مجلة ألمانية: التشرد يهدد طالبي اللجوء المرحلين إلى إيطاليا
٢٨ مايو ٢٠١٩
كشف مجلة ألمانية أن آلاف طالبي اللجوء الذين تتم إعادتهم إلى إيطاليا من دول أوروبية أخرى، ومنها ألمانيا، مهددون بالتشرد، فيما عدَّ خبراء إن ذلك "انتهاك للقانون الأوروبي"، داعين إلى إيقاف إرجاع طالبي اللجوء إلى إيطاليا.
إعلان
كشف تحقيق صحفي قامت به مجلة مونيتور الألمانية ونشر نهاية الأسبوع الماضي أن آلاف طالبي اللجوء الذين يتم إرجاعهم من دول أوروبية أخرى إلى إيطاليا ينتهي بهم المطاف في الشارع ليبقوا دون مسكن أو طعام أو رعاية صحية.
وذكر التحقيق أن طالبي اللجوء في إيطاليا يفقدون حقهم في الحصول على مسكن "بسهولة"، مشيراً إلى أنه وبموجب قانون في إيطاليا، فإن طالبي اللجوء يُحرمون من حق الحصول على مسكن عندما يتركون مراكز الإيواء الجماعية دون إبداء الأسباب.
ونقل التحقيق عن مجلة إيطالية أن ما لا يقل عن 40 ألف طالب لجوء فقدوا حقهم في الحصول على مسكن في عامي 2016 و2017، مضيفاً أن هذه الإحصائيات تشمل نصف المحافظات الإيطالية فقط.
وأشار التحقيق إلى أن حرمان طالبي اللجوء من حق الحصول على مكان للسكن مستمر حتى الوقت الحاضر ويؤثر أيضاً على الآلاف الذين تم إرجاعهم من ألمانيا.
وقال ماركو بيرتوتو، المتحدث باسم منظمة أطباء بلا حدود في إيطاليا: "لدينا دائماً المزيد من الأشخاص الذين ليس لديهم سكن وغير مشمولون بنظام الرعاية الصحية ولا يحصلون على الخدمات الأساسية".
من جانبه أكد خبير القانون الأوروبي في جامعة زارلاند، توماس غيغريش، في التحقيق الصحفي أن حرمان طالبي اللجوء من حق الحصول على مكان يأويه "انتهاك للقانون الأوروبي"، مشيراً إلى أن القانون الأوروبي ينص على منح طالبي اللجوء مكاناً للسكن والحصول الطعام والرعاية الطبية الأساسية على الأقل.
"انتهاك للقانون الأوروبي"
وأضاف غيغريش: "عندما يكون لدينا في إيطاليا وضع قانونيّ يؤدي إلى دفع مئات أو آلاف اللاجئين إلى التشرد ليصبحوا في ظروف منافية لكرامة الإنسان، عندها لا يُسمح لألمانيا أن تعيد أولئك الأشخاص إلى إيطاليا، إلى أن يتغير الوضع في إيطاليا".
لكن وزارة الداخلية الألمانية أشارت في جواب للتحقيق الصحفي أنها لا ترى ضرورة لتغيير قرارات المكتب الاتحادي حول إعادة طالبي اللجوء إلى إيطاليا، مشيرة إلى أن تطبق "مبدأ الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وكانت وزارة الداخلية الإيطالية قد قالت حول هذا الموضوع في وقت سابق "مع مراعاة الجهود التي تبذلها الحكومة الإيطالية للحد بشكل كبير من موجات الهجرة، فإن مرافق الإقامة مناسبة لاستيعاب جميع فئات الأشخاص المشمولين بإجراءات دبلن".
حياة المهاجرين البائسة في "كاستل فولتورنو" الإيطالية
في وقت سابق جسّدت مدينة "كاستل فولتورنو" الحلم بمستقبل أكثر إشراقا لهذه المنطقة المهملة في جنوب إيطاليا. أما اليوم فتواجه المدينة مشاكل كثيرة في مقدمتها الهجرة غير النظامية وقلة الخدمات العامة والحرمان منها.
صورة من: DW/V. Muscella
من حلم إلى بؤس
نشأت "كاستل فولتورنو" في الستينيات كمدينة ساحلية للطبقة الوسطى في منطقة نابولي. وقد امتدت لمسافة 27 كيلومترًا على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط، دون أي تخطيط حضري لها. عام 1980 أصبحت المدينة ملجأً للذين فقدوا مأواهم بسبب زلزال في منطقة إربينيا القريبة منها. مؤخرا تحول السياح إلى مناطق بحرية أخرى، فانهار الاقتصاد المحلي بالمدينة، إذ يوجد الآن 30 ألف غرفة خالية بالمنطقة.
صورة من: DW/V. Muscella
منزل لا احد يقوم بصيانته
تعد مدينة "كاستل فولتورنو" موطنًا لحوالي 40 ألف شخص. جاء كثيرون بينهم من أفريقيا جنوب الصحراء، وينحدر معظمهم من نيجيريا وغانا. يعود وجود المهاجرين هنا إلى ثمانينيات القرن العشرين، عندما قدم الأفارقة طلباتهم للعمل في مزارع الطماطم.
صورة من: DW/V. Muscella
اقتصاد جديد
تتمتع "إستر" بموهبة لتصفيف الشعر والمكياج، لهذا افتتحت من فترة قريبة صالونها الخاص. وقد اعتمد آخرون أمثالها بشكل رئيسي في حياتهم على المتاجر الصغيرة والمطاعم ومحلات الهواتف المحمولة كذلك. وهكذا أنشأت مجموعات إفريقية اقتصادها الخاص هنا بسبب غياب الخدمات والفرص الاقتصادية.
صورة من: DW/V. Muscella
"ما زلت أتسول"
اسمه إسرائيل، جاء من نيجيريا، تم رفضه في العديد من الوظائف بسبب عدم استكماله للأوراق الخاصة بذلك. بعد مرات عديدة من مراجعة مكتب اللاجئين تم منحه حق الإقامة لغاية عام 2021. ومع ذلك ظل عاطلا عن العمل. انتهى به المطاف في كاستيل فولتورنو بعد البحث عن مكان رخيص للعيش فيه.
صورة من: DW/V. Muscella
موطن الجريمة المنظمة
هذه المنطقة أُثبت مرات عديدة أنها أرض خصبة لا تساع نطاق الجريمة المنظمة الممتدة من مدينتي نابولي وكاسيرتا القريبتين. في 18 سبتمبر/ أيلول 2008 قتلت "مافيا كازاليزي" ستة مهاجرين أفارقة لتؤكد بذلك سيطرتها على المنطقة. حينها تم اختيار الضحايا عشوائيا دون أن يكون لهم صلة بالجهات التي تقوم بجرائم تجارة المخدرات.
صورة من: DW/V. Muscella
بيوت لأنشطة متنوعة
البيوت لأعمال متنوعة هي شقق خاصة عبارة عن مطاعم وأماكن للتجمع وأيضا بيوت للدعارة. يأتي الرجال الأفارقة إلى هنا لتناول وجبة معينة أو مشروب وتدخين السجائر، كما يأتي الكثيرون لممارسة الجنس مع بائعات الهوى.
صورة من: DW/V. Muscella
أحلام لا تتحقق
ج.، عمرها 26 عاما، من ولاية دلتا في نيجيريا وصلت إلى إيطاليا قبل عام. كان حلمها إكمال تعليمها في إيطاليا، لكن انتهى بها الأمر في إحدى البيوت المتصلة في قلعة فولتورنو. وفقا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، فإن 11 ألف امرأة نيجيرية وصلت إلى الشواطئ الإيطالية عام 2016. وقد انخفض الرقم إلى 5 آلاف في عام 2017، لكن ما تزال النيجيريات من بين الجنسيات الأكثر قدوما إلى إيطاليا.
صورة من: DW/V. Muscella
"أحدهم يصرخ سبحان الله"
شهدت السنوات العشرين الأخيرة ارتفاعا في عدد كنائس حركة الخمسينيين، التي يمكن العثور على معظمها في مبان مهجورة ومهدمة. حاليا، يوجد حوالي 30 كنيسة في منطقة فولتورنو.
صورة من: DW/V. Muscella
"الله وحده يريد مساعدتنا"
يحتفل القساوسة بمزيج من اللهجة الإنجليزية والإيطالية ويقومون بجميع أنواع العلاج، بما في ذلك طرد الأرواح الشريرة.
صورة من: DW/V. Muscella
أمل جديد
ب. كانت ضحية اتجار بالبشر. أوتي بها إلى فولتورنو في عام 2004. وقد طلبت المساعدة من جمعية "نيو هوب" (أمل جديد) الخيرية في كاسيرتا، التي تعمل على تعليم ضحايا الاتجار بالبشر وتدريبهم مهنيا، ليصبحوا خياطين مثلا. اليوم، هي متزوجة وسعيدة بذلك، كما أنها أم لطفلين.
صورة من: DW/V. Muscella
الجيل الثاني يطارد الفرصة
أسس اللاعب السابق ماسيمو أنتونيلي فريق تام لكرة السلة " TAM TAM Basketball" كأداة للاندماج في مكان توجد فيه أنشطة اجتماعية قليلة للمراهقين. في نهاية عام 2017 أطلق الفريق حملة للعب في الدوري الإيطالي الرسمي. وبعدها وافق البرلمان على مشروع قانون تغيير اللوائح الرياضية، بحيث يسمح لجميع الأطفال الذين ولدوا في إيطاليا لأولياء أمور مهاجرين دخول المنافسة.
صورة من: DW/V. Muscella
الحلم بالمستقبل
ترعرع فيكتور (14 عاما) وفابيان (12 عاما) بمدينة "كاستل فولتورنو" في كنف عائلات نيجيرية. بالرغم من المشاكل الكثيرة التي يعانون منها في مسقط رأسهم، إلا أنهم يعتبرونه مكانا جميلا. كلاهما يريدان أن يصبحا لاعبي كرة سلة محترفين، كما أن فيكتور لديه اهتمامات بالإلكترونيات واللوجستيات أيضا. ويقول: "سأنتقل من هنا. المكان جميل، لكن لا توجد به وظائف على الإطلاق". إعداد: فاليريو موسسيلا/ مريم مرغيش.