مثول المشتبه به في قتل سوزانا أمام قاضية تحقيق ألمانية
١٠ يونيو ٢٠١٨
مثل المشتبه به في اغتصاب وقتل الفتاة الألمانية القاصر سوزانا أمام قاضية التحقيق في المحكمة الإدارية في فيسبادن. المشتبه به كان قد وصل إلى مطار فرانكفورت بعد أن تسلمته ألمانيا من سلطات إقليم كردستان العراق.
إعلان
تمت بعد ظهر اليوم الأحد (العاشر من حزيران/ يونيو 2018) إحالة المشتبه به في اغتيال الفتاة سوزانا على قاضية التحقيق في المحكمة الإدارية بفيسبادن. ولم يصدر أي شيء عن المحكمة حتى ساعة إعداد هذا الخبر، بيد أنه من المتوقع إصدار أمر اعتقال بحق الشاب البالغ من العمر 20 عاما بتهمة القتل.
وتم نقل علي ب. مساء السبت من أربيل العراقية إلى ألمانيا بعدما سافر مع عائلته عبر إسطنبول إلى العراق. ويُشتبه بقيامه باغتصاب سوزانا، الفتاة البالغة من العمر 14 عاما وقتلها. وأعلن عن الفتاة قبل أكثر من أسبوعين مفقودة وعُثر عليها مقتولة في فيسبادن. وذكرت مصادر عراقية أن المشتبه به اعترف أمام قوى الأمن الكردية بتنفيذ عملية القتل.
في غضون ذلك تظاهر حوالي 230 شخصا في مدينة ماينز بسبب الموت العنيف للفتاة سوزانا. وظل المهرجان الخطابي للمظاهرة حتى بعد ظهر اليوم الأحد سلميا بدون حوادث، كما ذكرت الشرطة. وتظاهر أنصار مبادرة "حرٍك شيئا" في وسط المدينة ضد الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا. وتجمع نحو 150 شخصا في مظاهرتين مضادتين.
قتل سوزانا يصدم ألمانيا ويشعل النقاش حول اللاجئين
02:22
وكانت المستشارة أنغيلا ميركل قد أدانت على هامش قمة مجموعة السبع في كندا ما وصفتها بـ "جريمة القتل الدنيئة"، مؤكدة أن "عقوبتها" يجب أن تكون بمستوى خطورتها بعد التحقق من الوقائع. وأضافت أن "الحزن الهائل الذي ضرب العائلة يؤثر على الجميع وعلي أيضا"، مشيدة بتعاون قوات الأمن الكردية.
المحافظون يطالبون بتشديد قواعد اللجوء
وفي هذا الإطار قال كريستيان بالداوف زعيم كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي في برلمان ولاية راينلاند- بفالز لصحيفة محلية "ينبغي التدقيق في إجراءات وقواعد اللجوء والاندماج". وأضاف أن ضمانات الحماية السخية للاجئين في ألمانيا تثير تساؤلات جدية. وتابع "من ذا الذي يمكنه تفهم أنه لا يمكن ترحيل رجل تقدم بطلب لجوء ورُفض وخضع للمحاكمة عدة مرات في جرائم عنف مختلفة في حين يمكن للرجل نفسه السفر عائدا إلى وطنه في تكتم وسرية؟".
بيد أنه حذر في المقابل قائلا إن رد فعل الدولة على قضية القتل يجب ألا يكون "الشعبوية الرخيصة" أو حملة كراهية عنصرية. وتابع "يتعلق الأمر بتسريع التحقيقات والقرارات القضائية وإصدار الأحكام بسرعة وإيجاد وسائل لترحيل الجناة والمدانين المحتملين دون استثناءات".
وكان المشتبه به، الذي دخل ألمانيا في أوج أزمة المهاجرين عام 2015، معروفا لدى الشرطة لأنه مارس العنف مع المسؤولين بسبب طلبه الحصول على حق اللجوء. ودارت الشبهات حوله من قبل في قضية اغتصاب طفلة تبلغ من العمر 11 عاما في مخيم للاجئين لكن التحقيق لم يخلص إلى نتيجة حاسمة. ورفضت السلطات الألمانية طلب اللجوء الخاص ببشار في كانون الأول/ ديسمبر 2016.
م.أ.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش