1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الديون تعرقل مساعي مجموعة السبع لمساعدة الدول النامية

٢٧ يونيو ٢٠٢٢

كشف زعماء مجموعة السبع خلال قمتهم الحالية في ألمانيا عن خطة عالمية هدفها تعزيز الاقتصاد العالمي ومساعدة الدول النامية ومواجهة تنامي نفوذ الصين. لكن خبراء يرون أن تراكم الديون يعتبر عقبة رئيسية تعرقل هذه المساعي.

متظاهرون في فلبين يطالبون قمة مجموعة السبع بإعفاء ديون الدول الفقيرة 27.06.2022
قادة دول مجموعة السبع تعهدوا بمساعدة الدول النامية لكن دون التطرق لإعفاء ديون هذه الدولصورة من: George Buid/ZUMAPRESS/picture alliance

لا يكتنف مطالب منظمة أوكسفام الخيرية لزعماء دول مجموعة السبع خلال قمتهم في فندق قصر إلماو البافاري، أي غموض. إذ تنحصر المطالب التي جاءت على لسان أحد مسؤوليها في إلغاء الديون التي تتسبب في شلل أكثر بلدان العالم فقرا.

وقال ماكس لوسون، المسؤول عن سياسات محاربة عدم المساواة في المنظمة، إن "دول (مجموعة السبع) قوية للغاية لدرجة تمكنها من القيام بأشياء قوية للغاية أيضا."

وتتفق ستورمي-أنيكا ميلنر، المديرة التنفيذية لمعهد أسبن الألماني، على أن مشكلة تراكم الديون على الدول النامية والفقيرة تشكل عقبة رئيسية أمام إحراز تقدم كبير في مجال التنمية. وقالت في مقابلة مع  DW"إنه يعد أمرا دراماتيكيا، إذ أن هذه الدول تدفع أموالا من أجل خدمة الديون المستحقة عليها أكثر مما تحصل عليه في صورة مساعدات جديدة!".

مواجهة الصين

ولم تُدرج قضية إلغاء الديون المستحقة على البلدان النامية في جدول أعمال قمة مجموعة السبع، لكن أعلن زعماء المجموعة في اليوم الأول من قمتهم عن إطلاق مبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار" في الدول النامية بقيمة 600 مليار دولار من أجل تمويل البنية التحتية اللازمة في البلدان النامية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ومعلنا عن إطلاق المبادرة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "أريد أن أكون واضحاً. هذه ليست معونة أو عمل خيري. إنه استثمار سيحقق عوائد للجميع"، مشيراً إلى أن ذلك سيسمح للبلدان "برؤية الفوائد الملموسة للشراكة مع الدول الديمقراطية".

تريد دول مجموعة السبع مواجهة تنامي نفوذ الصين ومشروعها العملاق "الحزام والطريق" صورة من: Xinhua/imago images

وترمي المبادرة إلى مواجهة الصين خاصة مشروعها "الحزام والطريق" الضخم والذي تبلغ تكلفته عدة تريليونات من الدولارات ويشمل دولا عديدة في آسيا وإفريقيا.

الجدير بالذكر أن دول مجموعة السبع - بحسب تقديرات البنك الدولي - تمثل إجمالا حوالي 45 بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي، فيما يتمثل القاسم المشترك لهذه المجموعة في تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون ومفهوم الأسواق الحرة. وفي ضوء ذلك، فإن دول مجموعة السبع تتمتع بتأثير اقتصادي كبير وسط اتهامات بممارسة نفوذ كبير للغاية على القضايا الدولية.

ثلاث أزمات متداخلة

وفي ختام الجلسة الأولى للقمة، أشار بايدن إلى أن الأمر لا يتوقف على المبادرة بل يمكن ضخ مئات مليارات أخرى من بنوك التنمية متعددة الأطراف وأيضا المؤسسات المتخصصة في تمويل مشاريع التنمية وصناديق الثروة السيادية وغيرها.

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان متلفز إن "كافة الأعضاء يشعرون بالقلق إزاء الأزمة التي نواجهها خاصة انخفاض معدلات النمو في بعض البلدان وارتفاع معدلات التضخم ونقص المواد الخام وتعطل سلاسل التوريد"، مؤكدا أن هذه التحديات "ليست بالهينة".

بدورها، قالت ستورمي-أنيكا ميلنر إن العالم يواجه في الوقت الراهن ثلاث أزمات تتعلق بالوضع المالي والطاقة والغذاء، فضلا عن الأزمات الناجمة عن تفاقم ظاهرة التغير المناخيوالأزمات الصحية. وأضافت أن هذه الأزمات تعصف بشدة بالدول "التي لم تتعاف بعد من الأزمة الصحية. هذه الدول تنفق الكثير من الأموال فيما أصبح هامشها المالي ضيقا جدا".

عبء تراكم الديون

وشدد إدوين إيكوريا، المدير التنفيذي في منظمة "وان" غير الحكومية المعنية بمكافحة الفقر والأمراض التي يمكن الوقاية منها، على أن العديد من البلدان الإفريقية باتت الآن حبيسة هذا الوضع الصعب. وفي حديثه للصحافيين، قال إيكوريا إن هذه الدول باتت تفتقر إلى "الحيز المالي اللازم للاستجابة لاحتياجات شعوبها".

وتتفاقم هذه الأزمة الاقتصادية مع تعرض هذه الدول لأزمة جوعتزايدت حدتها مع اندلاع حرب أوكرانيا، حيث أفاد برنامج الغذاء العالمي بأن ما يقرب من 193 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد العام الماضي وسط توقعات بارتفاع هذا الرقم بمعدل يتجاوز 40 مليون العام الحالي مقارنة بالعام المنصرم.

من جانبه، وجه لوسون، المسؤول في منظمة أوكسفام، أصابع الاتهام إلى الدائنين من القطاع الخاص بالإضافة إلى شركات الغذاء والطاقة التي جنت أرباحا قياسية خلال الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي يواجه فيه المستهلكون صعوبات في تحمل عبء ارتفاع أسعار الاحتياجات والضروريات بشكل يومي.

وأضاف أن الدول الفقيرة "تنفق الكثير من مواردها المالية لسداد الديون المستحقة لشركة بلاك روك أكثر مما تنفقه على تحسين الصحة أو التعليم إجمالا". ودعا لوسون دول مجموعة السبع ليس فقط إلى إلغاء الديون المستحقة على الدول النامية وإنما أيضا الضغط على الدائنين من القطاع الخاص لدفعهم إلى القيام بالخطوة ذاتها.

تعهد قادة مجموعة الدول السبع بتوفير 600 مليار دولار لتطوير البنية التحتية ومساعدة الدول النامية.. فهل سيتحقق ذلك على الأرض؟صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

قضية جيوسياسية

بدورها، ترى ستورمي-أنيكا ميلنر، المديرة التنفيذية لمعهد أسبن الألماني، أن الأمر يحمل في طياته بعدا جيوسياسيا. وتقول "إذا كانت لدينا الجدية في عدم اصطفاف الدول المترددة إلى جانب الصين وروسيا، فيجب علينا ضخ مساهمات مالية وإعفاءات من الديون"، واصفة المبادرة التي أطلقها قادة مجموعة السبع خلال قمتهم في ألمانيا بالخطوة الجيدة.

بيد أن ميلنر تحذر من أن المجموعة تعمل على تجديد تعهدها الذي قطعته على نفسها بشأن تعزيز البنى التحتية العام الماضي وهو "التعهد الذي لم تف به بشكل كامل حتى الآن".

بدوه، يقول إدوين إيكوريا إن الأموال التي تعهدت الدول الثرية والمنظمات الدولية بتخصيصها للبلدان الفقيرة تُحدث الكثير من الضجيج، لكن هذه الأموال فشلت في سد احتياجات هذه الدول الملحة. وفي رده على تساؤل حيال مدى امتلاك مجموعة السبع لآلية مناسبة لمحاربة الفقر والجوع، قال إيكوريا إن زعماء المجموعة "يجتمعون على أي حال وينفقون مئات الملايين كل عام معا".

وأضاف "لقد حان الوقت لأن تضع بلدان مجموعة السبع ليس فقط رؤية من أجل إنهاء أزمة الجوع وإنما أيضا تضع موارد مالية وخطة لتحقيق هذا الهدف". وقال إنهم "في الواقع لا يستطيعون القيام بالأمر، بيد أنه من الممكن ضمان أن مئات الملايين التي ينفقونها لن تذهب سدى".

كريستي بلادسون / م ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW