مجلس الأمن يدين العنف في السودان ويطالب بوقفه فورا
١٢ يونيو ٢٠١٩
في بيان شديد اللهجة، مجلس الأمن الدولي يدين أعمال العنف ضد المدنيين بالسودان ويطالب المجلس المجلس العسكري وقوى المعارضة الى إيجاد حلٍّ توافقي للأزمة. ويتزامن ذلك مع إعلان قوى الاحتجاج تعليق العصيان المدني مؤقتا.
إعلان
في بيان صدر عقب اجتماع في نيويورك، أدان مجلس الأمن الدولي الثلاثاء (11 يونيو/حزيران) بشدة أحداث العنف الأخيرة في السودان، موجها الدعوة الى المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج للعمل معا لإيجاد حل للأزمة. وطالب المجلس في البيان، الذي صدر بالإجماع، بوقف العنف بشكل فوري ضد المدنيين، كما شدد على أهمية الحفاظ على حقوق الانسان.
ودعا مجلس الأمن جميع الأطراف إلى "الاستمرار بالعمل معا من أجل ايجاد حل توافقي للأزمة الحالية"، معربا عن دعمه للجهود الدبلوماسية التي تقودها أفريقيا. كما شدد على أهمية احترام حقوق الإنسان وضمان حماية كاملة للمدنيين وكذلك المساءلة والعدالة.
ويأتي هذا النداء من القوى الكبرى في العالم بعد أسبوع على منع روسيا والصين لمسودة بيان مشابهة حول الأزمة السودانية. ويقول دبلوماسيون إن مسودة البيان، التي وضعتها البحرين وألمانيا، جوبهت بمعارضة من الصين وروسيا، اللتين رفضتا إصدار إدانة، لكن في النهاية تمت الموافقة على لهجة البيان القوية.
عودة إلى المفاوضات
وقتل أكثر من مئة شخص في فض اعتصام أمام قيادة الجيش في الخرطوم، وفق لجنة الأطباء المركزية، لكن المسؤولين الرسميين يقولون إن الحصيلة أقل بكثير. وعليه توقفت المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاجات بسبب خلافات تتمحور حول هوية رئيس الهيئة الانتقالية الحاكمة الجديدة، وما اذا كانت ستكون مدنية أم عسكرية.
وبعد وساطة أثيوبية وافق قادة حركة الاحتجاج أمس الثلاثاء على إنهاء العصيان المدني الذي دام يومين، واستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري.
وتدعم الأمم المتحدة الاتحاد الإفريقي في محاولته إعادة الخرطوم الى سكة الحكم المدني. وسيبحث مجلس الأمن يوم الجمعة الأزمة السودانية خلال اجتماع يتم التركيز فيه على مهمة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي "يوناميد" في دارفور.
وسيصل تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون إفريقيا إلى الخرطوم هذا الأسبوع بهدف اجراء محادثات حول الأزمة السودانية.
كلوني يدعو لضغوط مالية على الخرطوم
ومن جانبه ناشد الممثل الأميركي جورج كلوني الملتزم جدا بقضايا السودان ودارفور خصوصا، المجتمع الدولي الضغط ماليا على المجلس العسكري الحاكم في السودان أملا بتغير موقفه من المتظاهرين.
وقال كلوني في مقال مع الناشط الأميركي في مجال حقوق الإنسان جون برندرغاست نشر في صحيفة "بوليتيكو" إن العسكريين الحاكمين خائفون من أنهم سيكونون الطرف الخاسر في حال التوصل إلى اتفاق "بعدما نهبوا البلاد من دون أي عقاب مدة 30 سنة".
ص.ش/و.ب (أ ف ب، د ب أ)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج