مثول أول مشتبه بهما في هجوم موسكو أمام محكمة روسية
٢٤ مارس ٢٠٢٤
قالت وسائل إعلام روسية إن أول مشتبه بهما في هجوم موسكو مثُلا أمام محكمة في العاصمة الروسية. وفيما جدد تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، تجاهلت السلطات الروسية ذلك ووجهت أصابع الاتهام لأوكرانيا التي نفت أي دور لها.
إعلان
مثل أول مشتبه بهما في الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو والذي أسفر عن مقتل 137 شخصاً، مساء الأحد (24 مارس/ آذار 2024) أمام محكمة في العاصمة الروسية التي ستقرر في شأن وضعهما قيد التوقيف الاحتياطي.
وذكرت وكالات الانباء الروسية أن المشتبه بهما وجهت اليهما تهمة "الارهاب" ويواجهان عقوبة السجن مدى الحياة.
وبثت محكمة باسماني في موسكو مقطعاً مصوراً يظهر عناصر من الشرطة يقتادون أحد المشتبه بهما مقيداً إلى قاعة المحكمة، إضافة إلى صور للرجل نفسه يجلس في القفص الزجاجي المخصص للمتهمين. وأفادت السلطات أن المشتبه بهم "مواطنون أجانب" من دون أن تذكر جنسيتهم.
وذكرت وسائل الاعلام الروسية والنائب الكسندر خينستين أن بعضهم يتحدر من طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى ذات الغالبية المسلمة والمجاورة لأفغانستان.
وكانت السلطات الروسية تحدثت عن اعتقال ما مجموعه 11 شخصاً، بينهم أربعة مهاجمين، على صلة بالهجوم، وفقاً لما ذكرته أجهزة المخابرات الروسية.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن محكمة في موسكو وجهت اليوم الأحد اتهامات لاثنين من المشتبه بهم في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بقاعة حفلات موسيقية وأدى إلى مقتل 137 شخصا على الأقل.
"داعش" تنشر فيديو للعملية
وبعد يومين من أخطر هجوم إرهابي في روسيا منذ عقود، نشر تنظيم "داعش" الإرهابي مقطع فيديو للهجوم الإرهابي الذي وقع أمس الأول الجمعة في قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو وأسفر عن مقتل 137 شخصاً.
وأطلق أربعة رجال مجهولون النار عشوائياً على رواد حفل موسيقي في قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في شمال غرب موسكو قبيل بدء الحفل مساء الجمعة. وذكر شهود عيان أيضاً أنهم سمعوا دوي انفجارات في المبنى قبل اندلاع حريق كبير.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الدموي، إلا أن السلطات الروسية لم تعلق حتى الآن على إدعاء التنظيم. ووجهت روسيا أصابع الاتهام إلى أوكرانيا في الهجوم غير أن كييف نفت ذلك.
ونشرت وكالة أعماق الناطقة بلسان التنظيم الإرهابي مقطع فيديو مدته 90 ثانية تقريبا اليوم الأحد، ويقال إنه يظهر المهاجمين في مكان الهجوم. ورافق مقطع الفيديو عناوين باللغة العربية مكتوب عليها "مشاهد حصرية" من "الهجمات الدموية على المسيحيين".
أكاليل زهور في موقع الهجوم
وتوافد مواطنون روس من جميع أنحاء روسيا وبأعداد كبيرة على موقع الهجوم للتعبير عن حزنهم لفقد الضحايا وإظهار تعاطفهم مع ذويهم، حيث اصطفوا لوضع الزهور في موقع الهجوم.
وامتد طابور الأشخاص إلى موقع النصب التذكاري المرتجل عند السياج المحيط بمركز فعاليات قاعدة مدينة كروكوس لعدة مئات من الأمتار، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، فيما أُعلن يوم الأحد يوم حداد وطني في روسيا.
ووصف مراقبون المزاج العام في العاصمة الروسية بأنه يسوده الكآبة، حيث كان الإرهاب موضوعاً للنقاش في كل مكان. وأغلقت المتاحف الكبيرة والمسارح ودور السينما وألغيت الأحداث الكبرى.
وكانت هناك أيضاً مشاهد ومظاهر حداد في سان بطرسبرغ ومدن روسية أخرى. وفي الخارج، انضمت صربيا ونيكاراغوا إلى روسيا بإعلان أيام للحداد.
وبحلول اليوم الأحد، ارتفع عدد القتلى الرسمي إلى 137 شخصاً. ولم تستبعد السلطات احتمال العثور على المزيد من الجثث في المبنى المحترق جزئياً. وقال مسؤولو الصحة الإقليميون يوم الأحد إن 154 شخصاً أصيبوا وإن 110 أشخاص يعالجون في المستشفى.
وكانت لجنة التحقيق الرسمية قد حددت في وقت سابق العدد بـ 133 لكنها قالت إن حصيلة القتلى من المرجح أن ترتفع مع استمرار عمال الطوارئ في البحث تحت الأنقاض.
ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، د ب أ)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).