مجلس الأمن ينهي اجتماعا حول عفرين دون إدانة أو بيان مشترك
٢٣ يناير ٢٠١٨
أنهى مجلس الأمن الدولي جلسة عقدها للبحث في الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في عفرين السورية، من دون أن يصدر إدانة أو اعلانا مشتركا. فيما شنت تركيا غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق.
إعلان
في ختام جلسة مشاورات عاجلة لمجلس الأمن الدولي عقدت مساء الاثنين (22 كانون الثاني/ يناير) بطلب من باريس، عبّر السفير الفرنسي لدى اأمم المتحدة فرانسوا دولاتر عن "قلق عميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر". كما تحدث دولاتر عن "الوضع الإنساني المأساوي الناجم عن عمليات النظام السوري وحلفائه" بخاصّة في إدلب والغوطة الشرقية.
غير أن دولاتر بقي حذرا جدا في ما يتعلق بعفرين حيث بدأ الجيش التركي السبت هجوما بريا وجويا ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وكرر السفير الفرنسي تصريح وزير خارجية بلاده جان ايف لودريان الذي دعا يوم الأحد السلطات التركية إلى "ضبط النفس". وقال دولاتر إنّ هذه الدعوة كانت محلّ "إجماع واسع" بين البلدان الحاضرة في جلسة مجلس الأمن.
كما أكد دولاتر أنّ "الأولوية" هي لـ"وحدة الحلفاء في الحرب ضد داعش"، في إشارة منه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن عفرين لا تشكّل "سوى أحد عناصر" الأزمة في سوريا.
وانتهت الجلسة دون إصدار أي بيان أو إعلان مشترك أو تصريحات حول الوضع في عفرين عن أي ممثل آخر للدول الأعضاء المؤثرة في مجلس الأمن بعد هذه المشاورات التي لم تُشارك فيها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بحسب ما أوضح مصدر مطلع.
قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني
من ناحية أخرى أعلنت رئاسة الأركان التركية، صباح اليوم الثلاثاء (23 كانون الثاني/ يناير)، أن مقاتلات تابعة لها شنت غارات جوية على مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق. ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن بيان صادر عن رئاسة الأركان، أن المقاتلات "شنت أمس غارات على إرهابيين من المنظمة كانوا يخططون لشن هجمات على مخافر وثكنات عسكرية تركية على الخط الحدودي مع العراق، وفقاً لمعلومات استخباراتية". وذكر البيان أن الغارات "أسفرت عن تدمير مخابئ، ومواضع أسلحة تابعة للإرهابيين في منطقة الزاب شمالي العراق". وتقول تركيا إن المنظمة تتخذ من جبال قنديل شمال العراق معقلاً لها.
ع.ج/ ح.ز (ا ف ب، د ب أ)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش