متى يُسمح للاجئين وطالبي اللجوء في ألمانيا بزيارة بلدهم؟
البسنلي دينا
٢١ أغسطس ٢٠٢٤
أثارت دعوة مفوض الهجرة في الحكومة الألمانية يوخايم شتامب إلى تجريد اللاجئين من وضع الحماية "بعد قضاء عطلتهم في بلدهم الأصلي" تساؤلات كثيرة. فهل يمكن للاجئين أو طالبي اللجوء السفر إلى بلادهم الأصلية في حالات معينة؟
إعلان
تسبب رد فعل مفوض الهجرة الألمانية يوخايم شتامب على تقارير إعلامية بشأن سفر طالبي لجوء أفغان إلى وطنهم أفغانستان مؤخرًا مخاوف الكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء في ألمانيا.
ففي تصريحات تناقلتها صحف ألمانية، قال شتامب: ”يجب على ألمانيا أن تظل منفتحة على العالم ولكن لا يجب أن تكون حمقاء. يجب على السلطات التأكد من أن الأشخاص الذين تقدموا بطلب حماية لدينا، ولكنهم يقضون عطلات في وطنهم ، سيفقدون على الفور وضع الحماية الخاص بهم ولن يمكنهم البقاء في ألمانيا بعد الآن".
صياغة ”غريبة"
وترى متحدثة السياسة الداخلية باسم مجموعة أعضاء حزب الخضر في البرلمان الألماني، لمياء قدور، أنه من ”الغريب" الإشارة إلى الرحلات التي يقوم بها لاجئون مقيمون في ألمانيا إلى بلدانهم الأصلية واعتبارها ”إجازات".
وأضافت قدور، في تصريحات لبرنامج منتصف النهار على قناة ZDF الألمانية، أنها على علم بحالات سفر أشخاص إلى بلدانهم الأصلية لكنها ”حالات معزولة إلى حد ما"، على حد تعبيرها. وشرحت قدور أنه عندما يسافر اللاجئون إلى بلدانهم الأصلية، عادةً ما يكون ذلك لأسباب عائلية أو لاستكمال الإجراءات البيروقراطية التي لا يمكن أن تتم سوى بالحضور بشكل شخصي.
وكانت قناة RTL الألمانية قد كشفت مؤخراً عن قيام أفغان بالسفر برحلات مزعومة إلى أفغانستان، إذ تنظم وكالات سفر بمدينة هامبورغ رحلات لقضاء العطلات هناك دون علم السلطات الألمانية.
وذكرت القناة الألمانية أن اللاجئين الأفغان يحصلون على تأشيرة دخول لإيران علي ورقة منفصلة بدون توثيقها علي جوار السفر، ثم يسافرون من هناك إلى أفغانستان. وعند عودتهم إلى ألمانيا يتخلصون من ورقة التأشيرة، وبالتالي لن يكون هناك أي دليل على زيارتهم لأفغانستان.
سفر اللاجئين إلى بلادهم لا يخلو من مخاطر!
واعتبرت قدور أن قيام الأشخاص الذين طلبوا الحماية في ألمانيا من الإرهاب أو الحرب في بلدهم الأصلي بالسفر مرة ثانية إلى البلدان التي فروا منها أمر ”مثير لللغضب"، وقالت: ”على أقل تقدير، يجب تفسير ذلك".
وأبدت أيضًا تفهمها لشعور البعض بالقلق على أقاربهم في بلاد تمر بحالة حرب. ومع ذلك، تنصح قدور بشدة بعدم القيام بمثل هذه الرحلات.
وبحسب معاهدة جنيف، فإن المقصود باللاجئين هم أولئك الأشخا ص الذين ”تم البت بطلب لجوئهم وحصلوا على الحماية كلاجئين". لكن هناك أشكال أخرى للحماية تحصل عليها ثلاث مجموعات أخرى وهي الباحثين عن اللجوء ممن لم يقدموا طلب لجوء بعد، ومقدمي طلبات اللجوء الذي لم تنتهي بعد إجراءات حصولهم على حق اللجوء، وأشخاص يتمتعون بحق الحماية والاقامة ولديهم حظر الترحيل.
وفي تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية، تقول المتحدثة باسم وزارة الداخلية في هامبورغ: "من الطبيعي أن السفر إلى البلد الذي تعرض فيه اللاجئ للاضطهاد والملاحقة يثير التساؤلات حول وضع الحماية". وأضافت بشأن قصة سفر لاجئين أفغان إلى بلادهم: "إذا كانت هناك طرق سفر تسهل الوصول إلى أفغانستان، فهذا يعني أيضاً أن هناك إمكانية الترحيل إلى أفغانستان".
حالات سحب الحماية وفقًا لقانون الإقامة
تقترح لمياء قدور، متحدثة السياسة الداخلية باسم مجموعة أعضاء حزب الخضر في البرلمان الألماني، القيام بتسجيل اللاجئين أو طالبي اللجوء لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في حال سفرهم بشكل مؤقت إلى بلدانهم الأصلية، بحيث يمكن تتبعهم وتوضيح أسباب سفرهم.
ولا يجوز للأشخاص الحاصلين على وضع الحماية في ألمانيا السفر إلى بلدهم الأصلي "إلا بشروط محددة"، لا تشمل الإجازة.
ويتعين على المكتب الاتحادي المسؤول عن شؤون الهجرة واللاجئين في ألمانيا الالتزام وفقًا لقانون الإقامة بإلغاء الاعتراف باللجوء وحظر الترحيل في حال تغير الأوضاع التي دفعت للجوء.
وتقوم السلطات الألمانية بسحب الحماية في حالات محددة يأتي في مقدمتها، عندما يصبح طالب اللجوء غير ملاحق وغير معرض للخطر لدى عودته لبلده الأصلي، أو عندما يكذب طالب اللجوء أو يكتم معلومات أساسية ليحصل علي اللجوء، أو في حالة ارتكاب الشخص جريمة تستوجب العقوبة.
وحتى إذا لم يتم إلغاء الحماية الممنوحة أو سحبها بعد الفحص، فمن غير المُستبعد إلغاء حالة الحماية لاحقًا. ويحق للشخص الطعن قضائياً على قرار سحب أو إلغاء الإقامة.
السماح بالسفر للبلد الأصلي
في حالة السفر إلى بلدك الأصلي لقضاء العطلة، فهذا يعني وبحسب القانون الألماني أنك لم تعد مضطهداً ويتم بالتالي إلغاء تصريح إقامتك. وفي أسوأ الحالات، لن تتمكن من العودة إلى
فمن لا يزالون قيد إجراءات اللجوء أو من لديهم إقامة منع ترحيل "Duldung"، لا يُسمح لهم عمومًا بالسفر إلى الخارج. ومع ذلك، يمكن محاولة التقدم للحصول على استثناء في حالات خاصة، كحضور حفل زفاف أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
ويوصي خبراء بضرورة القيام بالتواصل مع المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون الأجانب قبل السفر إلى بلدك والحصول على موافقة كتابية من السلطات الألمانية، لضمان تجنب أي مشاكل لاحقة قد تحدث لدى العودة إلى ألمانيا.
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو