تنبأت وكالة ناسا بموعد انتهاء الحياة على سطح الأرض، وهو موعد بعيد، ولكن الأمور ستصبح حرجة في وقت أقرب، فهل سيستعمر البشر الفضاء كحل بديل عن فقدانهم لكوكب الأرض؟
تنبأت وكالة ناسا بموعد انتهاء الحياة على كوكب الأرض، وبالرغم من أنه موعد بعيد ولكن تغييرات عديدة ستطرأ على الأرض في وقت أقرب تنذر بقرب نهاية الحياة.صورة من: Jens Knappe/360-Berlin/picture alliance
إعلان
استخدم باحثون من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أجهزة كمبيوتر عملاقة لتتمكن من حساب الموعد المفترض لنهاية الحياة على سطح الأرض، وذلك بالتعاون مع جامعة توهو في اليابان.
وتنبأت الدراسة بأن نهاية الحياة على كوكب الأرض لن تكون قريبة، وتحتاج إلى مليارات السنين، ويعتقد الباحثون أن هذا الحديث سيحدث في عام 1,000,002,021، ولكن سيكون الأمر حرجاً بالنسبة لحياة البشر على الأرض في وقت أقرب، أي أن الظروف المعيشية ستكون أصعب، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن تغير المناخ.
تتعلق نهاية الحياة على كوكب الأرض بالشمس، التي تزداد حرارتها بمرور الوقت وبالتالي ستستمر بتسخين الأرض إلى أن تصل إلى الحد الذي لم تكون معه الحياة ممكنة بعد ذلك، حتى بالنسبة للكائنات التي لديها قدرة كبيرة على الصمود.
تسخين الشمس لسطح الأرض سيؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين، وتدهور جودة الهواء وارتفاع درجات الحرارة بشكل حادّ.
ومع ذلك يقول الباحثون إن الحياة على سطح الأرض لن تنتهي فجأة وإنما سيحدث ذلك بالتدريج وبانحدار بطيء، ولكن لا رجعة فيه، فمن الممكن أن تصبح الظروف البيئية أكثر صعوبة قبل فترة أطول بكثير من الحد الأقصى الذي يبلغ مليار سنة.
سيبدأ هذا الانحدار مع ارتفاع درجة حرارة الشمس، وتعرّض الغلاف الجوي للأرض لتغييرات كبيرة، كما ستنخفض مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي، وسترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، وستتدهور جودة الهواء.
وقد بدأنا بالفعل ملاحظة العلامات التي تنذر بهذا التحول، والتي تتمثل بازدياد شدة العواصف الشمسية، وظواهر أخرى من شأنها تقليل مستوى الأكسجين بالهواء، مما يعطي لمحة عما قد يحصل على المدى الطويل.
سؤال "المستقبل الآن" يأتي من هيكتور ن. من بوتسوانا.
03:06
استعمار الفضاء استجابة طارئة
الأنشطة البشرية عامل حاسم وأساسي في تغير ظروف الحياة على سطح الأرض، ولهذا يقترح العلماء والباحثون إيجاد حلول لتفادي هذا الخطر وتأخير موعد انتهاء الحياة على الأرض قدر المستطاع.
فيقترح بعض العلماء ضرورة إحداث تدخلات تكنولوجية، تشمل أنظمة دعم الحياة المغلقة والموائل الاصطناعية للحفاظ على البيئات الصالحة للسكن لأطول فترة ممكنة.
في حين يذهب باحثون آخرون إلى أبعد من ذلك، ويقترحون ضرورة الاستفادة من الكواكب الأخرى الموجودة في مجموعتنا الشمسية، وهنا تبرز مسألة استعمار الفضاء، وانتقال البشر ليعيشوا في كواكب أخرى على المدى الطويل.
وهذه ليست مجرد اقتراحات، فقد بدأت وكالة ناسا وشركة سبيس إكس بالفعل بإرسال بعثات إلى كوكب المريخ لاكتشاف مدى إمكانية الحياة عليه، لتكون استراتيجيات محتملة لدعم الحياة البشرية بمجرد أن تصبح الأرض غير صالحة للحياة.
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن