1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مجلس الرئاسة اليمني.. استعداد للتفاوض أم تأهب للحسم العسكري؟

٧ أبريل ٢٠٢٢

سلّم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي صلاحياته إلى مجلس قيادة من شخصيات ذات توجهات مختلفة. فما دلالات هذه الخطوة؟ وهل هي بداية لوضع نهاية للحرب عبر التفاوض مع الحوثيين الذين رفضوا الاعتراف بالمجلس؟ أم لحسم المعركة معهم؟

تولى عبد ربه منصور هادي الرئاسة في 2012 بعد احتجاجات الربيع العربي في 2011 التي أطاحت بعلي عبد الله صالح.
تولى عبد ربه منصور هادي الرئاسة في 2012 بعد احتجاجات الربيع العربي في 2011 التي أطاحت بعلي عبد الله صالح.صورة من: UNTV via AP/picture alliance

في خطوة مفاجئة أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس (السابع من نيسان/أبريل 2022) عنتسليم صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي.

وقال هادي المقيم في الرياض في خطاب بث على التلفزيون "ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

وفشل هادي في فرض سلطته على اليمن الذي يمر بأزمات متعاقبة، منذ انتخابه عام 2012 وحتى تسليمه السلطة للمجلس الرئاسي. ولطالما اتّهمه خصومه السياسيون بالضعف والفشل في القيادة وعدم مواجهة الفساد، فيما يرى خبراء أنّ وجوده على رأس هرم الحكم كان عثرة أمام وحدة المعسكر المعادي للحوثيين. ويقول مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، لوكالة فرانس برس إن ولادة المجلس تمثّل "نهاية عهد هادي"، مشيراً إلى أنّ ما حدث "يقطع العلاقة مع الطريقة التي تمّت بها إدارة اليمن خلال عهد هادي" والتي شابتها خلافات المعسكر الواحد.

وترى الباحثة في جامعة أكسفورد اليزابيث كيندال أنّ "حكومة هادي كانت ضعيفة وغير كفؤة"، موضحة "كان هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن مناهضة الحوثيين تعني موالاة الحكومة. لم يحدث ذلك في عهد هادي".

خلفيات سياسية غير متجانسة

يترأس المجلس الرئاسي وزير الداخلية الأسبق ومستشار الرئيس اليمني، رشاد العليمي. والعليمي مقرب من حزب الإصلاح الإسلامي العمود الفقري لحكومة هادي، وهو التنظيم الذي لا تستسيغه الإمارات العربية المتحدة الشريكة في التحالف. ويضم سبعة أعضاء بالإضافة إلى العليمي، هم أربعة من شمال اليمن وأربعة من الجنوب. وكان جنوب اليمن دولة منفصلة قبل الوحدة في 1990.

ويضم المجلس الجديد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أكثر القوى الجنوبية نفوذاً والمنادي بالانفصال، عيدروس الزبيدي، المقرب من الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية.

كما يضم المجلس طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح الذي اغتاله الحوثيون في 2017، ومحافظ مأرب، سلطان العرادة المحافظة الشمالية التي يحاول المتمردون الحوثيون منذ أكثر من عام التقدم نحو مركزها، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي باوزير، وعثمان حسين مجلي، وفرج سالمين البحسني.

وأقال الرئيس اليمني نائبه المثير للجدل، علي محسن الأحمر، وهو قائد عسكري سني ذو ميول إسلامية، أثار استياء الحوثيين الشيعة بسبب الحملات العسكرية السابقة عليهم في معقلهم بمحافظة صعدة، وكذلك الجنوبيين لدوره القيادي في الحرب التي اندلعت عام 1994 بين شركاء الوحدة اليمنية.  

ويقول كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث "نافانتي غروب" الأميركية محمّد الباشا لفرانس برس إن "الأعضاء الثمانية لديهم خلفية عسكرية وأمنية. وقام معظمهم بخوض قتال مباشر مع الحوثيين".

لكن الخلفيات السياسية غير المتجانسة قد تشكل عائقاً أمام عمل المجلس. وتقول كيندال "لا شك بأنه سيكون من الصعب على هذا المجلس العمل معاً، نظراً لخلفياتهم المختلفة. ولكن إذا أراد اليمن التماسك معا كدولة موحدة، فلا بديل لهيئة حكم تتقاسم السلطة بين جماعات سياسية مختلفة وحتى متضاربة في بعض الأحيان".

وبحسب المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري، فإن هذا "التحول هو الأكثر تأثيراً في الإجراءات الداخلية في التكتل المعادي للحوثيين منذ بداية الحرب"، ولكنه أشار إلى أن تطبيق بنود هذا الاتفاق سيكون "معقداً".

عن كثب - سقطرى - جزيرة مجهولة

28:30

This browser does not support the video element.

مجلس تفاوضي أم مجلس حرب؟

جاء الإعلان عن تشكيل المجلس في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب الحوثيين الذين رفضوا إجراء حوار في السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للسلطة الشرعية منذ 2015.

وأكد هادي في بيان متلفز أن المجلس الجديد مكلّف بـ"التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي".

وفي وقت لاحق من بعد ظهر اليوم الخميس، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية رفضها تشكيل المجلس الرئاسي لتولي سلطة البلاد. وقال محمد عبدالسلام، المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، ورئيس الوفد التابع لهم، في بيان له: "حاضر ومستقبل اليمن يتقرر داخل اليمن، وأي نشاط خارج حدوده عبارة عن مسرحيات هزلية وألعاب ترفيهية تمارسها دول العدوان (دول التحالف)".

وبحسب محمّد الباشا، فإنّ تشكيلة المجلس "مؤشر واضح على أنه إما المفاوضات، أو سيتحول هذا إلى مجلس حربي سيقاتل الحوثيين".

وترى الباحثة في جامعة أكسفورد، اليزابيث كيندال، أنه في ظل سلطة هذا المجلس "قد يكون الحوثيون منفتحين أكثر على عملية سياسية خاصة إذا ضعف موقفهم. الكثير سيتوقف على نجاح المجلس الجديد في حشد الدعم على الأرض واستعداده لتقديم تنازلات".

وتوقع السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، بدء مفاوضات يمنية جدية لتحقيق السلام في البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة الصيف المقبل، مبيناً أن المبعوث الأممي سيضع إطاراً مكتوباً لهذه المفاوضات بدعم المجتمع الدولي. وأوضح أوبنهايم، في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الخميس، أن نتائج المشاورات اليمنية - اليمنية التي تختتم اليوم في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض، من الممكن الاستفادة منها في المحادثات المستقبلية تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة. وقال السفير البريطاني إن الهدنة المعلنة ما زالت "هشة"، مطالباً الأطراف باتخاذ خطوات متقدمة لتثبيتها، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن نجاح الهدنة في أيدي الأطراف وليس المراقبين. وأكد أوبنهايم أن بلاده تشجع أي حوار يفضي إلى حل مشكلة اليمن، مشيراً إلى أن أي اتفاق بين السعودية والحوثيين سيكون أساساً للحل السياسي النهائي.

دعم سعودي وإماراتي

وفي إطار ترحيب السعودية بالإعلان، استقبل ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، محمد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس. وعبر ولي العهد عن دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي.

كما أعلنت السعودية عن تقديم "دعم عاجل" للاقتصاد اليمني بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمن ملياري دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعماً للبنك المركزي اليمني.

من جهته، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، "دعم مجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه". وفي باريس، قالت وزارة الخارجية إن "هذه خطوة مهمة نحو استعادة الدولة التي تخدم جميع اليمنيين والمنخرطة في العملية السياسية".

كما رحبت كل من الأردن والكويت بتأسيس المجلس، ورأت مصر فيه "تطوراً مهماً".

وبعد إعلان السعودية عن دعم مالي لليمن بقيمة ثلاثة مليار دولار، شهد الريال اليمني تحسناً ملحوظاً، اليوم الخميس. وأفادت مصادر مصرفية، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن "الريال اليمني شهد تحسناً كبيراً اليوم في كل المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة وكذا المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

وذكرت المصادر "أن سعر الدولار الواحد بلغ 720 ريالا في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة، بعد أن كان أمس نحو 1150 ريالا للدولار". وأضافت المصادر أن الدولار في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين بات يصرف بنحو 500 ريال، بعد أن كان يوم أمس يصرف بـ 600 ريال.

 

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الامم المتحدة أن اليمن يشهد أسوأ أزمة انسانية في العالم.

وتسبّب النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين المدعومين من إيران منذ منتصف 2014، بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم لقوات الحكومة، على الأجواء اليمنية.

خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW