متفائلون ومنتقدون.. هل ينجح ناغاسمان مع المنتخب الألماني؟
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣
أقل من تسعة أشهر تفصلنا عن بطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستقام في ألمانيا، ومهمة المدرب الجديد ناغلسمان استعادة الهيبة لمنتخب بلاده الذي عانى الأمرين في السنوات الأخيرة. انتظارات جمة تلقى على عاتق ابن الـ 36 عاما.
إعلان
لم تمر التغطية الصحفية للمرحلة الخامسة من الدوري الألماني في جولتها أمس السبت (23 سبتمبر/ أيلول 2023) دون الحديث عن القائد الجديد يوليان ناغلسمان، مدرب المنتخب الألماني الذي قدمه الاتحاد الألماني لكرة القدم رسميا قبل يومين.
ناغلسمان الشاب (36 عاما)، حصل على مهمة محددة، وهي النهوض بالمنتخب وتلميع صورته التي اهتزت بقوة، حين تحل المنتخبات الأوروبية ضيفا على ألمانيا في كأس أمم أوروبا 2024 بعد أقل من تسعة أشهر.
مشاكل منتخب الماكينات تمتد حاليا إلى أبعد من أداء باهت، بل يحتاج الأمر إلى فلسفة قديمة جديدة داخل الاتحاد تبتعد عن أي توجهات تسويقية، وتركز على الأهداف التقليدية المتمثلة في الفوز بالمباريات والألقاب.
ومن هذا المنطلق تمّ التعاقد إلى غاية 2026 مع أرندرياس ريتش مديرا إداريا جديدا، وهو من أحد رواد "المدرسة القديمة" ومن كبار المنتقدين لمؤسسة الاتحاد، كما أن علاقاته ببايرن ميونيخ، كأهم وأكبر الأندية الألمانية، ليست في أبهى صورها.
اختيار ناغلسمان جاء ليكمل هذه الصورة ويؤكد على حقيقة أن الاتحاد الألماني لكرة القدم وأمام المشاكل المادية والكروية التي يعاني منها على مستوى منتخب الرجال بات منفتحا أكثر من أي وقت مضى على آفاق جديدة، لحاجته الشديدة لنتائج سريعة وقوية في ظل تواصل الضغط الإعلامي والغضب الشعبي من خسارات متوالية.
الآن، السؤال الذي يطرحه الجميع وبدا أثناء التغطية الصحفية أهم بكثير من مجريات مباريات المرحلة الخامسة التي تصدر فيها البايرن الصدارة، -وهو ليس بالشيء الجديد-، يدور حول مدى قدرة ناغلسمان على النجاح.
السن كعنوان للخبرة؟
قائمة المتفائلين طويلة نسبيا، وتضم أسماء وازنة على غرار لوتار ماتيوس المحلل الرياضي وأسطورة البايرن سابقا، ويورغن كلوب مدرب ليفربول، وتوماس توخل وغيرهم. إجماع كبير بين هذه الفئة بأن "عدوى" "شغف كرة القدم لدى ناغلسمان يصيب الجميع ويحفزهم"، وفقاً لتصريحات مدير الكرة داخل الاتحاد رودي فولر.
عامل السن محور أسئلة كثيرة ترددت على لسان جميع المحاورين، فهل يستطيع ابن الـ36 أن يواجه صعاب المرحلة؟ "طبعا" يقول يورغن كلوب مشددا "هذا ليس بعامل إطلاقا. لقد أظهر (ناغلسمان) وهو في 28 من العمر أنه مدرب بدرجة امتياز. وله اليوم من الخبرة ما يصل إليه آخرون وهم في الخامسة والأربعين أو الخميسين".
في المقابل، لا يستطيع فيليب لام الذي ساهم في لقب 2014 العالمي لألمانيا، تقاسم كلوب نفس القناعة، فهو "يشكك" في قدرة ناغلسمان، في أحدث تصريحات له، نشرتها صحفية بيلد أم زونتاغ الصادرة اليوم الأحد.
بالنسبة للام فإن التحديات التي تواجه الفريق "كبيرة"، مضيفاً "هل بإمكانه أن يفعل ذلك، لست في وضعية تمكني من الحكم، إنه يافع نسبيا، لا يمتلك الخبرة بعد، تنتابني بعض الشكوك".
العد العكسي بدأ
أما ناغلسمان نفسه، فقد أكد للصحفيين عند تقديمه في مقر الاتحاد بفرانكفورت الجمعة، أنه لا يشعر بأي "هاجس" أو "خوف" من هذه المهمة التي "سيباشرها على الفور"ضمن فريق ثلاثي يضم كلاّ من بينيامين غلوك وزاندرو فاغنر.
ولا عجب في ذلك، فالعد العكسي بدأ. اليوم أمامه 264 يوما فقط لإظهار ما إذا كان محقّا في ذلك أم لا. في 14 من يونيو/ تموز 2024 سيخوض فريقه مباراة افتتاح بطولة كأس أوروبا على ملعب ميونيخ. والمنافس مجهول إلى حين إجراء القرعة.
إلى ذلك الحين سيدير مدرب المنتخب الجديد عشر مباريات دولية، من المفترض أن تصبح بداية "أسطورة صيفية ثانية" يقول ناغلسمان في إشارة إلى ما عاشته ألمانيا في مونديال 2006 على أرضها، حين بلغ المنتخب المركز الثالث بقيادة يورغن كلينسمان.
التشكيلة المنتظرة أصبحت موضوع نقاش وتحدي بين عشاق كرة القدم الألمانية، عدا إيلكاي غوندوغان الذي سيبقى أساسيا وبشهادة مدربه.
وهي رسالة واضحة منه إلى باقي اللاعبين معلنا انطلاق سباق حجز تذاكر التشكيلة الرسمية على الأقل للمبارتين القادمتين في القارة الأمريكية. ولهذا الغرض يحل ضيفا على مدرجات مباراة أنتراخت فراكفورت أمام فرايبورغ في ختام منافسات المرحلة الخامسة للدوري.
المباراة الأولى في 14 أكتوبر/ تشرين الأول أمام الولايات المتحدة والثانية في 18 منه أمام المكسيك. وكانتا مدرجتين في عهد هانزي فليكس وقد ساد انتقاد آنذاك حول ما إذا سيشكلان إجهادا للاعبين بسبب التفاوت الزمني أم لا.
بالنسبة للانتظارات المعلقة على شخص ناغلسمان، أصبح لهاتين المباراتين أهمية أخرى وفرصة للأخير لإجابة فورية حول إمكانياته لتولي المهمة.
و.ب/أ.ح (أف ب، سيد، د ب أ)
أساطير كرة القدم الألمانية في جميع الأوقات
منذ عقود يلعب في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم لاعبون متميزون. لجنة تحكيم شكّلت أفضل فريق في تاريخ المستديرة الألمانية. اللاعبون الأسطورة يمكن التعرّف عليهم في متحف كرة القدم الألماني في دورتموند داخل "قاعة المشاهير".
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
زيب ماير
زيب ماير لُقّب أيضا "بالقطة" بفضل مرونته في الحركة. ويحمل ماير من خلال مشاركته في 95 مباراة رقما قياسيا كحارس مرمى للمنتخب الألماني لكرة القدم. أحرز في عام 1972 لقب البطولة الأوروبية إضافة إلى لقب بطولة العالم في 1974.
صورة من: picture-alliance/dpa
باول برايتنر
لاعب الوسط المدافع باول برايتنر كان بمثابة لاعب استراتيجي ثوري محنك فوق عشب الملاعب. وفي 1974 أحرز لقب بطولة العالم وقبلها بعامين تُوج بطلا أوروبيا مع المنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرانتس بكنباور
نجاحات فرانتس بكنباور الكبرى كانت لقب بطولة العالم كلاعب في 1974 وفي 1990 كمدرب الفريق. واعتُبر لوقت طويل شخصية لامعة في كرة القدم الألمانية وغيّر بخفته وتقنيته العالية دور لاعب الوسط أكثر من أي لاعب في العالم. وهو يُعتبر أيضا قائدا شرفيا للمنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/empics/N. Simpson
أندرياس بريمه
المدافع أندرياس بريمه سطر التاريخ في عالم المستديرة من خلال إبداعة في قذف الكرة، اللاعب المولود في هامبورغ سجل في نهائي البطولة العالمية ضد إيطاليا في 1990 ركلة جزاء ليفوز المنتخب الألماني بواحد مقابل صفر. وظل بريمه طوال سنوات مدافعا مرموقا وكان يجيد بنفس المستوى قذف الكرة بالرجلين ـ ما شكل تطورا جديدا في كرة القدم الدولية.
