"مجالس المواطنين" أداة جديدة لردم الهوة بين الألمان وساستهم
٨ نوفمبر ٢٠٢٠
160 مواطنا وقع عليهم الاختيار عشوائيا سيقدمون المشورة قريبا للبرلمان الألماني حول قضايا حيوية، ولتحقيق مشاركة أكثر للمواطنين في العملية السياسية. الفكرة لا تزال في طور التبلور لكنها تلقى دعما من أعلى المستويات.
إعلان
قضايا سياسية كبيرة تشغل الرأي العام الألماني باستمرار، وتحتاج إلى بلورة اتجاه للرأي يحظى بأكبر قدر من التأييد لدى المواطنين. ومن هذه القضايا: هل يجب على ألمانيا الاستعانة بالجيش الألماني بشكل أكبر في إفريقيا؟ وهل ينبغي على ألمانيا تقليص مشاركتها الحالية في أفغانستان؟ وهل بإمكان ألمانيا دفع مبالغ أكبر في المساعدة على التنمية للبلدان التي تساعد في الحد من الهجرة نحو أوروبا؟ الكثير من هذه الأسئلة تُطرح باستمرار وقد تكون أيضا مادة نقاش لمواطنين يرغبون في أن توظف بلادهم مواردها في هذه الجوانب بشكل صحيح.
السياسة تتطلب القبول العام من قبل الشعب، والتفكير حسب شعار:" أولئك الذين يجلسون في قمة الهرم (بالمؤسسات السياسية) يفعلون على كل حال ما يريدون" أو ميول كثير من المواطنين إلى حلول سهلة يروج لها شعبويون، أمور تضر على المدى البعيد بالديمقراطية.
وهذا الأمر دفع إلى ما يعرف بمجلس كبار السن، المكون من ذوي الخبرة الطويلة، في البرلمان الألماني، بهدف دعم مبادرة "المزيد من الديمقراطية "، وتشكيل مجالس مواطنين. وقد أنشئ أول مجلس مواطنين منذ خريف 2019 ومهمته الرئيسية "كيف يمكن إشراك المواطنين بشكل منتظم في القرارات السياسية؟"
وقد كانت الأفكار المطروحة من قبل المواطنين متنوعة وتحفيزية، ففي برلين وبمناسبة "يوم الديمقراطية" في الـ 15 نوفمبر 2019، تلقى رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ شويبله الكثير اقتراحات من المواطنين.
ورغم تمسك شويبله بموقفه المتشكك فيما يخص الاستفتاءات الشعبية على قرارات تصدر على المستوى الاتحادي، لكنه دعم خلال عام 2020 تشكيل مجالس مواطنين لمواجهة الفجوة المتزايدة بين الناخبين والمنتخبين، في ظل نظرة كثير من الناس سلبيا لتصورات سياسية معتدلة إذ يرون في الغالب بأنها فوقية وبعيدة جدا عن حياتهم اليومية. ويقول شويبله حول هذا:"يجب علينا تعزيز ديمقراطيتنا البرلمانية كي تبقى مصونة في المستقبل"، موضحا أن مجلس المواطنين مبادرة هامة.
والسياسي البالغ من العمر 78 تولى منذ 1972 كنائب برلماني العديد من المهام، وكان وزيرا للداخلية ورئيسا لكتلة الاتحاد المسيحي ووزيرا للمالية. وبفضل تأثيره الكبير داخل الحزب المسيحي الديمقراطي يُعتبر شويبله كحليف هام لجميع من يريدون توطيد مشاركة المواطنين كعملية تكميلية للعمل البرلماني.
وأمام هذا النوع من القرارات الكبيرة سيكون مجلس مواطنين بالتأكيد مجهدا، كما يعتبر أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية التي يرأسها منذ 2014 نوربرت روتغن الذي يترشح لتوه لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي. وقد تحدث إلى حد الآن بشكل متحفظ تجاه قرارات مجالس المواطنين:"هذا يشترط معرفة عالية لا تكون في العادة متوفرة". وعلى هذا النحو يتركز لدى مجلس المواطنين "دور ألمانيا في العالم" أولا في قضايا سهلة مثل موضوعات التجارة العالمية وتأمين السلام والمساعدة الإنمائية والهجرة وحماية البيئة.
وفي الأسابيع الأخيرة من أكتوبر تم إعداد مجلس المواطنين الثاني المستقبلي من خلال أشخاص مختارين بطريقة عشوائية عبر مكتب السكان في كيمنيتس (شرق) وفرايزينغ (جنوب) ولوبيك (شمال) وفولكلينغن (الغرب).
وفي أوروبا تبقى بلجيكا الأكثر تطورا فيما يخص التجارب مع مجالس المواطنين. ففي بلدة أويبين يوجد مثلا مجلس مواطنين دائم يحق له أيضا اقتراح قوانين على حكومة المناطق السكانية الناطقة بالألمانية هناك. ويبقى السياسيون المحترفون مطالبين بالتعاطي مع اقتراحات الرجال والنساء الأعضاء في مجلس المواطنين.
تجارب جيدة مع مجالس المواطنين
وفي "معهد الديمقراطية وبحوث المشاركة" بجامعة فوبرتال الألمانية يسود التنويه بكيفية العمل لإيجاد الحلول ـ بعيدا عن التخمينات الحزبية المعتادة. "السذاجة المدنية والفهم اليومي يُؤتيان ثمارهما"، كما يعتبر الباحث في قضايا الديمقراطية هانس ليتسمان. ومن جهته تورستن شتيرك من نادي "ديمقراطية أكثر" يلخص تجارب المشاركين على النحو التالي:"دخلت كأنا وخرجت كنحن".
وفي بريطانيا البلد الذي ما يزال يعكف على بلورة خروجه من الاتحاد الأوروبي، يوجد في نيوهام مجلس مواطنين متخصص بموضوع واحد هو المناخ. وفي بريستول يوجد مجلس مواطنين خاص بمناقشة قضايا وباء كورونا. وفي ايرلندا يتم حاليا العمل من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على مجالس المواطنين.
وفي فرنسا يقول الرئيس ايمانويل ماكرون الذي عايش تجارب مع مجلس مواطنين حول تحول المناخ: "مجلس المواطنين يجب في كل الأحوال أن يشكل الغرفة الثالثة التابعة للبرلمان". وفي الأثناء يلاحظ معهد الديمقراطية وبحوث المشاركة الألماني ميلا كبيرا في أوروبا لتشكيل مجالس مواطنين.
وفي برلين من شأن مجلس المواطنين الثاني أن يكون تجربة لصيغة ديمقراطية. وسيجمع البرلمان معلومات إضافية حول ما إذا كان مجلس المواطنين يصلح فعلا لدعم العمل البرلماني. وهناك تطلع لإقامة مجالس مواطنين تهتم بقضايا هامة مختلفة بالنسبة إلى المجتمع الألماني.
فولفغانغ ديك/ م.أ.م
أسماء سيسطع نجمها في المشهد السياسي الألماني عام 2019
في العام 2019 ستشهد ألمانيا العديد من المتغيرات، أبرزها غياب ميركل عن رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. وسيكون عام 2019عاماً مصيرياً في المشهد السياسي الألماني. فأي من هؤلاء السياسيين الألمان سيسطع نجمه؟
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أنغريت كرامب- كارنباور: هل تتبع خطى ميركل؟
أمام المرأة التي تحمل اسم صعب النطق مهمة جديدة، تتمثل في النهوض بالحزب المنقسم من الداخل وايجاد صيغة معتدلة تتناسب مع كل من الجناح المعتدل وأيضا المحافظ. وفي حالة نجاحها فقط، يمكن حينها لأنغيلا ميركل إكمال ولايتها الأخيرة كمستشارة في أمان.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
روبرت هابيك: تحويل حزب الخضر إلى حزب للشعب
سيستهل الخضر العام الجديد كثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا. لا أحد من الجيل الجديد من السياسيين الخضر الناجحين، يتمتع بالعديد من المواصفات بقدر ما يتمتع بها زعيم الحزب: فهو ينتمي للتوجه الواقعي، يمتلك الكاريزما، برغماتي. ولعب هابك دوراً رئيسياً في تحالف حزب الخضر مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ولاية شليسفيغ هولشتاين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
ميشائيل كريتشمر: حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في سكسونيا
انتخابات ساكسونيا من الانتخابات المهمة المقرر إجراؤها في عام 2019. ومنذ سقوط الجدار تعتبر ولاية سكسونيا معقل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. ومنذ عام 1990، وعلى التوالي كان رئيس الوزراء من المسيحيين الديمقراطيون. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة فوز حزب رئيس الوزراء كريتشمر حالياً تبلغ 30 في المئة فقط. وقد تطال الخسائر الكبيرة في ولاية سكسونيا المستشارة ميركل أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
كيفن كونيرت: هل يفوز معسكره ضد الائتلاف الكبير؟
ليس سراً أن العديد من الاشتراكيين الديموقراطيين كانوا غير راضين عن استمرار وجود الائتلاف الكبير. وفي الاستطلاعات، بلغ الحزب الاشتراكي الديموقراطي مستوىً منخفضاً. وبحلول نهاية عام 2019 على أبعد تقدير، يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتخاذ قرار بشأن استمرار الائتلاف. لذلك سوف يُسمع الكثير عن الرئيس غير الرسمي للحركة المعارضة No-GroKo ، كيفن كونيرت.
صورة من: Imago/R. Zensen
كريستيان ليندنر: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟
إذا خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الحكومة، فإن السؤال المطروح هو: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟ في نهاية عام 2017، أجرى ليندنر المفاوضات مع الخضر والاتحاد . لكن زعيم الحزب الديمقراطي الحر قد أشار إلى أنه سيكون مستعدا للتفاوض مرة أخرى حول ائتلاف جامايكا - ولكن فقط دون وجود ميركل كمستشارة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
بودو راميلو: هل يصمد رئيس الوزراء من اليسار؟
في تورينغن، سيتم انتخاب برلمان ولاية اتحادي جديد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. ويوجد حالياً حكم ائتلاف أحمر ـ أحمر مع رئيس الوزراء الوحيد من اليسار، بودو راميلو. لكن هل سيصمد رئيس الوزراء البالغ من العمر 62 عاماً وحزبه ضد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، و الحصول على أغلبية يسارية ؟
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
فرانك فالتر شتاينماير: هل يلعب دور الوسيط مرة أخرى؟
عادة ما يكون منصب الرئيس، منصباً وجاهيا وله أهمية قليلة بالنسبة للسياسة اليومية في الجمهورية الاتحادية. لكن هناك استثناء واحد، وهذا يتمثل في حالة وجود مشاكل في تشكيل الحكومة الاتحادية، إذ يأخذ الرئيس الاتحادي دور الوسيط. وقد قام شتاينماير بهذا الدور في عام 2017. وإذا ما تم حل الائتلاف الكبير في عام 2019، فسيتعين على وزير الخارجية السابق التدخل مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
يورغ أوربان: نجاح الحزب اليميني في ساكسونيا
تفوق حزب الخضر في الآونة الأخيرة على حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء البلاد. غير أن الشعبويين اليمينيين في ألمانيا الشرقية يتقدمون بنسبة 20 في المائة وأكثر. وإن تمكن حزب البديل من أن يصبح القوة الأولى في الولاية الفيدرالية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فإن ذلك لن يكون نجاحاً هائلاً لزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، يورغ أوربان فحسب، وإنما للحزب أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
مانفريد فيبر: هل سيرأس الألماني لجنة المفوضية الأوروبية؟
مانفريد فيبر المنحدر من ولاية بايرن والبالغ من العمر 46 عاماً، هو ليس فقط رئيس حزب الشعب الأوروبي، وهو تحالف الأحزاب المحافظة في البرلمان الأوروبي والرجل المعتدل من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي بل هو أيضا المرشح الرئيسي من حزب الشعب الأوروبي لمنصب رئيس اللجنة في انتخابات المفوضية الأوروبية، وبالتالي فهو المرشح المفضل في السباق لخلافة جان كلود يونكر. وقد يكون أول ألماني يتولى المنصب منذ عام 1967.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
باول تسيمياك: هل ينجح في تغيير مسار الاتحاد؟
من خلال الأمين العام الجديد، يضرب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي العديد من العصافير بحجر واحد: الحزب يعيد تجديد نفسه، ويُظهر نفسه منفتحاً على المهاجرين، وفي الوقت نفسه يمنح للجناح المحافظ قائداً متفهماً. لأن الرجل المولود في بولندا والبالغ من العمر 33 عاماً، يعرف كيف يظهر نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعجب به المحافظين.
إعداد: جيفرزون، تشيز/ إيمان ملوك