مجلس أوروبا يطلب توضيح دور خفر سواحل اليونان في كارثة الغرق
٢٨ يوليو ٢٠٢٣
عبّرت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا عن قلقها من أن يكون دور خفر السواحل في مأساة غرق سفينة المهاجرين قد تمّ "التقليل من شأنه"، وطالبت بضمان أن تحترم اليونان التزاماتها الدولية في مجال عمليات البحث والإنقاذ.
إعلان
دعا مجلس أوروبا، الذي يراقب وضع حقوق الإنسان في القارة الأوروبية، اليونان إلى توضيح الدور الذي لعبه حرس الحدود في حادث غرق المهاجرين الذي أدّى إلى مقتل المئات في منتصف حزيران/يونيو.
في رسالة إلى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، نُشرت الجمعة (28 يوليو/تموز 2023)، عبّرت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش عن قلقها من أن يكون دور خفر السواحل "في هذه المأساة" قد تمّ "التقليل من شأنه".
ومجلس أوروبا مسؤول عن ضمان احترام الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان من قبل 46 دولة أعضاء.
وكتبت مياتوفيتش في رسالتها المؤرخة في 19 تموز/يوليو أن التحقيقات التي فتحتها السلطات اليونانية "لا يمكن أن تقتصر على دور المهرّبين المفترضين ويجب أن توضح مسؤوليات الجميع، بمن فيهم جهاز خفر السواحل الذي شكك العديد من الناجين في دوره في الغرق".
وأضافت "حادثة غرق 14 حزيران/يونيو ليست حادثة معزولة"، متابعة "أطلب منكم ضمان أن تحترم اليونان التزاماتها الدولية في مجال عمليات البحث والإنقاذ". ودعت المسؤولة الأوروبية أثينا إلى العثور على جثث الضحايا وتحديد هوياتهم ودفنهم وضمان استضافة الناجين وطلبات اللجوء الخاصة بهم.
اليونان ترفض الانتقادات
وردًا على رسالة مياتوفيتش، قال وزير الهجرة اليوناني ديميتريس كايريديس في رسالة إن تحقيقًا في دور خفر السواحل قد فُتح، مؤكدًا أنهم أنقذوا نحو 245 ألف مهاجر منذ العام 2015. ورفض الانتقادات التي اعتبرها "ذات دوافع سياسية خفية" والصادرة بحسب قوله من "مدافعين عن سياسة الحدود المفتوحة".
يذكر أنه في ليل 13-14 حزيران/يونيو، غرقت سفينة صيد قديمة ومكتظّة بالمهاجرين قبالة اليونان، وكان على متنها 750 شخصًا تقريبًا نجا منهم نحو مئة، وانتُشلت 82 جثة فقط، وغرق المئات، فيما عُدّ واحدة من أكثر حوادث تحطم السفن دموية في أوروبا في السنوات الأخيرة.
وبدأت محاكمة تسعة مصريين موقوفين بتهمة تهريب المهاجرين في إطار التحقيق في حادث الغرق. وأجرت المحكمة البحرية اليونانية أيضًا تحقيقًا حول دور خفر السواحل الذين يتهمهم ناجون بأنهم لم يبادروا إلى إنقاذهم وبأنهم تسببوا حتى بغرق السفينة من خلال محاولة جرّها بحبل.
وأعلنت هيئة مراقبة الحقوق في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء (26 يوليو/ تموز 2023) فتح تحقيق في الحادث، وما إذا كانت وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) التابعة للاتحاد قد أوفت بواجبات الإنقاذ عند غرق السفينة
ونهاية حزيران/يونيو، أكّدت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" أنها لم تتلقّ "أي ردّ" عندما عرضت دعمًا جويًا للسلطات اليونانية قُبيل انقلاب السفينة. وقالت فرونتكس إنها ستتعاون مع التحقيق. وأضافت في بيان "فرونتكس ترى أن إنقاذ الأرواح في البحر هو أحد أدوارها الأساسية وتقدم كل الدعم اللازم للسلطات الوطنية عند الحاجة".
وتلقت فرونتكس المزيد من الأموال والصلاحيات حيث يضغط التكتل للحد من الزيادة المفاجئة في عدد الوافدين عن طريق البحر للأشخاص الفارين من الحروب والفقر في المناطق الأقل ثراء في العالم.
ع.ح/ف.ي (رويترز ، أ ف ب)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو