مجلس الأمن يدين بالإجماع الضربات في قطر دون ذكر اسم إسرائيل
خالد سلامة أ ف ب، أ ب
١١ سبتمبر ٢٠٢٥
أدان مجلس الأمن الهجوم الذي شُن مؤخرا على العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء البالغ عددها 15 ومن بينها الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع الضربات التي تعرضت لها قطر، في إشارة الى استهداف إسرائيل قادة حماس في الدوحة، من دون أن يأتي على ذكر الدولة العبرية بالاسم.صورة من: Selcuk Acar/Anadolu/picture alliance
إعلان
دان مجلس الأمن الدولي الخميس (11 أيلول/سبتمبر 2025) الضربات التي تعرضت لها قطر، في إشارة إلى استهداف إسرائيل قادة حماس في الدوحة، من دون أن يأتي على ذكر الدولة العبرية بالاسم.
وفي البيان الذي يتطلب موافقة كل أعضاء المجلس، بما في ذلك الولايات المتحدة الحليفة الوثيقة لإسرائيل، أعربت الدول الـ15 عن "إدانتها للضربات الأخيرة على الدوحة، وهي أرض وسيط محوري" في جهود التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مؤكدة "دعمها سيادة قطر وسلامة أراضيها".
وشدد أعضاء المجلس على "أهمية خفض التصعيد"، معربين عن "تضامنهم مع قطر" ومؤكدين "دورها الحيوي إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في جهود الوساطة في المنطقة".
وأكد المجلس الذي يعقد جلسة علنية بشأن هذه الضربات، أن "إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم أولئك الذين قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، يجب أن يظلا الأولوية القصوى".
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
قطر تتهم إسرائيل بعرقلة جهود إنهاء الحرب في غزة
من جانبها أعتبرت قطر أن هجوم إسرائيل على قيادات حماس في الدوحة انتهاكا لسيادتها، واتهمت إسرائيل في الأمم المتحدة اليوم بمحاولة عرقلة جهود إنهاء الحرب في غزة من خلال مهاجمة قادة حماس في الدوحة.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمام مجلس الأمن أن القادة الإسرائيليين لا يأبهون بحياة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.
وأكد رئيس الوزراء القطري أنّ بلاده التي تؤدّي دور وساطة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ستواصل دورها "الدبلوماسي".
وحاول سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الأربعاء تبرير الضربات بقوله "نحن لا نتصرف دائما وفق ما يخدم مصالح الولايات المتحدة. نحن ننسّق معهم، وهم يقدّمون لنا دعما كبيرا، نقدّر ذلك، ولكن أحيانا نتخذ قرارات ونُبلغ الولايات المتحدة بها لاحقا". وأضاف في تصريح إذاعي "الهجوم لم يستهدف قطر، بل كان هجوما على حماس".
ومنذ هجوم حماس غير المسبوق إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وما أعقبه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، ظل مجلس الأمن عاجزا إلى حد كبير عن اتخاذ أي إجراء بسبب الاستخدام المتكرر لحق النقض وخاصة من جانب الولايات المتحدة.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه انتقاداً نادراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الغارات الجوية التي استهدفت قادة حركة حماس في قطر الثلاثاء، حيث لم يخف عدم ارتياحه للضربة .
تحرير: عبده جميل المخلافي
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م