مجلة "غازيله": نافذة على عالم المرأة المهاجرة في ألمانيا
٢ مارس ٢٠٠٧تزخر رفوف المكتبات ومتاجر بيع الصحف والمجلات في ألمانيا بعدد كبير من المجلات النسائية، لكن قلما يجد المرء تلك المجلات التي تولي اهتماما بقضايا المرأة المهاجرة في ألمانيا بالحجم الذي يليق بها. وظلت مشكلات هذه الشريحة الاجتماعية وتطلعاتها لمدة طويلة في انتظار من ينقب عن أسرارها ويكشف عن واقعها بأسلوب وصور جديدة وبطابع واقعي يأخذ على عاتقه دحض العديد من الصور النمطية المقترنة بها. غير أن غياب هذا النوع من المجلات استرعى اهتمام فتاة مغربية تدعى زينب المصرار التي ترعرعت في أحضان المجتمع الألماني، ما دفعها إلى القيام بإصدار مجلة نسائية جديدة تحمل عنوان "غازيله" أو ما يعني باللغة العربية الغزالة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الناشرة قصدت أن لا تحمل مجلتها أحد أسماء النساء مثلما جرت عليه العادة في المجلات النسائية وفضلت أن يكون عنوان مجلتها اسما آخر يحمل دلالات ثقافية طريفة. فقد وجدت في اسم "الغزال" ما يحمل من نفحات الشرق، فمعظم الرجال هناك يدعون زوجاتهم باسم الغزال من باب اللطف.
مجلة نسائية تراعي تعدد الثقافات والاهتمامات
لقد وجدت زينب المصرار، ناشرة المجلة، في الكثير من المجلات النسائية التي تباع في ألمانيا ما يثير فضولها واهتمامها. غير أنها وبعد مرور خمسين عاما على أولى موجات الهجرة القادمة من إيطاليا وتركيا واليونان إلى ألمانيا، رأت أنه قد حان الأوان من أجل إصدار مجلة نسائية متعددة الثقافات يتم فيها معالجة عدد من قضايا النساء من زوايا مختلفة. ومنذ صدور الأعداد الأولى للمجلة سُجل اهتمام ملحوظ من قبل النساء المهاجرات اللواتي أبدين اهتماما كبيرا بمواضيع المجلة الجديدة. ولا عجب في ذلك، إذ إن المجلة جاءت بالفعل لتسد فجوة لم تستطع المجلات النسائية الأخرى في ألمانيا سدها، خصوصا إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار بأن "تلك المجلات طالما تصور النساء اللواتي ينتمين إلى محيط متعدد الثقافات بصورة سلبية أو يتم تجاهلهن بالكامل"، على حد تعبير زينب المصرار.
ومن ناحية أخرى، لا يوجد للمجلة قسم تحرير خاص بها، فهي تدير الشؤون التحريرية للمجلة من غرفة صغيرة بمنزلها في مدينة دورتموند، حيث تجري اتصالات مع كاتبات المجلة المقيمات في ألمانيا وخارجها عن طريق الهاتف أو الشبكة العنكبوتية. ولقد واجهت في بادئ الأمر صعوبات في الحصول على مساعدين، لكن بفضل إلحاحها الشديد ورغبتها الأكيدة استطاعت زينب أن تكون فريق تحرير للمجلة يتناول مسألة التعددية الثقافية ليس بمنظور إيجابي فحسب، بل وبمنظور نقدي أيضا.
موضوعات طريفة وساخنة
لعل ما يسترعي اهتمام قراء مجلة "غازيله" الاهتمام الكبير الذي توليه هذه المجلة لموضوعات الأسرة والشراكة الزوجية والصحة وعالم الأناقة والأزياء. كما أنها تعالج موضوعات مثل جرائم الشرف في الأردن أو حظوظ المرأة المهاجرة في الصعود الوظيفي أو آخر صيحات الأناقة في المغرب. هذا بالإضافة إلى معالجة قضايا تعد في العالم العربي من المحرمات، الأمر الذي جعل هذه المجلة تلقى قبولا كبيرا لدى العديد من النساء.