مجلس الأمن يستعد لتشديد العقوبات وأحمدي نجاد يهدد
٨ يونيو ٢٠١٠
توقع دبلوماسيون غربيون في نيويورك أن يتخذ مجلس الأمن الدولي الأربعاء (09 يونيو/حزيران 2010) قرارا يقضي بتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. واستنادا إلى نفس المصادر فإنه يرجح أن يصوت 12 من أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر لصالح مشروع قرار، وضمنهم الأعضاء الخمس الدائمين في المجلس. ويتوقع بالمقابل أن تصوت كل من تركيا والبرازيل ولبنان ضد مشروع القرار.
وأكدت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة للصحافيين مساء أمس في نيويورك أن مشاورات أخرى ستجري اليوم الثلاثاء في مجلس الأمن ولم تستبعد إجراء تصويت على القرار خلال هذا الأسبوع. وكان مجلس الأمن قد بدأ أمس، بناء على طلب تركيا والبرازيل، مشاورات حول المخرج من أزمة البرنامج النووي الإيراني بعد مرور خمس أشهر على المفاوضات.
مشروع لقرار مجلس الأمن بتشديد العقوبات
ويتضمن مشروع القرار الذي تجري حوله مشاورات في مجلس الأمن الدولي، تدابير جديدة تقضي بتشديد العقوبات على إيران، وتشمل البنوك الإيرانية في الخارج وخصوصا التي يشتبه في تمويلها للبرنامج النووي أو برامج تطوير الصواريخ الباليستية. ويركز مشروع القرار على العمليات المالية والتجارية التي تتم لحساب الحرس الثوري الإيراني، وذلك بهدف توسيع الحظر على الأسلحة لإيران الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وكشف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في اسطنبول انه تم "التوصل عمليا" إلى اتفاق على مشروع قرار دولي يقضي بفرض عقوبات على إيران. وأوضح بوتين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، على هامش قمة حول الأمن في آسيا، "لقد عملنا كثيرا ونحن نعتقد انه تم التوصل عمليا إلى اتفاق. وأضاف بحسب ما أوردت وكالة ايتار- تاس "إن وجهة نظرنا هي أن هذه القرارات يجب أن لا تكون مفرطة في التشدد ويجب أن لا تسمح بزج الشعب الإيراني في وضع صعب قد يؤدي إلى نشوء عقبات على طريق استخدام سلمي للطاقة النووية".
وكان الرئيس الروسي دمتري ميدفيدف قد أوضح نهاية الأسبوع الماضي خلال لقاء عقده مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قرب العاصمة برلين، أن هنالك تقاربا في اتجاه اتخاذ عقوبات جديدة ضد إيران.
احمدي نجاد يهدد بوقف التفاوض
من جهته هدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعدم موافقة بلاده على إجراء محادثات جديدة حول برنامجها النووي في حال أتخذ مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة ضدها. وقال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي اليوم في اسطنبول على هامش مؤتمر للأمن في آسيا، "لقد قلت إن الحكومة الأميركية وحلفاءها يخطئون اذا اعتقدوا أن بإمكانهم التلويح بمشروع القرار ثم الجلوس لإجراء محادثات معنا، مثل هذا الأمر لن يحصل".
وقال الرئيس الإيراني"سنتناقش مع كل العالم" داعيا إلى " الاحترام والعدل"، وحث القوى الغربية على قبول اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي تم التوصل إليه مع تركيا والبرازيل، وقال نجاد بشأنه" إن هذا الاتفاق يشكل فرصة للحكومة الأميركية وحلفائها.. آمل أن يستفيدوا منها، الفرص لن تتكرر".
ويذكر أن البرازيل وتركيا توصلتا الشهر الماضي مع إيران إلى اتفاق تقوم بموجبه هذه الأخيرة بنقل 1200 كيلوغراما من اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى تركيا لمبادلته بوقود نووي عالي التخصيب تقدمه روسيا وفرنسا لمفاعل طهران للأبحاث. بيد أن القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تلقت هذا الاتفاق بفتور.
وعلى صعيد آخر كشف سيرغي كيرينكو مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية (روساتوم) اليوم أن روسيا وإيران ستستثمران معا أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر الذي يفترض أن يبدأ العمل أواخر صيف 2010. ونقلت وكالة انترفاكس عن المسؤول الروسي قوله" بما أن هذا البلد(إيران) يبدأ لتوه باستخدام الطاقة النووية المدنية ولا يملك بعد الخبرة لاستثمار مثل هذه المنشأة، فقد اتفقنا على أن يعمل خبراؤنا معا في إطار شركة مختلطة" مشيرا أن الجانبين اتفقا على الاستثمار المشترك لبضع سنوات في المفاعل الذي انتهى بناؤه رسميا في شباط/فبراير الماضي وسلمت روسيا إيران الوقود النووي اللازم لتشغيله.
(م.س/رويترز/د.ب.أ/ ا.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي