المستشار الألماني يطرح لأول مرة استراتيجية للأمن القومي
١٤ يونيو ٢٠٢٣
أقر مجلس الوزراء الألماني استراتيجية وطنية للأمن القومي والتي تتمثل في مراعاة كل التهديدات الداخلية والخارجية على أمن ألمانيا في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا والقلق المتصاعد من الصين، كما تشمل الاستراتيجية الأمن السيبراني.
إعلان
أقرت الحكومة الألمانية لأول مرة استراتيجية وطنية للأمن وذلك بعد مفاوضات استغرقت شهوراً.
جاء ذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء الألماني في جلسته الأسبوعية اليوم الأربعاء (14 يونيو/ حزيران 2023) على ورقة الاستراتيجية التي تقع في أكثر من 40 صفحة.
وإلى جانب التهديد العسكري، راعت الاستراتيجية أيضاً الهجمات السيبرانية والهجمات المحتملة على بنى تحتية حيوية في البلاد وكذلك التغير المناخي.
غير أنه لن يكون هناك إصلاح هيكلي لعملية صنع القرار إذ إن الحكومة الائتلافية برئاسة أولاف شولتس تخلت عن تشكيل مجلس قومي للأمن ينسق قرارات تتعلق بالسياسة الأمنية والخارجية ويتولى التوجيه العملياتي في حالات الأزمات. وكانت هذه الخطوة مادة لنقاش استمر على مدار فترة طويلة.
وطرح المستشار الألماني وأربعة من وزرائه بطرح الورقة رسمياً خلال مؤتمر صحفي؛ وهؤلاء الوزراء هم وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر) ووزير المالية كريستيان ليندنر(من الحزب الديمقراطي الحر) ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس ووزيرة الداخلية نانسي فيزر(وكلا الوزيرين من حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي).
ضمان للأمن في ظل بيئة متغيرة
وأكد المستشار الألماني أن الاستراتيجية الوطنية للأمن التي أقرتها الحكومة الألمانية اليوم تعتبر إسهاماً مهماً لضمان أمن الناس في ألمانيا في ظل بيئة متغيرة.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي إن مجلس الوزراء الألماني بإقرار هذه الاستراتيجية اتخذ قراراً غير عادي ومهم. وأوضح شولتس أن البيئة السياسية الأمنية لألمانيا تغيرت بقوة في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا والظهور العدواني المتزايد للحكومة الصينية.
وذكر شولتس أن المهمة المركزية للدولة تتمثل في العمل على ضمان الأمن للمواطنين بلا أي تنازلات، مشيراً إلى أن هذه المهمة ستتم من خلال الاستراتيجية الأمنية التي تتبع المبدأ التوجيهي الخاص بالأمن المتكامل، وتابع أن ما كان يقتصر في تخطيط الحكومة الألمانية في الماضي على السياسة الدفاعية فقط، سيتبع الآن نهجاً كلياً شاملاً. ولفت شولتس إلى أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك وفريقها أنجزا نصيب الأسد من العمل على إعداد الاستراتيجية.
بيربوك تعارض تشكيل مجلس أمن قومي منفصل
من جانبها، دافعت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك عن قرارها بمعارضة تشكيل مجلس أمن قومي منفصل والذي كان يطالب به الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إن الحكومة الألمانية كانت تجتمع في إطار مجلس الوزراء الأمني بعد وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وأضافت بيربوك أن البعض أطلق أحكاماً مسبقة وتصور أنه سيكون هناك خلاف على مدار فترة طويلة، وتابعت أن الحكومة أظهرت بدلاً من ذلك أن لديها القدرة على الاجتماع بروح الثقة في اللحظات الحرجة واتخاذ قرارات.
ونوهت بيربوك إلى أن هذا الأمر سيتواصل في المستقبل ليس فيما يتعلق بقضايا الدفاع وحسب بل كذلك فيما يتعلق بالأمن السيبراني أو قضايا الحماية من الكوارث على سبيل المثال.
ع.ح./ح.ز. (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)