أعلن مجلس الأمن الدولي أنه مستعد "للتحرك فورا" إذا لم يوقع رئيس جنوب السودان سلفا كير اتفاق السلام لإنهاء النزاع المستمر في بلده منذ عشرين شهرا. وكان متحدث باسم سلفا كير أعلن أنه وافق أخيرا على توقيع اتفاق السلام.
إعلان
قالت وكالة فرانس برس إن رؤساء كينيا وأوغندا والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا "سيحضرون إلى جوبا اليوم (الأربعاء 26 آب / أغسطس 2015) لحضور قمة تستمر يوما واحدا، وسيوقع رئيس جمهورية جنوب السودان اتفاق السلام". وكان زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار النائب السابق للرئيس وقع الاتفاق الاثنين الماضي ضمن المهلة المحددة لذلك. وبعد اجتماع حول الأزمة في جنوب السودان، أعلن سفير نيجيريا جوي اوغوو رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي إن الدول الأعضاء "أكدت استعدادها للتحرك فورا إذا لم يوقع الرئيس سلفا كير الاتفاق غدا كما سبق أن وعد". وأضاف السفير النيجيري "سنتحرك فورا إذا لم يوقع الاتفاق أو إذا وقع الاتفاق مع تحفظات".
وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ينص على فرض حظر أسلحة وعقوبات على جنوب السودان ما لم يوقع كير الاتفاق. لكن روسيا والصين وعددا من الدول الإفريقية تحفظت على النص وخصوصا في ما يتعلق بالعقوبات التي ستفرض على الشخصيات التي تتهم بعرقلة الاتفاق. لذلك تعد الولايات المتحدة لائحة بأسماء الذين ستجمد ممتلكاتهم ويمنعون من السفر. وقالت روسيا التي تشغل مقعدا دائما في المجلس وتتمتع بذلك بحق النقض (الفيتو) إنه لن يكون هناك حاجة للقرار إذا وقع كير الاتفاق. وصرح مساعد السفير الروسي في الأمم المتحدة بيتر ايليشيف "لا نحتاج إلى هذا القرار إذا تحقق الهدف الرئيسي منه".
وكان سلفا كير وقع بالأحرف الأولى فقط النص الذي اعتبرته حكومته "استسلاما". ويفرض الاتفاق إعلان "وقف دائم لإطلاق النار" بعد 72 ساعة من توقيعه. وهو يقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس الذي يرغب مشار في العودة إليه بعد إقصائه منه في تموز/ يوليو 2013 أي قبل ستة أشهر من اندلاع القتال. ويدعو الاتفاق، الذي يهدف إلى وقف أشهر من العنف، إلى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.
البشير...الرئيس الهارب من قفص العدالة الدولية
أفلت الرئيس السوداني عمر البشير من أمر بايقافه أصدرته محكمة في جنوب افريقيا بناء على مذكرة للمحكمة الجنائية الدولية. وهذه هي المرة الأولى التي يوشك فيها البشير أن يقع في قبضة العدالة.
صورة من: DW/B. Svensson
بناء على دعوى قضائية رفعتها منظمة حقوقية في جنوب افريقيا، أصدرت محكمة محلية قرارا بمنع الرئيس السوداني عمر البشير من مغادرة البلاد خلال مشاركته في قمة الإتحاد الافريقي. لكن حكومة جنوب افريقيا منحته حصانتها ومكنته من مغادرة البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Hamid
المحكمة الجنائية الدولية أعربت عن "خيبة أملها" لعدم قيام السلطات في جنوب افريقيا بتوقيف الرئيس السوداني المتهم من قبل هذه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وابادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Guus Schoonewille
أثار قرار المحكمة بجنوب أفريقيا ردود أفعال واسعة. الإتحاد الأوروبي وأمين عام الأمم المتحدة اعتبرا ان جنوب أفريقيا، باعتبارها عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة بتنفيذ أمر الإعتقال. واشنطن قالت إنها "محبطة" من أن جنوب أفريقيا لم تتخذ إجراء لمنع البشير من المغادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
وقبيل فترة إعادة إنتخابه هذا العام، زار البشير كلا من السعودية ومصر، واللتان تعدان من بين الدول غير الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
صورة من: Reuters/The Egyptian Presidency
حرص البشير على التقليل من رحلاته إلى الخارج واكتفى بزيارة دول لم توقع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. لكن البشير زار دولا موقعة على وثيقة روما الخاصة بالمحكمة الجنائية، ضمنها الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ومالاوي وجيبوتي.
صورة من: AFP/Getty Images/E. Hamid
وفي عام 2013 تقدم الرئيس البشير بطلب للحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا ان واشنطن رفضت طلبه، معللة ذلك بأنه متهم بجرائم حرب وطالبته بتسليم نفسه للمحكمة.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
في عامي 2009 و2010صدرت ثلاث مذكرات من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، بناء على اتهامات قدمها المدعي العام لويس مورينو أوكامبو.
صورة من: AP
تعرض الرئيس البشير لكثير من الإنتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تتهمه بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وحسب الأمم المتحدة خلف القتال في دارفور نحو 300 ألف قتيل ومليوني مشرد. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: DW/B. Svensson
8 صورة1 | 8
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى جنوب السودان ايلين مارغريت لوي أمام المجلس إن اتفاق السلام سيشكل إذا وقع الأربعاء "خطوة أولى فقط" مشيرة إلى العديد من العقبات، محذرة من أن "السلام والاستقرار والازدهار لن تتحقق في جنوب السودان بين ليلة وضحاها". وأضافت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان أنه يجب الاهتمام بالقتال بين المجموعات الاتنية الذي يبلغ درجة من العنف مماثلة للنزاع بين معسكري كير ومشار.