مجلس الأمن يمدد مهمة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
١٧ ديسمبر ٢٠١٦
وافقت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع على تمديد مهمة بعثة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان لعام واحد، كما دعت إلى وقف القتال مع دخول الحرب عامها الرابع في هذا البلد.
إعلان
بعد مفاوضات شاقة استمرت أياما، تبنى مجلس الأمن أمس الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول) بإجماع أعضائه مشروع قرار أميركي ينص على تمديد عمل البعثة التي تضم 17 ألف رجل إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 بما في ذلك قوة إقليمية جديدة من أربعة آلاف عسكري قرر المجلس نشرها في آب/أغسطس لكنها لم تبدأ عملها بعد، وفق القرار الجديد.
ويهدد القرار الذين يقوضون استقرار جنوب السودان بعقوبات. كما يحذر من أنه سيبحث في "إجراءات مناسبة" بما في ذلك فرض حظر على الأسلحة "لمعالجة تطورات الوضع". ووصفت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور الإجراء بأنه "تحديث" لعمل بعثة الأمم المتحدة التي تعرضت لانتقادات بسبب إخفاقها في حماية المدنيين خلال سنوات الحرب الثلاث.
وانتقدت روسيا والصين وفنزويلا والدول الإفريقية الثلاث الأعضاء في المجلس، طريقة معالجة واشنطن للأزمة في جنوب السودان. وقبل التصويت على النص، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة جنوب السودان، مؤكدا أنهم "خانوا ثقة شعبهم وقوضوا اتفاق سلام". وقال إن "عشرات الآلاف قتلوا"، داعيا المجلس إلى التحرك بقوة "بما في ذلك اتخاذ إجراءات عقابية". وقبل التصويت على القرار، مدد المجلس مهمة البعثة التي انتهت الخميس، لمدة 24 ساعة مما أتاح بعض الوقت لتهدئة الاعتراضات الروسية.
ع.ش/ ع.ج (أ ف ب)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.