة في معبد تقاليد القرون الوسطى"، في حين تساءلت أخرى عما إذا كان "ركوب المرأة الجمل لا يؤذي المبيض أيضا؟"
صورة من: Reuters
"سأقود سيارتي بنفسي"
وفي 2011 استجابت عشرات السعوديات لحملة مماثلة تحمل اسم "سأقود سيارتي بنفسي"، إذ قام بعضهن بنشر صور وتسجيلات فيديو لأنفسهن وهن يقدن سيارات على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب. وتم احتجاز بعضهن لفترة وجيزة ووجهت اتهامات لاثنتين منهن بتهمة تحدي العاهل السعودي. وأطلق سراح واحدة بعدما وقعت تعهدا بعدم قيادة السيارة مرة أخرى في حين حكم على الثانية بـ 10 جلدات.
صورة من: picture alliance/dpa
محاولة لكسر طوق تقييد المرأة
وقد شهدت السعودية في عام 1990 محاولات مشابهة حين خرجت 47 امرأة في 15 سيارة تقودها نساء وسط العاصمة الرياض احتجاجا على منعهن من قيادة السيارات. وقد ألقي القبض عليهن آنذاك وتم فصل النساء اللواتي كن يعملن كموظفات في القطاع العام من عملهن.
صورة من: picture alliance/dpa
حرمان من القيادة غير ملزم بقانون
ورغم عدم وجود قانون يحظر قيادة النساء السيارات، إلا أن تراخيص القيادة تُمنح للرجال فقط. وتُغرم المرأة التي تقود السيارة بدون ترخيص.
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
وقالت صحيفة "عكاظ" اليوم السبت إن البيان الذي حمل أسماء عدد من المشايخ وطلاب العلم شدد على ضرورة اختيار المرشح الأنسب من بين المرشحين الذكور، لأن التصويت لمن لا يستحق يعتبر شهادة زور، ومضى إلى أكثر من ذلك بتحديد أسماء 6 مرشحين داعياً المواطنين لمنحهم أصواتهم باعتبار أنهم الأجدر.
ومن جانبها علقت لجنة الانتخابات المحلية على البيان بقولها: "توجد جهات أمنية مختصة تتابع مثل تلك البيانات ومصدرها والهدف منها، ومراقبون يتابعون كل صغيرة وكبيرة في الانتخابات."
وتوقع مراقبون سعوديون أن تبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات حوالي 50 % ممن قيدوا أسماءهم في سجلات الانتخابات البلدية البالغ عددهم أكثر من1,4 مليون ناخب وناخبة. ويبلغ عدد الناخبين الرجال في الدورة الثالثة مليونا و355 ألفا و480 ناخبا، فيما يبلغ عدد الناخبات 130 ألفا و637 ناخبة، وخفضت السلطات هذه السنة سن الاقتراع من 21 إلى 18 سنة.