مجلس الأمن الدولي يبحث إرسال بعثة مراقبة جديدة إلى اليمن
٩ يناير ٢٠١٩
يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث اقتراح الأمين العام للمنظمة الدولية إرسال بعثة مراقبين دوليين جديدة لليمن للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة، فيما استبعدت الخارجية اليمنية أي مفاوضات جديدة مع الحوثيين.
إعلان
من المتوقع أن يبحث مجلس الأمن الدولي اليوم (الأربعاء التاسع من يناير/ كانون الثاني 2019) اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القاضي بإرسال لجنة جديدة تضم 75 مراقبا إلى اليمن، يساندهم عناصر إداريون وأمنيون.
وأوضح مصدر مطلع أن البعثة "ستراقب احترام الطرفين لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار المتبادلة للقوى الموجودة في مدينة الحديدة وفي مرفأيها الصليف ورأس عيسى"، تطبيقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها في كانون الأول/ ديسمبر في السويد.
وسيقوم الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال الاجتماع بعرض تقرير حول الوضع في هذا البلد ونتيجة المحادثات التي أجراها مؤخرا. وزار غريفيث في نهاية الأسبوع صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ثم التقى الاثنين في السعودية قادة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك في إطار جهوده الرامية لتسريع تطبيق اتفاقات السويد، خصوصاً تلك المتعلّقة بمدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية والأساسية لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى ملايين اليمنيين.
وشكّلت الحديدة أبرز نقاط المفاوضات التي جرت في السويد، وكانت على مدى أشهر الجبهة الأبرز في الحرب اليمنية. لكنّ المدينة يسودها هدوء حذر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 كانون الأول / ديسمبر.
ويأمل غريفيث أن يتمكّن بحلول كانون الثاني / يناير الجاري من أن يجمع طرفي النزاع، على الأرجح في الكويت، لاستكمال المفاوضات التي بدأت في السويد.
وبموجب الاتّفاق، على الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية وحلفائها، أن ينسحبوا كلياً من المنطقة وأن يعيدوا انتشارهم في مواقع أخرى اتفق عليها. ويسيطر الحوثيون على الحديدة وعلى العاصمة صنعاء منذ نهاية 2014.
وتنشر الأمم المتحدة في الوقت الحاضر فريقا صغيرا من 16 مراقبا دوليا في اليمن بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، بموجب قرار صدر الشهر الماضي بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. ومن المفترض أن تتخذ الأمم المتحدة قرارا بشأن بعثة المراقبين الجديدة بحلول 20 كانون الثاني / يناير، وهو تاريخ انتهاء مهمة لجنة المراقبة.
اليمن- جوع وقحط وأوبئة بسبب الحصار
دعت الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصارالمفروض على اليمن بسبب تدهور الوضع الإنساني، كما حثت بريطانيا حليفتها المملكة العربية السعودية على تخفيف الحصار ما يظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذا البلد الفقير. ملف صور لليمن الحزين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
الحصار يفاقم الأزمة
فاقم الحصار الذي فُرض على اليمن من الأزمة ولم يتمكن العاملون بالإغاثة من الدخول إلى البلد و إيصال شحنات الغذاء والامدادات، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أكثر من 60 بالمئة في صنعاء. وقال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن إنّ ندرة الوقود تعني توقف المولدات التي تضخ المياه النظيفة للأسر، وتضيء المدارس وتحافظ على المستشفيات كما أنه مهم لنقل ما تبقى من غذاء في اليمن.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
مسؤولية التحالف
ودعت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية إلى رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار وفي هذا الصدد قال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن أنه "إن لم تتحرك جميع أطراف النزاع ومن في ايديهم قرار الحرب، فإن التاريخ سيحاسب هذه الدول الخمس بأنها إما كانت متواطئة أو مسؤولة عن القتل غير المبرر لآلاف المدنيين في اليمن".
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
مطالب برفع كامل للحصار
من جانبه دعا مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى رفع كامل للحصار المفروض على اليمن، وقال لوكوك" هذا الحصار رفع جزئياً لكن ليس بالكامل. يتعين رفعه بالكامل لتجنب حدوث مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد لها العالم مثيلاُ منذ عقود".
صورة من: Reuters/K. Abdullah
التحالف يخفف الحصار جزئياً
التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى خفف الحصار هذا الأسبوع متيحاً لللسفن ايصال المساعدات والغذاء إلى ميناء الحديدة والصليف على البحر الأحمر، بالإضافة إلى هبوط طائرات إغاثة في مطار صنعاء لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق التحالف بقيادة السعودية المنافذ اليمنية رداً على صاروخ أطلقه الحوثيون على الرياض.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
نحو نصف المعونات الأممية لعام 2018 لسوريا واليمن
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستخصص للحربين في سوريا واليمن حوالي نصف المبلغ الذي تعتزم إنفاقه على معونات الأزمات الإنسانية لعام 2018 والذي يقدر بـنحو 22.5 مليار دولار. كما سيتم تخصيص 2.5 مليار دولار للحرب الدائرة في اليمن، والتي تصنفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
صورة من: Reuters
الحصار بسبب الصواريخ؟
واستخدم التحالف بقيادة السعودية الهجوم الصاروخي الذي وقع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر2017 لتبرير حصار اليمن، الذي دام لأسابيع مؤكداً ضرورة ذلك لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين من إيران.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
صورايخ الحوثيين تبدو إيرانية
وأشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إلى أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام تبدو من تصميم وتصنيع إيران. من جهتها نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة ولم تعلق لدى الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تقرير مراقبي الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters
ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار
في خطوة تُوضح حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن، حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية عقب لقائها القادة السعوديين في الرياض على تخفيف الحصار المفروض على اليمن بشكل عاجل لتجنب كارثة انسانية، كما جاء في البيان الحكومي البريطاني الذي صدر في الـ 30 تشرين/ نوفمبر2017.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
اتهام التحالف
البيان الحكومي البريطاني نصّ على أن "الجانبين البريطاني والسعودي اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة". في المقابل تتهم منظمات إنسانية التحالف البريطاني السعودي بالتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال عمليات القصف التي يقوم بها التحالف على اليمن.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تفشي المزيد من الأوبئة
ويسير الوضع الإنساني في اليمن من سيء إلى أسوأ، بسبب انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع حدة المجاعة في البلاد. فبعد تفشي وباء الكوليرا الذى راح ضحيته أكثر من ألفي شخص، يحصد مرض الديفتيريا أرواح اليمنيين، خاصة الأطفال منهم. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/K. Abdullah
10 صورة1 | 10
من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أنه لن تكون هناك جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لتنفيذ اتفاق السويد أولا. وتابع أن حكومة بلاده طالبت الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن بممارسة ضغوط على غريفيث والجنرال باتريك كومارت، رئيس لجنة إعادة الانتشار، لتنفيذ "اتفاق ستوكهولم".
ووافق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال اجتماعه مساء أمس بالمبعوث الأممي على تمديد فترة اتفاق الحديدة، على أن يتم وضع برنامج زمني جديد لإتمام الاتفاق. ولفت اليماني إلى أن اجتماعاً مطولاً عقد مع الدول الراعية للعملية السياسية جرى خلاله توضيح صورة ما يجري من تطورات في الحديدة، كما جرى تسليمها محاضر وملخصات وتقارير ميدانية واردة من الحديدة لانتهاكات المسلحين.
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في آذار/مارس 2015 مع تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في البلد. ومنذ ذلك الحين، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الفعلي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك، بينما يواجه نحو 14 مليون من السكان خطر المجاعة.