1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مثقفون فلسطينيون يشككون في اتفاق المصالحة بين فتح وحماس

٦ مايو ٢٠١١

يشكك المثقفون في الأراضي الفلسطينية في مدى جدية اتفاق المصالحة بين منظمة فتح وحركة حماس، وينظرون إلى الاتفاق بعين الريبة لأنه لم يتطرق إلى المشاكل العالقة بين الطرفين. والبعض منهم يمهله وقتا قصيرا لانهياره.

محمود عباس وخالد مشعل في لقاء المصالحة بالقاهرةصورة من: Picture-Alliance/dpa

كم هو هش اتفاق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية المتعادية، حركة حماس ومنظمة فتح، كان باديا للعيان حتى في حفل التوقيع والإعلان عن المصالحة في القاهرة. فخلال ذلك اليوم مرت ساعتان كاملتان ولم يتفق ممثلو المنظمتين على أماكن الجلوس. كان الخلاف واضحا حول من يجلس في الأماكن الأمامية. ولم يتفقوا على تحديد من يجلس بجانب الأخر. ومن يكون له شرف افتتاح الكلمة. كما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يريد أن يٌعامل كرئيس للدولة، وهو الشيء الذي لم يرق لممثلي حركة حماس.

اتفاق المصالحة مجرد محاولة يائس

احتفالات حذرة بمناسبة إعلان المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماسصورة من: Picture-Alliance/dpa

في الوقت الذي كان فيه المسؤولون المصريون يحاولون إقناع ممثلي الحركتين في محادثات على انفراد من أجل تجاوز خلافاتهم، كان مئات من الفلسطينيين ينتظرون في رام الله الإعلان النهائي عن توقيع وثيقة المصالحة. ولكن بعد طول الانتظار، غادر أغلبهم إلى حال سبيلهم يجرون وراءهم خيبة الأمل.

وتجدر الإشارة إلى أن عددا لا يُستهان به من المثقفين الفلسطينيين، قضوا مراحل عديدة من حياتهم يحاولون سدى حل الخلافات الفلسطينية الداخلية. ويرى الخبراء أن ما ينقص هو إستراتيجية طويلة المدى لحل المسائل العالقة بين منظمة فتح وحركة حماس. فهذه الأخيرة أدركت أن منطقة الشرق الأوسط في تحول مستمر، ولم تعد سوريا تلك الدولة التي تقف دائما خلفها. وبدورها منظمة فتح ورئيسها محمود عباس تابعوا كيف انهار نظام مبارك في مصر. ويبدو أن اتفاق المصالحة الذي توصل إليه الجانبين في ظل هذه المعطيات هو مجرد محاولة يائس.

تشكيك في اتفاق المصالحة بين فتح وحماس

وأعرب أحمد حرب، أستاذ الأدب بجامعة بير زيت، عن عدم ثقته في اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح وقال: "الأغلبية تنظر لهذا الاتفاق بنظرة تشاؤمية، وفي ما يخص رأيي الشخصي، وأظن أنني أتقاسمه مع كثير من المثقفين، فأنا لست متفائلا ولا متشائما، بل إنني مشكك في مدى جديته". ويضيف أنه يتملكه إحساس بأن هذا الاتفاق بين الجانبين ليس نابعا من القلب ويتابع قائلا: "كما سبق وحدث في مرات سابقة يجلس الطرفان ولا يتحدثان عن خلافاتهما الحقيقية وتبقى الإشكالات بين الطرفين عالقة".

رغم كل الشكوك بخصوص اتفاق المصالحة الوطنية، يعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على هذا الاتفاقصورة من: picture-alliance/dpa

ومن جهتها شككت المحامية الفلسطينية ديانا بوتو في أن يعمر اتفاق المصالحة طويلا. وذكرت المحامية، التي كانت أحد ركائز فريق المستشارين القانونيين للرئيس محمود عباس لمدة طويلة، أن بنود الاتفاقية تحث بالأساس على إسقاط نقاط الخلاف بين فتح وحماس، الأمر الذي يدفع العديد من الفلسطينيين إلى التشكيك في محتوى اتفاق المصالحة الوطنية حسب رأيها. وتظن بوتو التي درست القانون في كندا أن "أي خلاف بسيط بإمكانه أن يحول الاتفاق بين حماس وفتح إلى كارثة قد تكون لها أبعادا دموية".

إمكانية فتح معبر رفح

توقع فتح معبر رفح بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينيةصورة من: AP

ويعتبر الجانب الإيجابي في اتفاق المصالحة بين فتح وحماس هو إمكانية فتح معبر رفح، على الأقل في وجه السلع، وبذلك رفع الحصار نسبيا على غزة. ورحب يواخيم باول، مدير مؤسسة هاينريش بول الثقافية والاجتماعية الألمانية، في رام الله بهذه الخطوة، رغم أنه لا يؤمن بأن يكون اتفاق المصالحة قد أتى بتغييرات جوهرية. ويقول باول: "لا أحد يعرف بالضبط على ماذا تنص بنود اتفاق المصالحة ولا أحد يمكنه التكهن بما سيحدث مستقبلا. ويجب أن لا ننسى أنه في العام 2007 كانت حكومة وحدة وطنية مشكلة من عناصر من فتح وحماس."

وذكّر باول بأن هذه الحكومة لم تصمد أكثر من ثلاثة أشهر بعدما تمخضت عن مفاوضات شاقة في مكة بالعربية السعودية. وكان من عواقب الفشل هذا التعايش الحكومي بين فتح وحماس ليس انهيار حكومة الوحدة الوطنية فقط، بل كان أيضا سببا في العداوة التي طبعت علاقات منظمة فتح وحركة حماس منذ ذلك الزمن. ويرى باول أن هذا هو السبب الذي يدفع الفلسطينيين إلى التريث وانتظار القادم من الأيام ليروا بأي جديد جاء اتفاق المصالحة الأخير.

أندرياس باوم/ عادل الشروعات

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW