متظاهرون يضرمون النار في القنصلية الإيرانية في النجف
٢٧ نوفمبر ٢٠١٩
أضرم متظاهرون النار في القنصلية الإيرانية في مدينة النجف في جنوب العراق، الذي يواجه منذ شهرين أسوأ أزمة اجتماعية منذ عقود. ولا تزال المظاهرات و الاعتصامات مستمرة في كربلاء وقتل متظاهرون في بغداد، بحسب وسائل إعلام.
إعلان
قالت الشرطة ومصادر بالدفاع المدني إن محتجين عراقيين اقتحموا القنصلية الإيرانية في مدينة النجف بجنوب العراق وأضرموا فيها النار مساء الأربعاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019). وأضافت المصادر أنه تم إجلاء العاملين بالقنصلية قبل الحادث. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن السلطات أعلنت حظر التجول بعد وقت قصير من الواقعة.
من جانبها، أعلنت قيادة شرطة النجف الأربعاء عن فرض حظر التجوال في المحافظة، وقالت في بيان تلقى موقع "السومرية نيوز" نسخة منه إنه "تقرر فرض حظر شامل للتجوال في المحافظة حتى إشعار آخر". وأضاف البيان أن "ذلك جاء على خلفية الأحداث التي تشهدها المحافظة".
وكان لؤي الياسري محافظ النجف قد دعا مساء الأربعاء، رجال العشائر والمثقفين وأعضاء التنسيقيات والإعلاميين، إلى التدخل لدى المتظاهرين لإيقاف العنف المتصاعد في محافظة النجف على خلفية المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها المحافظة لليوم الرابع والثلاثين على التوالي. وقال الياسري- في بيان على خلفية الاضطرابات التي تشهدها محافظة النجف مساء اليوم "نؤكد للجميع أننا ماضون في طريق وأد الفتنة وعدم استخدام العنف، وأضاف: "نحن بادرنا بالتواصل مع المحتجين للعدول عن هذا التصعيد الأخير، وذلك من أجل النجف وأبنائها ومن أجل الحفاظ على سلمية احتجاجات النجفيين"
من جانب آخر، ذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن متظاهرا لقي حتفه اليوم الأربعاء متأثرا بإصابة تعرض لها أمس الثلاثاء خلال الاضطرابات التي ترافق المظاهرات التي تشهدها محافظة كربلاء (118 كم جنوبي بغداد).
وأوضح الشهود أن "المظاهرات و الاعتصامات لازالت مستمرة في كربلاء وسط قطع لجميع الطرقات والمداخل الرئيسية للمحافظة، بينما شهدت اليوم مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشغب أدت إلى إصابة 20 متظاهرا وخمسة من رجال الشرطة في حين تشهد الآن محافظة كربلاء اضطرابات ومواجهات متفرقة، وخاصة في منطقة الضريبة وباب طويريج".
وذكر الشهود "هناك دعوات لتظاهرة كبيرة تنطلق يوم غد اسموها بـ"تظاهرة الشموع"، حيث ستنطلق من أمام مرقد الإمام الحسين إلى ساحة الاعتصامات أو فلكة التربية".
ومن جانبها، ذكرت قناة روسيا اليوم الإخبارية أن أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب عشرات آخرون جراء اشتباكات بين محتجين والشرطة في جسر الأحرار ومنطقة السنك في العاصمة العراقية بغداد اليوم الأربعاء. وأورد الناشطون في الحراك الاحتجاجي، أن الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت أيضا عن حالات اختناق كثيرة نتيجة إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل الدموع لتفريق المحتجين.
ح.ع.ح/ص.ش(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
شهر دامٍ في العراق .. والاحتجاجات متواصلة
جاء الإعلان عن استعداد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لتقديم استقالته، بعد شهر من الاحتجاجات المستمرة، التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى عنيفة خلال وقت قصير. أبرز محطات الاحتجاجات وحصيلتها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
عبد المهدي في "مهب الريح"؟
دفعت المظاهرات الأخيرة في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى ابداء الاستعداد للاستقالة، بعد أن حجبت قوى سياسية عراقية دعمها له. الرئيس برهم صالح أعلن أن عبد المهدي وافق على إستقالته إذا توصلت الكتل البرلمانية لبديل. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري زعيم "تحالف الفتح".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
"بغداد حرة حرة".. شعارات سلمية
احتجاجات العراقيين، اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، واتسمت بالسلمية في بداياتها، إذ رفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية، وتغيير النظام السياسي. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، وعلى الرغم من سلميتها إلا أنها قوبلت برد أمني عنيف، إذ تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
صورة من: AFP
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع..
بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد كبير من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، واصلوا مظاهراتهم وطالبوا برحيل النظام.
صورة من: AFP
غازات مسيلة للدموع وحجب الإنترنت
قامت السلطات العراقية خلال الاحتجاجات باستخدام وسائل أمنية متعددة ضد المحتجين. إلى جانب إطلاق النار واستخدام الغاز المسيّل للدموع، قامت أجهزة الأمن بحظر مواقع التواصل الاجتماعي، وقطع خدمة الإنترنت، ما عدا إقليم كردستان العراق الذي يخضع لادارة كردية ذاتية ولم تشمله الاحتجاجات الحالية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed
ثلاث محطات دموية
تركزت الاحتجاجات في ثلاث محطات دامية خلال شهر أكتوبر، إذ خلفت الموجة الأولى من العنف ما يقارب 157 قتيلًا، وفي المحطة الثانية فتحت جماعات شيعية مسلحة النار على المحتجين، وأُحرق نحو 277 مبنى حكومي في جنوب العراق، أما مدينة كربلاء فكانت ساحة المحطة الأخيرة، حيث سقط ما لا يقل عن 14 قتيلًا وأُصيب 865 آخرون، في إطلاق نار قام به مجهولون. وحسب حصيلة أولية سقط أكثر من 250 قتيل وجرح 5500 شخصًا خلال الشهر.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sudani
"ثورة التكتك"
كان استخدام "التكتك" كوسيلة نقل وإسعاف وتموين من أبرز مظاهر الاحتجاجات. حتى أن البعض أطلق وسم "ثورة_التكتك" على الاحتجاجات. حيث كانت هذه العربة الصغيرة أحد أهم الوسائل في نقل المصابين والجرحى من مناطق الاشتباكات الضيقة إلى المستشفيات، في ظل استهداف القناصين للمسعفين، فيما قدّم سائقوها الامدادات الصحية والمائية للمحتجين.
صورة من: Reuters/K. al-Mousily
مطالب المحتجين
طالب المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونبذ الفساد، وتحسين نظام التعليم، وإصلاح واقع المؤسسات الحكومية، وركزوا في شعاراتهم على ضرورة إيجاد فرص عمل والتخلص من البطالة المتفشية بين الشباب والمقدرة نسبتها بـ 25%.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Mizban
مقتدى الصدر يسحب دعمه
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"إيران بره بره"... والخامنئي يرد
سُلطت الأضواء خلال الاحتجاجات على دور إيران في العراق، حيث طالبها محتجون بالكف عن التدخل في الشؤون العراقية. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
"شلع قلع، كلكم حرامية"
رفع المتظاهرون شعارات عديدة، من أبرزها "شلع قلع، كلكم حرامية" ويعني باللهجة العراقية: اقتلعوهم من الجذور، كلهم سارقون. ورغم هيمنة المراجع الشيعية والنخب السياسية المرتبطة بها على النظام السياسي، إلا أن المحتجين تجاوزوا النفوذ الطائفي، ولم يكترثوا لنداءات المراجع الدينية التي دعت إلى الهدوء.
إعداد: م.س