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb
فريتس فالتر
فريتس فالتر يُعد من بين الشخصيات المتميزة في عالم كرة القدم الألمانية. وخلال الفوز ببطولة العالم عام 1954 لم يكن فقط قائدا للفريق، بل أيضا اليد الممتدة للمدرب زيب هيربيرغر في الملعب. وتم تتويج فالتر كأول قائد شرفي للمنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/dpa
لوتار ماتيوس
كان لوتار ماتيوس الشخصية المتميزة خلال بطولة العالم 1990 في إيطاليا. وبفضل سيطرته على اللعب انتزع المنتخب الألماني لقب البطولة في النهاية. شارك في 75 مباراة كقائد لمنتخب بلاده، كما شارك في 150 مباراة دولية ليصبح في حوزته رقم قياسي على هذه الصعيد. شارك ماتيوس في خمس بطولات عالمية وهو واحد من بين ستة قادة شرف المنتخب الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kleefeldt
ماتياس زامير
كان محفزا واستراتيجيا ورائدا، لعب ماتياس زامير 23 مرة في صفوف منتخب ألمانيا الديمقراطية سابقا، وبعد الوحدة الألمانية لصالح منتخب ألمانيا. سجّل ثمانية أهداف في 51 مباراة ضمن صفوف المنتخب الألماني. أما نجاحاته الكبرى فكانت الفوز في البطولة الأوروبية بإنكلترا عام 1996 والحصول على لقب وصيف البطولة الأوروبية بالسويد عام 1992.
صورة من: Bongarts/Getty Images/Lutz Bongarts
غونتر نيتسر
كان يُعتبر الروح الرقيقة والرجل الأول لكرة القدم الألمانية، وأحد أفضل لاعبي الوسط لجميع الأوقات. غونتر نيتسير اشتهر بتمريراته الدقيقة. وفي 1972 أحرز مع المنتخب الألماني لقب البطولة الأوروبية، وفي البطولة العالمية عام 1974 شارك في مباراة واحدة، ولم يشعر بأنه بطل عالمي. وكان لاعبا في المنتخب الوطني لمدة أكثر من عشر سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Bajzat
هلموت ران
الآن يتوجب على ران قذف الكرة، ران يصيب الهدف، هذا ما دوّى به في عام 1954 صوت المذيع هربيرت تسيمرمان عبر الراديو. لاعب الجناح الأيمن هلموت ران أحرز الهدف الحاسم 3:2 ضد المجر في نهائي بطولة العالم لتهلل الأمة برمتها. وشارك "الزعيم" وهو لقب ران بفضل شخصيته القيادية في 40 مباراة دولية وسجل 21 هدفا.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرد مولر
غيرد مولر كان قناص أهداف نادر الوجود. سجل في مبارياته الدولية الـ 62 ما يعادل 68 هدفا. وكان مولر يسجل الأهداف عندما يكون الأمر ملحا، ففي نهائي بطولة العالم في 1974 سجل الهدف الحاسم 2:1 ضد هولندا. وفي 1972 أحرز "مفجّر الأمة" لقب البطولة الأوروبية. مولر كان يسجل الأهداف من كل زاوية وفي كل فرصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Robinson
أوفيه زيلر
أوفيه زيلر هو قائد الشرف الوحيد من المنتخب الألماني الذي لم يحرز لقب بطولة العالم. وفي زمنه كان زيلر مهذبا للغاية ويُعد أفضل مهاجم في العالم. وكقائد للمنتخب الوطني أصبح في 1966 وصيف بطل العالم واحتل في البطولة العالمية 1970 المرتبة الثالثة. وسجل زيلر 43 هدفا في 72 مباراة مع المنتخب الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Schnoerrer
زيب هيربيرغر
المدرب زيب هيربيرغر يُعتبر الرأس المدبر وراء "أعجوبة بيرن". فتح بأسلوبه المتميز الطريق أمام لقب البطولة العالمية في 1954. هيربيرغر كان بمثابة الأب للاعبين وكان يهتم بربط علاقة إنسانية جيدة معهم. ومن 1936 إلى 1942 ومن 1950 إلى 1964 قاد مصير المنتخب الوطني الألماني.