مجلس الأمن يكتفي بالتعبير عن القلق ولا يتطرق للهجوم التركي
١٦ أكتوبر ٢٠١٩
للمرة الثانية يجتمع مجلس الأمن لاتخاذ قرار حول الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا. بيد أنه، وبعد أن أخفق في اتخاذ موقف موحد، اكتفى ببيان مقتضب يعبر عن القلق ويحذر من مخاطر هروب الجهاديين دون التطرق للهجوم التركي.
مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة كيلي كرافت.صورة من: UN Security Council Chamber/Cia Pak
إعلان
مسائية DW: خطر هروب "داعشيين" إلى العراق.. كيف تتعامل معه بغداد؟
14:20
This browser does not support the video element.
حذر مجلس الأمن في بيان صدر بالإجماع اليوم الأربعاء (16 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) من خطر فرار السجناء الجهاديين في سوريا. وجاء في البيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ من مخاطر أن يتفرق إرهابيون من مجموعات حددتها الأمم المتحدة ومن بينها داعش". بيد أن البيان لم يدعُ إلى وقف العملية التركية في شمال سوريا.
وأعرب جميع أعضاء المجلس الـ15 بمن فيهم روسيا، الطرف الفاعل في النزاع، عن "قلقهم البالغ من تدهور الوضع الإنساني" في شمال شرق سوريا. كما اتفق الجميع في بيانهم المقتضب على خطر قيام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بتجميع صفوفه، بحسب ما ذكر سفير غربي طلب عدم الكشف عن هويته.
واتفق مندوبو الدول الأعضاء بالمجلس على هذا البيان بعد اجتماع مغلق، هو الثاني منذ بداية العملية التركية التي أجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح وأثارت تساؤلات بشأن مصير الآلاف من مقاتلي "داعش" في السجون الكردية.
وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة كيلي كرافت بعد اجتماع المجلس إن الولايات المتحدة دعت تركيا إلى "التوقف عن تقويض الحملة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية والتوقف عن تعريض المدنيين للخطر وعن تهديد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ووقف عمليتها وإعلان وقف فوري لإطلاق النار".
وقالت الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس، وهي: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا، في بيان مشترك اليوم الأربعاء بعد اجتماع مجلس الأمن "نأسف بشدة لعدم استجابة تركيا حتى الآن لهذه المناشدات المتكررة من حلفائها". وأضاف البيان أن العملية العسكرية التركية تقوض استقرار وأمن المنطقة كلها، وهو ما يؤدي لمزيد من المعاناة للمدنيين ونزوح عدد أكبر منهم".
وتم تبني نص البيان القصير الذي اقترحته فرنسا بعد اجتماع وجيز عُقد بناء على طلب الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس. إلا أنه لم يدعُ إلى وقف الهجوم العسكري التركي على شمال وشرق سوريا.
وفي اجتماع أواخر الأسبوع الماضي، منعت روسيا والصين المجلس من تبني نصين يدعوان إلى وقف الهجوم أحدهما قدمته ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا وبولندا، والآخر طرحته الولايات المتحدة.
ح.ع.ح/أ.ح(أ ف ب، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