متهم بالعمالة لإسرائيل ونهب المساعدات.. من هو ياسر أبو شباب؟
ماجدة بوعزة
٦ يونيو ٢٠٢٥
جماعة من نحو 100 مسلح ينشطون في شرق رفح بموافقة ضمنية من القوات المسلحة الإسرائيلية تُطلق على نفسها اسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، حسب تقارير إعلامية. من تكون "جماعة أبو شباب"؟
أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان قطاع غزةصورة من: Ramadan Abed/REUTERS
إعلان
اتُهمت الحكومة الإسرائيلية بتسليح عصابة إجرامية فلسطينية، يُزعم أن أعضاءها نهبوا مساعدات إنسانية. وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو التقطتها الأقمار الصناعية، ووثقتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يوم الخميس (4 يونيو/ حزيران 2025)، أن ميليشيا فلسطينية جديدة وسعت نطاق وجودها في جنوب غزة، وأنها تعمل داخل منطقة خاضعة للسيطرة المباشرة لجيش الدفاع الإسرائيلي.
وحسب تقرير لصحيفة الغارديان، فقد وُجهت لها اتهامات بصلان بجماعة جهادية، ويقال إن قائد هذه الجماعة، ياسر أبو شباب، من سكان رفح من عائلة بدوية، ومعروف محلياً بتورطه في أنشطة إجرامية ونهب المساعدات الإنسانية.
وفقاً لتقارير إعلامية، تتألف جماعة أبو الشباب، التي تُطلق على نفسها اسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، من حوالي 100 مسلح يعملون في شرق رفح بموافقة ضمنية من القوات المسلحة الإسرائيلية، وتُوصف الجماعة بأنها ميليشيا وعصابة إجرامية.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر دفاعية قولها إن إسرائيل زودت أعضاء "جماعة أبو الشباب" ببنادق كلاشينكوف، إضافة لبعض الأسلحة التي استولت عليها من حماس.
ليبرمان: جماعة "أبو شباب" تتبع لتنظيم "الدولة الإسلامية"
وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس مساء، قال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "فعّلت" بعض العشائر الفلسطينية في غزة، بناء على نصيحة "مسؤولين أمنيين"، من أجل إنقاذ أرواح جنود إسرائيليين. وكان مكتب رئيس الوزراء قد صرح في وقت سابق بأن "إسرائيل تعمل على هزيمة حماس بطرق مختلفة، بناء على توصية جميع رؤساء الأجهزة الأمنية".
إعلان
ومن جانبه، فند وزير الدفاع السابق والنائب المعارض أفيغدور ليبرمان هذه المزاعم، مدعياً أن جماعة أبو الشباب تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي. وقال ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا المعارض، في حوار إذاعي: "الحكومة الإسرائيلية تُزوّد مجموعة من المجرمين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية، بالأسلحة بتوجيه من رئيس الوزراء". وأضاف: "على حد علمي، لم يمرّ هذا الأمر بموافقة مجلس الوزراء"، لكن لم تتأكد صحة ادعاءات ليبرمان بوجود صلات مع "داعش".
وصرح مسؤول أمني لصحيفة Ynet الإسرائيلية، أن تسليح أبو الشباب كان بموافقة وقيادة جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ووصف العملية بأنها "مخططة"، بهدف "تقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية مع تقويض حماس بشكل منهجي من خلال ضربات مُستهدفة وتدمير البنية التحتية وتعزيز القوى المحلية المنافسة".
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
عائلة ياسر أبو شباب "تتبرأ منه"
في الأسابيع الأخيرة، نشر أبو شباب رسائل معادية لحماس والسلطة الفلسطينية، مروجاً لجهود ميليشياته على موقع فيسبوك. وأكدت عائلة أبو شباب صلته بالقوات الإسرائيلية، وأصدرت بياناً الأسبوع الماضي تتبرأ فيه منه. وجاء في البيان: "فوجئنا، كغيرنا، بمقطع فيديو بثته المقاومة، يُظهر تورط مجموعات ياسر في إطار أمني خطير، وصل إلى حد العمل ضمن وحدات سرية ودعم قوات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية". وأضاف البيان: "نؤكد أننا لن نقبل عودة ياسر إلى العائلة، لا مانع لدينا من أن يقوم من حوله بتصفيته فوراً، ونقول لكم إن دمه حلال".
وأفادت التقارير أن أبو شباب زعم أن مجموعته كانت تحمي قوافل المساعدات، بينما اتهمته حماس بنهب شاحنات المساعدات.
في 28 مايو/أيار، صرّح جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً: "ادعت إسرائيل علناً أن حماس تحول مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. لكن هذا الادعاء باطل، فالسرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية، تحت أنظار القوات الإسرائيلية، وسُمح لها بالعمل بالقرب من معبر كرم أبو سالم". وقد أكد ويتال لصحيفة الغارديان أنه "يقصد عصابات مثل عصابة أبو شباب".
ويوم الأربعاء، أعلنت نقابة عمالية تُمثل سائقي الشاحنات في غزة أنها أوقفت نقل المساعدات داخل القطاع بعد حادثة قُتل فيها عدد من سائقي الشاحنات برصاص مسلحين. وأعلنت نقابة النقل الخاصة أنها دعت إلى الإضراب رداً على حادثة وقعت قبل يوم، حيث هاجم مسلحون قافلة شاحنات تحمل مساعدات إنسانية في وسط غزة.
وجاء في البيان: "هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأخطر على الإطلاق في سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تهدف إلى عرقلة عمليات الإغاثة ومنع وصول المساعدات الحيوية إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية حرجة".
وقال جهاد سليم، نائب رئيس جمعية النقل الخاصة، الذي فقد قريبه محمد العصار في الهجوم، إنه لا يعرف هوية المسلحين. وعندما سُئل عما إذا كان يشتبه في وقوف أبو الشباب وراء عمليات القتل، قال: "لن أتفاجأ إذا كان متورطاً في هذه الهجمات، إنه رجل عصابات".
تحرير: خ.س
السلطة الفلسطينية.. مسار متعثر نحو تحقيق هدف الدولة المستقلة
تأسست السلطة الفلسطينية عام 1994 بموجب اتفاقية أوسلو الأولى، لتكون هيئة حكم ذاتي انتقالي نحو دولة فلسطينية مستقلة، لكنها فشلت في تحقيق ذلك، وسط تجمد مؤسساتها وانقسامات وصراعات داخلية وضغوط خارجية، ورفض إسرائيلي.
صورة من: Justin Lane/epa/dpa/picture alliance
ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جديد في الجمعية العامة
يرتقب أن تدعم الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة 10 مايو أيار 2024، المساعي الفلسطينية من خلال الاعتراف بأحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية وإحالة الطلب مجددا لمجلس الأمن الدولي "لإعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي". وتفيد تقارير بأن أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا تنتظر التصويت وتدرس الاعتراف بدولة فلسطينية على نحو مشترك في 21 مايو أيار.
صورة من: Shannon Stapleton/REUTERS
الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد اعتراف كامل بدولة فلسطينية
منعت الولايات المتحدة الخميس (18 أبريل/ نيسان 2024) قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح دولة فلسطين المراقبة العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وصوتت 12 دولة عضو في مجلس الأمن لصالح القرار، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت. وأدانت السلطة الفلسطينية في بيان الفيتو الأمريكي، فيما رحبت به إسرائيل.
صورة من: Yuki Iwamura/AP/picture alliance
الفيتو الأمريكي كان متوقعا
قدّمت الجزائر، بصفتها العضو الممثّل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بـ"قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة". وأعلنت البعثة الدبلوماسية المالطية التي تتولّى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لنيسان/أبريل أنه سيتم التصويت على مشروع القرار على الرّغم من أنّ الولايات المتّحدة، التي تتمتّع بحقّ الفيتو، عبّرت صراحة عن معارضتها له.
صورة من: Yuki Iwamura/AP/picture alliance
اتفاقية أوسلو عام 1993..مرحلة التأسيس
تأسست السلطة بموجب اتفاقية أوسلو الأولى - اتفاقية إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي- التي تم توقيعها في واشنطن بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/أيلول 1993.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
الاعتراف المتبادل وسلطة منتخبة
نص الاتفاق على بنود أبرزها اعتراف متبادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وإعلان مبادئ تحقيق السلام وانسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكنه نص أيضا على تشكيل سلطة فلسطينية تكون منتخبة وتتمتع بصلاحيات محدودة.
صورة من: J. David Ake/AFP/Getty Images
اتفاقيات تفصيلية لاحقة مع إسرائيل
بُني على اتفاقية أوسلو توقيع اتفاقيات أخرى بين السلطة وإسرائيل سواء لأغراض سياسية أو اقتصادية أو أمنية. في 29 أبريل/نيسان 1994، جرى توقيع "بروتوكول باريس" ليمثل الشق الاقتصادي لاتفاقية أوسلو. وفي أكتوبر / تشرين أول 1998، جرى توقيع "مذكرة واي ريفر" وبعدها "اتفاقية المعابر" في عام 2005.
صورة من: Palestinian Presidency /Handout/AA/picture alliance
هيكل السلطة الفلسطينية
يتألف هيكل السلطة الفلسطينية من المؤسسة التشريعية (المجلس التشريعي) ومؤسسات تنفيذية مثل الرئاسة ومجلس الوزراء بالإضافة إلى أجهزة أمنية أبرزها "قوات الأمن الوطني" و "الأمن الوقائي".
صورة من: MUHAMMED MUHEISEN/AP/picture alliance
رام الله مقر السلطة
اتخذت السلطة الفلسطينية من مدينة رام الله بالضفة الغربية مقرا لمؤسساتها الرئيسة الثلاثة وهي الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي. وتهيمن حركة فتح ذات التوجه العلماني على منظمة التحرير، التي تعد المكون الرئيسي في السلطة.
صورة من: AFP/F. Arouri
1996 ..أول انتخابات
جرت أول انتخابات في عهد السلطة في يناير / كانون الثاني عام 1996 لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي وتحت إشراف دولي بمشاركة 88% من الناخبين الذين يحق لهم التصويت في غزة و70% في الضفة الغربية.
صورة من: ENRIC MARTI/AP/picture alliance
وفاة عرفات وبدء حقبة أبو مازن
توفي ياسر عرفات، أول رئيس للسلطة، في نوفمبر / تشرين الثاني 2004. وخلفه محمود عباس "أبو مازن" في رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة بعد فوزه بالانتخابات. لاقى وصول عباس إلى السلطة ترحيبا من إسرائيل ودول غربية بسبب انتقاده لأعمال العنف خلال "الانتفاضة الثانية" على النقيض من عرفات.
صورة من: Awad_Awad/dpa/picture-alliance
انتخابات 2006.. فوز حماس
مثل فوز حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى على قائمة الإرهاب، بأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية لعام 2006 مفاجأة للسلطة ومنظمة التحرير. وفي 28 مارس/آذار 2006، تولى إسماعيل هنية ـ رئيس المكتب السياسي لحماس حاليا ـ رئاسة الحكومة.
صورة من: Mohamed Hams/EPA/picture alliance/dpa
2007.. طرد السلطة من غزة
عقب ذلك، توترت العلاقة بين فتح وحماس حيث خاض الفصيلان مواجهات مسلحة لفترة قصيرة قبل طرد السلطة من غزة عام 2007. ومنذ ذلك الوقت أصبح القطاع تحت إدارة حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى على قائمة الإرهاب.
صورة من: Hatem Moussa/AP/picture alliance
تعطل إجراء انتخابات
لم تعقد أي انتخابات رئاسية منذ انتخاب محمود عباس في عام 2005 كما لم تعقد انتخابات برلمانية منذ عام 2006. ولم يعقد المجلس التشريعي الفلسطيني أي جلسة منذ عام 2007. ومع انتهاء فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات في عام 2009، اعتبرت حماس محمود عباس رئيسا غير شرعي.
صورة من: Safadi/dpa/picture-alliance
تدني نسبة التأييد
حسب استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في شهر مارس / آذار الماضي، اعتبر 63% من المشاركين في الضفة الغربية وغزة أن السلطة تشكل عبئا على الفلسطينيين. وذكر الاستطلاع أن 84% يريدون استقالة محمود عباس.
صورة من: Abbas Momani/Getty Images/AFP
تنامي الضغوط على السلطة
تتعرض السلطة لضغوط دولية متنامية في أعقاب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلى ذلك من عمليات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة. يتزامن هذا مع انتقادات واسعة النطاق للسجل الحقوقي للسلطة والفساد داخل أجهزتها.
صورة من: Ayman Nobani/dpa/picture alliance
طلب نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
في الثالث من أبريل/نيسان 2024 جددت السلطة الفلسطينية طلبها نيل "العضوية الكاملة" في الأمم المتحدة، وهو الطلب الذي كانت قد قدّمته السلطة في 2011. وتتمتّع فلسطين منذ نهاية 2012 بصفة "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتّحدة". وترفض إسرائيل "حل الدولتين" وأي " اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية ".