أكد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الاقتصادية على استمرار دعم بلدانهم الكامل لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، داعين إلى تمديد أجل اتفاق يسمح بمرور آمن لشحنات الحبوب من أوكرانيا.
إعلان
قال وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى اليوم الجمعة (4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) إن أي استخدام لأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية من جانب روسيا سيواجه بـ"عواقب وخيمة"، وجددوا دعوتهم إلى موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الوزراء، الذين اجتمعوا في ألمانيا، في بيان مشترك "الخطاب النووي الروسي غير المسؤول غير مقبول". وأضافوا "اليوم أنشأنا آلية تنسيق لمجموعة السبع لمساعدة أوكرانيا على إصلاح واستعادة بنيتها التحتية الحيوية للطاقة والمياه والدفاع عنها".
مزيد من المساعدات لأوكرانيا
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية اليوم إن كبار الدبلوماسيين من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ناقشوا سبل مساعدة أوكرانيا في صد الهجمات الروسية على بنيتها التحتية المدنية واتفقوا على الحاجة إلى آلية تنسيق.
وأبلغ المسؤول الصحفيين "ناقشوا احتياجات أوكرانيا مع قرب حلول فصل الشتاء واتفقوا على ضرورة وجود آلية تنسيق ضمن مجموعة السبع لمساعدة أوكرانيا على إصلاح وترميم البنية التحتية الحيوية للطاقة والماء والدفاع عنها".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "هذا أمر سيكون محط التركيز الأساسي للمجموعة في الأيام والأسابيع المقبلة"، مشيراً إلى أن هناك تركيزاً أكبر على ضرورة الرد والدفاع ضد الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا بطرق من بينها استخدام أنظمة الدفاع الجوي.
وتابع "كان هناك قدر معقول من النقاش بشأن هذا الأمر، وحول الدول التي لديها القدرة على توفير الأنظمة الفردية والدعم الذي قد يمكّن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد هذه الهجمات بالصواريخ والطائرات مسيرة".
تمديد اتفاق شحن الحبوب
وحضّت دول المجموعة على تمديد اتفاق يسمح بمرور آمن لشحنات الحبوب من أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية.
وقال المسؤول على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في مونستر في المانيا، إن "الجميع اتفقوا على الحاجة إلى تمديد مبادرة البحر الأسود بشأن الحبوب". وأوضح أن دول مجموعة السبع تؤيد بشكل خاص جهود الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لاقناع روسيا بتمديد الاتفاق".
وقد استؤنفت صادرات الحبوب من مرافىء أوكرانية الخميس بعد عودة روسيا إلى الاتفاق في نهاية تموز/يوليو في اسطنبول.
وأتاح الاتفاق الذي تنتهي مفاعيله في 19 تشرين الثاني/نوفمبر تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب ومنتجات زراعية أخرى اعتباراً من 1 آب/اغسطس ما خفف أزمة غذائية عالمية نجمت عن الحرب في أوكرانيا.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت الخميس إن دول مجموعة السبع لن تسمح لروسيا بـ"تجويع" الأوكرانيين هذا الشتاء. وقالت بيربوك قبل الاجتماع "لن نسمح بوحشية هذه الحرب أن تؤدي إلى موت جموع من كبار السن والأطفال والشباب والعائلات في أشهر الشتاء المقبلة".
انتقادات لإيران
كما أدان وزراء خارجية المجموعة ما أسموه بأنشطة إيران المستمرة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ونددوا "بالقمع الوحشي" ضد الاحتجاجات هناك، داعين السلطات الإيرانية إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي. وجدد الوزراء عزمهم على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، ا ف ب)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.