واشنطن تحذر طهران في مجلس الأمن وروسيا تدعوها لعدم التدخل
٥ يناير ٢٠١٨
في اجتماع عاجل لمجلس الأمن حول الوضع في ايران حذرت واشنطن طهران من ان "العالم يراقب" أفعالها بعد قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. بينما رأى سفير فرنسا لدى المجلس أن احتجاجات إيران لا تهدد السلام العالمي.
إعلان
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بناء على طلب أمريكي لبحث الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران اليوم الجمعة على الرغم من مقاومة إيران وبوليفيا وفرنسا ودول أعضاء أخرى لعقد مثل هذه الجلسة. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن "الحرية والكرامة الإنسانية لا يمكن فصلها عن السلام والأمن". وأضافت أن النظام الإيراني "تحت الملاحظة" وأن "العالم سيراقب ما تفعلون".
فيما قال السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر لدى المنظمة الدولية إنه "قلق" من أعمال العنف في شوارع إيران لكن الاحتجاجات ليست تهديدا دوليا على السلم والأمن الدوليين. وأضاف ديلاتر أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا لكن في الوقت ذاته "يجب أن نكون حذرين من أي محاولة لاستغلال هذه الأزمة لمصالح شخصية".
بينما حذرت روسيا مجلس الأمن الدولي من عدم التدخل بشؤون ايران حتى لو أدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى سقوط قتلى. وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا "نأسف للخسائر بالأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا". وأضاف "مع ذلك، دعوا ايران تتعامل مع مشاكلها الخاصة".
فيما قال غلام علي خوشرو سفير إيران لدى الأمم المتحدة إن لدى حكومته "أدلة دامغة" على أن الاحتجاجات التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة "موجهة بشكل واضح من الخارج". وقال خوشرو أيضا إن الولايات تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات. وأضاف "للأسف فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأمريكية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه".
وقبيل عقد اجتماع مجلس الأمن، عقد أعضاء المجلس مشاورات مغلقة بناء على طلب روسي ما يشير إلى وجود خلاف بشأن عقد جلسة بشأن إيران.
ي.ب (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
زعماء العالم واحتجاجات إيران ـ مواقف متضاربة وحسابات مختلفة
في ظل تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم السابع على التوالي، برزت مواقف متضاربة لساسة وزعماء العالم تجاه هذه الاحتجاجات المناهظة للنظام الحاكم في إيران. وتنوعت المواقف ين التأييد والتحذير والتزام الصمت أيضاً.
صورة من: picture-alliance/abaca/Stringer
الموقف الأمريكي
موقف الإدارة الأمريكية تجاه احتجاجات إيران واضح جدا، حيث سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأييد المتظاهرين في إيران من خلال دعوته عبر تغريدة له على تويتر في يوم السنة الجديدة بوضوح إلى تغيير النظام. ووصف ترامب، الذي يعتبر ايران عدوه اللدود في الشرق الأوسط، النظام الحاكم بـ "الوحشي والفاسد"، ووعد بدعم الشعب الإيراني "في الوقت المناسب".
صورة من: Getty Images/M. Wilson
الموقف الإسرائيلي
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقف أوروبا "المتحفظ" من الاحتجاجات في إيران واتهم حكومات أوروبية بعدم دعم المتظاهرين في كفاحهم لأجل الحرية في مقطع فيديو قال فيه إن" العديد من الحكومات الأوروبية ستراقب في صمت ما يجري في إيران، بينما يتعرض الإيرانيون الأبطال للضرب في الشوارع". ويشار إلى أن اسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً لوجودها.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Alexandre
الموقف الفرنسي
بعكس الموقفين الأمريكي والإسرائيلي اتسم موقف أوروبا من احتجاجات إيران بالحذر. فقد اتخذت فرنسا موقفا أكثر تحفظاً وشددت على احترام حقوق الإنسان. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الايراني عن "قلقه" حيال وقوع ضحايا على خلفية الاحتجاجات ودعا إلى "ضبط النفس والتهدئة". كما ألغى زيارة كانت مقررة لوزير خارجيته إلى طهران.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Marin
الموقف الألماني
ولم يختلف موقف ألمانيا عن فرنسا، حيث دعت برلين على لسان نائبة المتحدث باسم ميركل طهران إلى "احترام حرية التجمع والتعبير" وحثت النظام الإيراني على الرد "بالحوار". وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن ألمانيا تشعر بقلق بشأن الوضع في إيران.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
الموقف الروسي
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول روسي قوله إن بلاده تعتبر المقترح الأمريكي الداعي لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الأمن الدولي لبحث الاضطرابات في إيران "ضارا ومدمرا". وحثت روسيا الولايات المتحدة على عدم التدخل في الشأن الإيراني"، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده للمحتجين ضد النظام الحاكم في إيران.
صورة من: picture alliance/TASS/dpa/A. Nikolsky
الموقف التركي
موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الاحتجاجات الإيرانية كان مفاجئاً. حيث ساند أردوغان في السابق ثورات الربيع العربي. في حين حذرت تركيا من ما وصفته بمحاولات التدخل في سياسة إيران الداخلية. وصدرت تصريحات أردوغان المؤيدة لإيران بعد تحسن العلاقات بين أنقرة وطهران اللتين تعاونتا في الشهور القليلة الماضية للحد من العنف في سوريا رغم تأييد كل منهما لطرف مختلف في الصراع المستمر منذ سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Dridi
الموقف الإماراتي
في المقابل ساد نوع من الصمت في الجانب العربي، إذ لم تصدر لحد الآن تصريحات رسمية عن معظم الزعماء العرب. بيد أنه صدر موقف إماراتي من وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش. ووصف قرقاش في تغريدة له على تويتر هذه الاحتجاجات بأنها تعد: "فرصة للمراجعة العاقلة"، وأضاف قرقاش: "تغليب مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا إستعداء العالم العربي".
صورة من: Getty Images
الموقف السوري
من جانبها أعربت دمشق عن "ثقتها الكاملة" في تمكن حليفتها طهران من افشال ما وصفتها بـ" المؤامرة" التي تتعرض لها إثر الاحتجاجات وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. واعربت دمشق وفق المصدر ذاته عن"إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للمواقفين الأمريكي والإسرائلي". وشكلت طهران منذ بداية النزاع السوري عام 2011، الداعم الرئيسي عسكرياً ومالياً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency