مجموعة السبع تحذر روسيا من "عواقب وخيمة" إذا هاجمت أوكرانيا
١٢ ديسمبر ٢٠٢١
أصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تحذيراً إلى روسيا، متعهدين موسكو بعواقب وخيمة إذا هاجمت أوكرانيا، وهي خطوة يٌخشى منها، بسبب الحشد الضخم للقوات الروسية بالقرب من حدود البلاد.
وتقدر المخابرات الأمريكية أن روسيا ربما تخطط لشن هجوم واسع النطاق على أوكرانيا في وقت قريب ربما العام المقبل يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألفاً من قواتها.
وينفي الكرملين أنه يخطط لغزو أوكرانيا قائلاً إن الغرب يسيطر عليه هوس الخوف من روسيا. وتقول موسكو إن توسع حلف شمال الأطلسي يهدد روسيا ويتعارض مع التطمينات التي تلقتها مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وقال مندوبو مجموعة السبع في اجتماع عقد بمدينة ليفربول البريطانية إنهم مجمعون على استنكار الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا كما دعوا موسكو للتهدئة. وجاء في البيان الذي أكد مضمون مسودة نشرتها رويترز في وقت سابق اليوم: "يجب ألا يكون لدى روسيا أي شك في أن أي عدوان عسكري آخر على أوكرانيا سيكون ثمنه باهظ وعواقبه وخيمة". وأضاف البيان: "نعيد تأكيد التزامنا الراسخ بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وكذلك حق أي دولة ذات سيادة في تقرير مستقبلها".
صواريخ الحلف "خط أحمر"
وتعد موسكو أخذ حلف الأطلسي جمهورية سوفيتية سابقة مجاورة في كنفه على نحو متزايد، وما تراه كابوساً يتمثل في احتمال نشر صواريخ للحلف في أوكرانيا موجهة إلى روسيا، بمثابة "خط أحمر" لن تسمح بتجاوزه. وطالب بوتين بضمانات أمنية ملزمة قانوناً بأن الحلف لن يتوسع شرقاً أو ينشر أسلحته قرب الأراضي الروسية، وقالت واشنطن مراراً إنه لا يمكن لأي دولة الاعتراض على آمال أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في البحر الأسود من أوكرانيا في 2014، الأمر الذي دفع الغرب إلى فرض عقوبات على موسكو. وقال الكرملين اليوم الأحد إن بوتين أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن القوات الروسية لا تمثل تهديداً وأنه يتم شيطنة موسكو لنقلها قوات في أنحاء أراضيها.
دعوة للتمسك بالالتزامات الدولية
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن هناك فروقاً خطيرة للغاية في المفاهيم بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص "الخطوط الحمراء" لدى موسكو. وتضم مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا كما تضم ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي.
وقالت المجموعة في البيان: "ندعو روسيا للتهدئة واتباع القنوات الدبلوماسية والتمسك بالالتزامات الدولية بخصوص شفافية الأنشطة العسكرية". وأضافت: "نجدد تأكيد دعمنا لجهود فرنسا وألمانيا في إطار صيغة نورماندي لتحقيق التنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك من أجل حل النزاع في شرق أوكرانيا". كما جاء في البيان الختامي أن مجموعة السبع تشعر بالقلق إزاء "السياسات الاقتصادية القسرية" للصين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال لنظيره الأمريكي جو بايدن في اتصال عبر الفيديو الأسبوع الماضي إنه سوف يكون مستعداً للقاء شخصي بينهما، وفقا للقطات بثتها "قناة روسيا1" التليفزيونية اليوم الأحد. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن التقرير أن بوتين قال: "سوف نلتقي بالتأكيد، أرغب في ذلك كثيراً"، وذلك عندما أعرب بايدن عن أسفه لأنهما لم يتمكنا من الالتقاء شخصياً خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في روما في تشرين الأول/ أكتوبر.
ع.ش/ ع.غ (رويترز، د ب أ)
محطات تاريخية - أوروبا والسعي الدائم للخروج من العباءة الأمريكية!
بعد الحرب العالمية الثانية عملت أمريكا على تقديم مساعدات لأوروبا والحد من التوسع السوفيتي فوق أراضيها. لكن المتتبع للعلاقات عبر الأطلسي يجد أن الدول الأوروبية بدأت تنأى بمواقفها عن مواقف حليفتها واشنطن في ملفات كثيرة.
صورة من: picture alliance/C.Ohde
مشروع مارشال
لم تخرج أمريكا من الحرب العالمية الثانية بخسائر على عكس نظيرتها أوروبا التي فقدت الكثير على كل المستويات، ولهذا جاءت خطة مارشال بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي عن طريق تقديم المساعدات. ويعود اسم المشروع إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال الذي أطلق المشروع في حزيران/ يونيو 1947، أمام طلاب جامعة هارفرد. مشروع مارشال عُلقت عليه آمال مهمة، كتعزيز الاستقرار السياسي والسلام في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعاون يورو- أمريكي
شكل حلف الأطلسي خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين الجانبين الأوروبي والأمريكي. وقد اجتمعت القوتان في 1949 وأنشأت المنظمة تحت اسم "منظمة حلف شمال الأطلسي"، اختصارا "الناتو". وكان الهدف من المنظمة هو التصدي لخطر الاتحاد السوفيتي حينها. يشكل الناتو نظاماً للدفاع الجماعي، إذ تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.
صورة من: picture-alliance/akg-images
فرنسا تنسحب..
في 1966 انسحبت فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما شكل زلزالاً هز وحدة حلف الناتو في وقت مبكر من تاريخ قيامه، وذلك بسبب أزمة وقعت خلال فترة رئاسة شارل ديغول لفرنسا. وأحتج ديغول على الدور القوي الذي تقوم به الولايات المتحدة في المنظمة، وهو ما اعتبره علاقة خاصة بينها وبين المملكة المتحدة، قائلاً إن فرنسا تريد انتهاج خط مستقل عن الحلف وسياسة واشنطن.
صورة من: AFP/Getty Images
خطوة إلى الأمام
من بين المحاولات المهمة التي قامت بها دول الاتحاد الأوربي لتبتعد عن "وصاية" واشنطن، الشراكة الأورومتوسطية. إذ بدأت عام 1995 من خلال مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي الذي اقترحته إسبانيا وقام الاتحاد الأوروبي بتنظيمه لتعزيز علاقاته مع البلدان المطلة على المتوسط في شمال أفريقيا وغرب آسيا. الشراكة لم تستمر طويلاً، إلا أنها وضعت أسس لعلاقات إقليمية جديدة، وشكلت نقطة تحول في العلاقات الأورومتوسطية.
صورة من: AP
رفض ومعارضة
في 2003، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر معارضتهما الشديدة لقرار أمريكا وحلفائها باحتلال العراق. شكل هذا الموقف لحظة قوية عبرت فيها الدولتان الأوربيتان الكبيرتان عن رفضهما سياسة "العم سام" في الشرق الأوسط. وقادتا الاتحاد الأوربي في هذا الاتجاه، حيث أعلن الاتحاد الأوربي معارضته مبدئياً للجوء للقوة، واشترط أن تتم أي عملية عسكرية بتفويض من مجلس الأمن.
صورة من: HECTOR MATA/AFP/Getty Images
اتفاقية "بيسكو"
في 2017، وقع 23 عضوا في الاتحاد الأوروبي على اتفاقية "بيسكو" الرامية لتعزيز التعاون بمجال الدفاع. وشكل توقيع هذه الاتفاقية أبرز خطوة أقدمت عليها دول الاتحاد في اتجاه تشكيل ذراع عسكري تتخلص بفضله من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، وتعتمد عليه في تنفيذ سياستها وخصوصاً في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من مناطق الجوار الأوروبي.
صورة من: Reuters
الانسحاب من الاتفاق النووي
انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني لاقى رفضاً من قبل الدول الأوروبية الثلاث الكبرى. ويشير هذا الرفض إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لنهج استراتيجية مستقلة عن واشنطن، خاصة وأن الاتفاق النووي واحد من أكثر الملفات الحساسة ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما في العالم بأسره.
صورة من: Imago/Ralph Peters
السفارة الأمريكية في القدس
رفضت دول من الاتحاد الأوروبي فتح السفارة الأمريكية في القدس. وكان هذا الرفض دليلاً على تزايد الاختلافات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، ما يدفعهم للسعي نحو الخروج من دارة "التبعية" لأمريكا. وكان عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد وصفوا نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بـ "الخطوة غير الحكيمة التي قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر".
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Yefimovich
ملفات أخرى...
ملف الشرق الأوسط ليس الجانب الوحيد الذي تبرز فيها رغبة أوروبا في فك من ارتباطها بأمريكا. ويمكن الوقوف عند آخر نقطة في الملف، حيث رفعت أمريكا الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم. وتشكل هذه الرسوم الجمركية تحدياً كبيراً وضعه ترامب في طريق الأوروبيين. وكانت دول أوروبية قد طالبت بضرورة الحصول على إعفاء دائم من هذه الرسوم، إلا أن الأمر ما يزال عالقاً. إعداد: مريم مرغيش.