مجرد تمثيل أم حقيقة؟ متهمون في قضية شارلي إيبدو يظهرون الندم
١٢ سبتمبر ٢٠٢٠
أشاد متهمون في قضية الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية عام 2015 بشجاعة الناجين ونأوا بأنفسهم عن منفذي الهجوم، في خطوة أثارت جدلاً. فكيف كانت ردود فعل أهالي الضحايا والمحامين؟
إعلان
في ختام أسبوع طغت عليه شهادات مؤثرة، أشاد متهمون في محاكمة "شارلي إيبدو" بـ"شجاعة" و"كرامة" الناجين من الهجوم، ما أثار ردود فعل متفاوتة.
وهؤلاء متهمون بتوفير مساعدة لوجيستية لمنفذي الاعتداء، ويؤكدون أنهم فعلوا ذلك من دون أن يكونوا على بينة من نياتهم "الإرهابية" التي يدينونها. فعندما طلب منه التعليق على الروايات الرهيبة التي استمع إليها منذ الاثنين أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، أكد سعيد مخلوف على غرار كل المتهمين الآخرين معه: "أريد أن أقول لعائلات الضحايا إنها شجاعة جداً".
وقال الرجل الثلاثيني القوي البنية إنه "تأثر فعلاً" بهذه الشهادات الكثيرة. وأوضح من قفص الاتهام الزجاجي الذي يضم جزءاً من المتهمين: "لا يسعني إلا أن أتعاطف مع معاناتها".
ووصف عدد من الناجين من هجوم المجلة ما حصل بأنه "مجزرة"، ومن بينهم الرسامة كوكو التي استخدمت أحياناً عبارات مؤلمة جداً.
وقال أحد المتهمين، ويلي بريفو، يوم الجمعة (11 أيلول/ سبتمبر): "كان الأمر مؤثراً وقاسياً جداً. كان النظر إلى صور ما حدث في شارلي صعباً جداً. آمل بأن تتبلسم هذه الجراح مع الوقت".
وعلى غرار متهمين آخرين، ندد نزار مايكل باستور الوتيك الذي بدا عليه التأثر "باعتداءات 2015"، مؤكداً أنه لا يؤيد الإيديولوجية الجهادية. وأضاف: "أنا أبصق على هؤلاء الأشخاص على الشقيقين كواشي اللذين لا أعرفهما وعلى أميدي كوليبالي الذي كنت أظن أنني أعرفه".
"لا يجوز القتل بسبب رسم"
وقال متين كاراسولار: "أنا مسلم ولا أفهم لمَ يتم القتل باسم الدين وباسم الرسول؟ لا أفهم. لا يجوز القتل بسبب رسم"، موجهاً "تعازيه" إلى عائلات الضحايا. وتتعذر معرفة إن كان هذا التأثر نابعاً من القلب أم أنه مجرد تمثيل في إطار استراتيجية الدفاع.
وفي صفوف الجهات المدنية، لا تخفي ماري لور باريه محامية أقارب الضحايا امتعاضها وتقول: "أنا غير مرتاحة بتاتاً لما سمعت"، وتضيف: "أتفهم سعي المتهمين إلى النأي بأنفسهم عن هذه الأفعال البالغة الخطورة والصور" التي عرضت خلال الجلسة. وتتابع: "لكن عندما يوفر الشخص التجهيزات ويبيع الأسلحة والرشاشات، لا يكون الهدف ممارسة لعبة الغولف!".
وفي جهة الدفاع، الجميع يحتج. وتقول إيزابيل كوتان-بير محامية علي رضا بولاد، المتهم الوحيد بـ"التواطؤ" في ارتكاب جرائم إرهابية من بين المتهمين ال11 الحاضرين: "بعض الأطراف المدنية تريد أن تحرم المتهمين من حرية الكلام".
وقبل ذلك، قال موكلها الذي كان عدوانياً في بداية المحاكمة إنه "يأسف" لتصرفه. وأوضح: "أنا أغضب بسرعة لكن لا علاقة لي بما حصل. أنا أنأى بنفسي عما ارتكبه الثلاثة" متوجهاً بكلامه إلى الضحايا.
وأتى هذا التبادل ليختتم يوماً آخر شهد إشادات بالضحايا مثل الرسام برنار فيرلاك المعروف بـ"تينيوس" وعالم الاقتصاد برنار ماريس الذي كان يكتب في "شارلي إيبدو" تحت اسم "أونكل برنار" (العم برنار).
وقالت كلويه فيرلاك أرملة الرسام: "لا استكانة في ألمنا لأننا نشتاق إليه صباح مساء وخلال أعياد الميلاد والحفلات وعند بداية الموسم الدراسي"، لكنها شددت على إرادتها "مقاومة الخوف".
م.ع.ح/ص.ش (أ ف ب)
محطات دموية .. أبرز الاعتداءات التي ضربت فرنسا
ارتفعت مؤخرا حدة الاعتداءات الدامية في فرنسا، لكن هذه الدولة عانت منذ عقود من ضربات ضد المدنيين ورجال الأمن فوق ترابها. نعرض هنا جانبا من أبرز ما عانته فرنسا في مواجهة الاعتداءات الإرهابية خلال العقود الأخيرة.
صورة من: Reuters/V. Kessler
مساء دام في ستراسبورغ
مساء دام عاشته مدينة ستراسبورغ الألمانية. الثلاثاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2018) مٌسلح، موضوع على قائمة المراقبة الأمنية، يطلق النار على مارة بوسط المدينة موقعاً ثلاثة قتلى و 13 جريحا.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إجراءات أمنية استثنائية
بعد اعتداء ستراسبورغ قررت الحكومة الفرنسية رفع حالة التأهب لأعلى مستوياتها وإطلاق عمليات تفتيش مكثفة على الحدود.
وزير الداخلية الفرنسي أعلن أن السلطات المحلية في ستراسبورغ ستمنع المظاهرات من أجل إتاحة المجال لقوات الأمن لمطاردة المشتبه به في عملية إطلاق النار. إعتداء ستراسبورغ يأتي بعد سلسلة إعتداءات دامية شهدتها فرنسا خلال العقود الماضية...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Cegarra
هجوم دموي.. والفاعل غير معروف
انفجرت قنبلة شهر تشرين الأول/ أكتوبر1980 في معبد يهودي بباريس مّا أدى إلى مصرع 4 أشخاص وجرح 46. المُثير في القضية أنه لحد الآن، لم تحدّد العدالة الفرنسية منفذي الهجوم. حامت الشكوك حول حسان دياب، الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا في كندا، حيث جرى توقيفه عام 2008، ثم نقله إلى فرنسا. وبعد مسار مطول من التحقيق، أعلنت العدالة الفرنسية بداية 2018 أن الأدلة بحق دياب غير دامغة، وبالتالي أطلق سراحه.
صورة من: AFP/Getty Images
كارلوس.. الثعلب الإرهابي
شكّل الفنزويلي كارلوس، الملقب بالثعلب، كابوسا لفرنسا قبل اعتقاله عام 1994. وجهت له اتهامات بالضلوع في مقتل شرطيين عام 1975 بباريس، ثم هجوم آخر عام 1982 عبر تفجير قنبلة في قطار، ممّا أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 27. نهاية العام ذاته اتُهم بقيادة هجومين في محطة قطار مرسيليا وقطار TGV، انتهيا بمصرع 5 أشخاص وجرح 45. من دوافع هجماته رغبته بإطلاق سراح رفيقيه الألمانية ماغدالينا كوب والسويسري برونو بيرغيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
GIA تصل إلى فرنسا
خرجت عمليات الجماعة الإسلامية المسلحة GIA من الجزائر إلى فرنسا عام 1995، عندما تعرّضت هذه الأخيرة لثمانية هجمات، استخدمت فيها قنابل وأسلحة تقليدية أدت إلى مصرع 8 أشخاص وجرح 200 آخرين. الهجوم الأسوأ وقع في محطة سان ميشيل نوتردام بباريس، كما اغتيل إمام جزائري ومرافقه بباريس. أدت الهجمات إلى توتر في علاقات فرنسا بالجزائر، خاصة مع اتهامات بتورط أجهزة أمنية جزائرية في عمليات GIA.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
حتى الأطفال لم يسلموا من الإرهاب
أجهز محمد مراح على سبعة أشخاص، وثلاثة أطفال، فضلاً عن جرحه ستة آخرين، في ثلاث هجمات مختلفة، بمدينتي تولوز ومونتوبان شهر مارس 2012، أخطرها في مدخل مدرسة يهودية. أعلن "جند الخلافة" المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن الواقعة، غير أن الشرطة الفرنسية نفت أن تكون لمراح علاقة بأيّ تنظيم.
صورة من: Reuters
مجزرة شارلي إيبدو
مثلت بداية عام 2015 صدمة كبيرة للفرنسيين، إثر قيام ثلاثة مسلحين، هما الأخوين كواشي وأميدي كوليبالي، المرتبطين بتنظيم "داعش"، بقتل 27 شخصا. أول الهجمات كانت على مجلة شارلي إيبدو، حيث قتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من طاقم المجلة الساخرة. وبعدها قُتل أربعة في متجر يهودي من لدن كوليبالي، الذي كان يحتجز رهائن قبل تصفيته. قُتلت شرطية في مكان آخر، قبل محاصرة الأخوين كواشي في مطبعة.
صورة من: Reuters/Noble
حمام دم في باريس وسان دوني
نفذ "داعش" أسوأ هجوم إرهابي بفرنسا شهر نوفمبر 2015. مجموعة هجمات نفذها جهاديون في باريس وسان دوني. بدأت في ملعب فرنسا عبر تفجير 3 إرهابيين لأجسادهم، ثم جرى إطلاق النار على زبائن مقاهٍ ومطاعم، وكان الهجوم المروّع في مسرح باتكلان بإطلاق الرصاص على جمع من الناس. وصل عدد القتلى إلى 130 والجرحى إلى 413. تزعم المجموعة المنفذة عبد الحميد أبا عوض، مغربي- بلجيكي، وقد قُتل لاحقاً برفقة شركاء آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيس تنزف دما
يوم صيفي هادئ في نيس عام 2016 ينتهي بمجزرة. محمد لحويج بوهلال يقود شاحنة ثم يدهس جمعا من المدنيين، متسبباً في مقتل 86 شخصا وجرح 458، قبل الإجهاز عليه. تبنى "داعش" العملية، لكن الادعاء العام الفرنسي قال إن الهجوم منفرد. لم يعرف عن بوهلال، التونسي الجنسية، تدينه أو ارتباطه بالإسلام الراديكالي، ولم تعرف دوافعه وراء الهجوم الذي تسبّب باستمرار حالة الطوارئ بفرنسا بعدما كان من المقرر نهايتها.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
هجوم إرهابي في تريب
الجمعة 23 آذار/ مارس 2018 أدى حادث إرهابي آخر إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابة أربعة آخرين بجروح في هجمات نفذها مسلح قال إنه من تنظيم "داعش". المسلح احتجز رهائن في بلدة تريب بجنوبي غرب البلاد، قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلا. فيما أدعى التنظيم أن الفاعل أحد جنوده. والرئيس الفرنسي ماكرون يصف الهجوم بالـ"إرهابي" نفذه إسلامي متشدد.