شدد المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا على ضرور أن تتضمن إجراءات اندماج اللاجئين على أسس رفض معاداة السامية، والاعتراف بوجود دولة إسرائيل، منتقدا في الوقت نفسه ما سماه "انجراف" المجتمع نحو اليمين.
إعلان
شدد رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا جوزيف شوستر على ضرورة أن تذكر الإجراءات الداعمة لاندماج اللاجئين بوضوح برفض "معاداة السامية" والتشديد على أنه سلوك غير مقبول في ألمانيا. وتابع شوستر في حوار مع صحيفة "نوير أوسنابروكه تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016)، أن قضايا المساواة بين المرأة والرجل ذات أهمية قصوى كذلك، ويجب إيصالها للوافدين الجدد.
وشدد شوستر على أن "رفض الأفكار المعادية للسامية والاعتراف بدولة إسرائيل، من النقاط الأساسية التي من الضروري أن تشملها برامج دعم الاندماج".
وأثنى شوستر على المستشارة الألمانية على خلفية تصريحاتها بأن "لا أحدا يشكك في حق وجود الجاليات اليهودية (في ألمانيا)". وشدد رئيس المجلس الأعلى لليهود أنه ونظرا لوجود أعداد كبيرة بين اللاجئين من أصول عربية كبروا في بلدان تنتشر فيها أحكام نمطية ضد اليهود وإسرائيل"، فمن الضروري التصدي لتلك الأحكام لأن المعنيين "لن يتركوها فور دخولهم إلى ألمانيا".
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
9 صورة1 | 9
في ذات الوقت، بدا جوزيف شوستر منزعجا مما أسماه "انجراف المناخ السياسي في مجتمعنا نحو اليمين". ليتابع أنه لهذا السبب فإن الطوائف اليهودية تجري بقلق نقاشا حول المكان الذي سيتقلده اليهود في ألمانيا مستقبلا.
ونفى شوستر وجود موجة هجرة حالية وشيكة لليهود إلى خارج ألمانيا، لكنه أشار إلى أن أفكارا حول هذه الخطوة أصبحت أكثر تواجدا بصورة واضحة بين يهود ألمانيا.
وأضاف شوستر أنه كان قد صرح منذ عام في أعقاب الهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية أنه على قناعة تامة بأن الهجرة إلى الخارج ليست مطروحة بين الطوائف اليهودية في ألمانيا، لكنني لم أعد قادرا على قول ذلك اليوم بمثل هذه الصيغة".