دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف اليمنية إلى تسريع محادثات السلام، وإعادة فتح الموانئ للتجارة والمساعدات. وأعرب عن قلقه من انتهاكات الهدنة. وميدانيا وقعت صدامات اليوم بين الحوثيين والجيش في تعز قتل فيها وجرح العشرات.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
إعلان
أعرب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء (23 ديسمبر/ كانون الأول 2015) عن القلق من انتهاكات الهدنة في اليمن ودعا جميع الأطراف اليمنية إلى مواصلة وتسريع المشارورات السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة، وتهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين المدعومين من إيران.
وأصدر المجلس المؤلف من 15 دولة بيانا أكد فيه على "ضرورة أن يؤدي وقف الأعمال الحربية والامتثال لقرارات مجلس الأمن إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار." وطالب أعضاء مجلس الأمن أيضا بإعادة فتح الموانئ للتجارة ووصول المساعدات "من دون تأخير"، فيما يبدو انتقادا للحصار الذي يفرضه التحالف العربي، الذي تقوده السعودية لدعم القوات الحكومية.
وكانت أول جولة في محادثات السلام قد تأجلت الأحد الماضي، وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الطرفين سيلتقيان مجددا في 14 من يناير كانون الثاني 2016. ووافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على هدنة مدتها سبعة أيام قابلة للتجديد تحت رعاية الأمم المتحدة وبدأت يوم 15 من ديسمبر لكنها تعرضت للانتهاك مرارا.
مواجهات في تعز ومقتل العشرات
وفي اليمن ذاته قتل تسعة مسلحين من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح، وجرح 13 آخرون، اليوم الأربعاء في مواجهات دارت مع قوات الجيش الوطني و"المقاومة الشعبية" بمحافظة تعز. وقالت مصادر في "المقاومة الشعبية" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن المسلحين الحوثيين وقوات صالح شنوا هجوما عنيفا على مواقع المقاومة بمديرية حيفان جنوب تعز في محاولات للتمركز في مواقع جديدة، مؤكدة تصدي رجال الجيش والمقاومة لذلك الهجوم. وبحسب المصادر، أسفر الهجوم عن مقتل عشرة من رجال الجيش و"المقاومة" وجرح 22 آخرين.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر طبية يمنية، أن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح 17 آخرون جراء القصف "العشوائي"، الذي شنه الحوثيون وقوات صالح على الأحياء السكنية. واستهدف القصف حسب المصادر ذاتها، أحياء الأربعين والثورة والشماسي وثعبات والدحي والحصب والكشار والاقروض والمسراخ بمدينة تعز.
ص.ش/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.