الديون تعرقل مساعي مجموعة السبع لمساعدة الدول النامية
٢٧ يونيو ٢٠٢٢
كشف زعماء مجموعة السبع خلال قمتهم الحالية في ألمانيا عن خطة عالمية هدفها تعزيز الاقتصاد العالمي ومساعدة الدول النامية ومواجهة تنامي نفوذ الصين. لكن خبراء يرون أن تراكم الديون يعتبر عقبة رئيسية تعرقل هذه المساعي.
إعلان
لا يكتنف مطالب منظمة أوكسفام الخيرية لزعماء دول مجموعة السبع خلال قمتهم في فندق قصر إلماو البافاري، أي غموض. إذ تنحصر المطالب التي جاءت على لسان أحد مسؤوليها في إلغاء الديون التي تتسبب في شلل أكثر بلدان العالم فقرا.
وقال ماكس لوسون، المسؤول عن سياسات محاربة عدم المساواة في المنظمة، إن "دول (مجموعة السبع) قوية للغاية لدرجة تمكنها من القيام بأشياء قوية للغاية أيضا."
وتتفق ستورمي-أنيكا ميلنر، المديرة التنفيذية لمعهد أسبن الألماني، على أن مشكلة تراكم الديون على الدول النامية والفقيرة تشكل عقبة رئيسية أمام إحراز تقدم كبير في مجال التنمية. وقالت في مقابلة مع DW"إنه يعد أمرا دراماتيكيا، إذ أن هذه الدول تدفع أموالا من أجل خدمة الديون المستحقة عليها أكثر مما تحصل عليه في صورة مساعدات جديدة!".
مواجهة الصين
ولم تُدرج قضية إلغاء الديون المستحقة على البلدان النامية في جدول أعمال قمة مجموعة السبع، لكن أعلن زعماء المجموعة في اليوم الأول من قمتهم عن إطلاق مبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار" في الدول النامية بقيمة 600 مليار دولار من أجل تمويل البنية التحتية اللازمة في البلدان النامية على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ومعلنا عن إطلاق المبادرة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "أريد أن أكون واضحاً. هذه ليست معونة أو عمل خيري. إنه استثمار سيحقق عوائد للجميع"، مشيراً إلى أن ذلك سيسمح للبلدان "برؤية الفوائد الملموسة للشراكة مع الدول الديمقراطية".
وترمي المبادرة إلى مواجهة الصين خاصة مشروعها "الحزام والطريق" الضخم والذي تبلغ تكلفته عدة تريليونات من الدولارات ويشمل دولا عديدة في آسيا وإفريقيا.
الجدير بالذكر أن دول مجموعة السبع - بحسب تقديرات البنك الدولي - تمثل إجمالا حوالي 45 بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي، فيما يتمثل القاسم المشترك لهذه المجموعة في تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون ومفهوم الأسواق الحرة. وفي ضوء ذلك، فإن دول مجموعة السبع تتمتع بتأثير اقتصادي كبير وسط اتهامات بممارسة نفوذ كبير للغاية على القضايا الدولية.
ثلاث أزمات متداخلة
وفي ختام الجلسة الأولى للقمة، أشار بايدن إلى أن الأمر لا يتوقف على المبادرة بل يمكن ضخ مئات مليارات أخرى من بنوك التنمية متعددة الأطراف وأيضا المؤسسات المتخصصة في تمويل مشاريع التنمية وصناديق الثروة السيادية وغيرها.
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان متلفز إن "كافة الأعضاء يشعرون بالقلق إزاء الأزمة التي نواجهها خاصة انخفاض معدلات النمو في بعض البلدان وارتفاع معدلات التضخم ونقص المواد الخام وتعطل سلاسل التوريد"، مؤكدا أن هذه التحديات "ليست بالهينة".
بدورها، قالت ستورمي-أنيكا ميلنر إن العالم يواجه في الوقت الراهن ثلاث أزمات تتعلق بالوضع المالي والطاقة والغذاء، فضلا عن الأزمات الناجمة عن تفاقم ظاهرة التغير المناخيوالأزمات الصحية. وأضافت أن هذه الأزمات تعصف بشدة بالدول "التي لم تتعاف بعد من الأزمة الصحية. هذه الدول تنفق الكثير من الأموال فيما أصبح هامشها المالي ضيقا جدا".
عبء تراكم الديون
وشدد إدوين إيكوريا، المدير التنفيذي في منظمة "وان" غير الحكومية المعنية بمكافحة الفقر والأمراض التي يمكن الوقاية منها، على أن العديد من البلدان الإفريقية باتت الآن حبيسة هذا الوضع الصعب. وفي حديثه للصحافيين، قال إيكوريا إن هذه الدول باتت تفتقر إلى "الحيز المالي اللازم للاستجابة لاحتياجات شعوبها".
وتتفاقم هذه الأزمة الاقتصادية مع تعرض هذه الدول لأزمة جوعتزايدت حدتها مع اندلاع حرب أوكرانيا، حيث أفاد برنامج الغذاء العالمي بأن ما يقرب من 193 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد العام الماضي وسط توقعات بارتفاع هذا الرقم بمعدل يتجاوز 40 مليون العام الحالي مقارنة بالعام المنصرم.
من جانبه، وجه لوسون، المسؤول في منظمة أوكسفام، أصابع الاتهام إلى الدائنين من القطاع الخاص بالإضافة إلى شركات الغذاء والطاقة التي جنت أرباحا قياسية خلال الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي يواجه فيه المستهلكون صعوبات في تحمل عبء ارتفاع أسعار الاحتياجات والضروريات بشكل يومي.
وأضاف أن الدول الفقيرة "تنفق الكثير من مواردها المالية لسداد الديون المستحقة لشركة بلاك روك أكثر مما تنفقه على تحسين الصحة أو التعليم إجمالا". ودعا لوسون دول مجموعة السبع ليس فقط إلى إلغاء الديون المستحقة على الدول النامية وإنما أيضا الضغط على الدائنين من القطاع الخاص لدفعهم إلى القيام بالخطوة ذاتها.
قضية جيوسياسية
بدورها، ترى ستورمي-أنيكا ميلنر، المديرة التنفيذية لمعهد أسبن الألماني، أن الأمر يحمل في طياته بعدا جيوسياسيا. وتقول "إذا كانت لدينا الجدية في عدم اصطفاف الدول المترددة إلى جانب الصين وروسيا، فيجب علينا ضخ مساهمات مالية وإعفاءات من الديون"، واصفة المبادرة التي أطلقها قادة مجموعة السبع خلال قمتهم في ألمانيا بالخطوة الجيدة.
بيد أن ميلنر تحذر من أن المجموعة تعمل على تجديد تعهدها الذي قطعته على نفسها بشأن تعزيز البنى التحتية العام الماضي وهو "التعهد الذي لم تف به بشكل كامل حتى الآن".
بدوه، يقول إدوين إيكوريا إن الأموال التي تعهدت الدول الثرية والمنظمات الدولية بتخصيصها للبلدان الفقيرة تُحدث الكثير من الضجيج، لكن هذه الأموال فشلت في سد احتياجات هذه الدول الملحة. وفي رده على تساؤل حيال مدى امتلاك مجموعة السبع لآلية مناسبة لمحاربة الفقر والجوع، قال إيكوريا إن زعماء المجموعة "يجتمعون على أي حال وينفقون مئات الملايين كل عام معا".
وأضاف "لقد حان الوقت لأن تضع بلدان مجموعة السبع ليس فقط رؤية من أجل إنهاء أزمة الجوع وإنما أيضا تضع موارد مالية وخطة لتحقيق هذا الهدف". وقال إنهم "في الواقع لا يستطيعون القيام بالأمر، بيد أنه من الممكن ضمان أن مئات الملايين التي ينفقونها لن تذهب سدى".
كريستي بلادسون / م ع
قلعة خيالية.. قصر إلماو في بافاريا يحتضن قمة مجموعة السبع!
للمرة الثانية خلال أقل من عقد تُعقد قمة قادة مجموعة السبع في العالم في قصر إلماو الواقع في جبال الألب جنوب ألمانيا. ما الذي يجعل هذا الفندق الفاخر من فئة الخمس نجوم مميزا للغاية؟ الإجابة في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Angelika Warmuth/dpa/picture alliance
حوار بين مجموعة السبع وشركائها في قصر إلماو
قادة مجموعة الدول السبع في جلسة محادثات بقصر إلماو في اليوم الثاني من قمة المجموعة بألمانيا، التي انضمت إليها الدول الشركاء للمجموعة من القارات الأفريقية والأسيوية وأمريكا الجنوبية
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
الرئيس بايدن والمستشار شولتس..في قمة "الانسجام"
في لقائهما بقصر إلماو الذي يحتضن أعمال قمة مجموعة الدول السبع، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، تصميمهما على تجسيد التكاتف بين القوى الغربية في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. الزعيمان الغربيان تبادلا خلال لقائهما في فصر إلماو إشارات التضامن والإنسجام.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
الرئيسان بايدن وماكرون..رسائل قمة السبع
يقع قصر إلماو التاريخي الذي يحتضن قمة مجموعة السبع، في سفح جبال الألب. وقبيل بدء أعمال القمة سار الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون رفقة قرنتيهما صباح الأحد 26 يونيو حزيران، بجوار القصر وسط تأكيد الزعماتء الغربيين على التكاتف في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
صورة من: LUKAS BARTH/REUTERS
موقع مثالي
يستوفي قصر إلماو معايير عالية المستوى. يقع هذا القصر في ألمانيا بالقرب من الحدود النمساوية - على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميل) جنوب ميونيخ في واحدة من أجمل مناطق جبال الألب. موقعه البعيد يجعل منه مكاناً مثالياً لأولئك الذين يسعون إلى السلام والهدوء - ولرؤساء الدول.
صورة من: Marco Müller/DW
أشعة الشمس
حتى عندما لا تكون الشمس مشرقة، فإن المناظر الطبيعية تبدو مشعة. وفي كل مكان على المروج الخضراء، يمكن للضيوف العثور على كراسي الاستلقاء للتشمس والمظلات، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية بسلام. وقد تم تسمية المنزل الرئيسي باسم "The Hideaway"، بمعنى مكان الاختباء.
صورة من: Marco Müller/DW
مكان جيد للاختباء
اسم "The Hideaway" مناسب جداً لسبب آخر إذ وفقا لإدارة الفندق، يمكن استئجار حوالي 35 بالمائة فقط من المساحة، وهو أمر نادر بالنسبة لفندق بهذا الحجم الكبير. غالبية المساحة هي عبارة عن مساحة عامة، وهذا هو السبب في أن قصر إلماو لا يبدو مزدحما أبداً. هذه الصالة (في الصورة) هي إحدى المناطق العامة، وهناك أيضا مكتبة ومحل لبيع الكتب ومتجر للملابس وغير ذلك.
صورة من: Marco Müller/DW
اعزف لتبقى
يضم قصر إلماو أيضا قاعة للحفلات الموسيقية حيث يتم تقديم أكثر من 200 حفلة موسيقية سنويا، الأمر الذي يجعله من أكبر منظمي الحفلات الموسيقية في ألمانيا، وفقا للفندق. والأمر المميز هو أن الموسيقيين الذين يؤدون عروضا موسيقية في القصر لا يتلقون أجرا، لكن القصر يستضيفهم مجانا. هذا ما يسميه الفندق "اعزف الموسقى لتبقى". وبالتالي يمكن للضيوف الاستمتاع بالحفلات الموسيقية مجانا.
صورة من: Marco Müller/DW
المقعد الخشبي
انتشرت هذه الصورة بسرعة خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة في قصر إلماو في عام 2015. وهي تُظهر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما جالسا على مقعد بينما يبدو أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تشرح له شيئا مهما- أو ربما تشير إلى حجم المقعد. في هذه الأيام، أصبح المقعد الموجود أمام الفندق مكانا شهيرا لالتقاط الصور.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
الفيل في كل مكان
في قصر إلماو ستلاحظ وجود رسم الفيل على كثير من الأشياء. يمكن العثور عليه على الأقمشة والوسائد وغير ذلك. اكتشف ديتمار مولر-إلماو، مالك القصر، نسيجا هنديا عليه شكل فيل في زاوية أحد المتاجر وافتتن به. وبعد أن عاش في الهند، عرف أن الفيل كان رمزا للنبل والحكمة والذاكرة، وشرع في دمجه في تصميم الفندق.
صورة من: Marco Müller/DW
ما هذه الطاولة الصغيرة؟
يضم قصر إلماو تسعة مطاعم متاحة للضيوف وفيها ما يناسب كل الأذواق. أحدها "لوتشي دورو" الحائز على نجمتي "ميشلان" مع الشيف كريستوف راينر. بالإضافة إلى وجبات قد تصل إلى 12 طبق. وتحظى كل التفاصيل باهتمام خاص، كما توجد طاولة صغيرة منخفضة إلى جانب كل طاولة في المطعم مخصصة لحقائب اليد.
صورة من: Marco Müller/DW
أماكن للاستجمام
يعتبر القصر منتجعا صحيا حيث يضم العديد من الحمامات البخارية وصالات علاجية خاصة بالمساجات وصالة شاي شرقي. الأمر الذي يجعله خيارا مثاليا لعقد القمة، فبعد كل شيء، من المؤكد أن محادثات مجموعة السبع ستحث بعض قادة العالم على أخذ قسط من الراحة.
صورة من: Marco Müller/DW
فندق داخل فندق
في عام 2015، أطلق قصر إلماو فندقا إضافيا لمجموعة السبع، وهو عمليا فندق داخل فندق، أطلق عليه اسم "The Retreat" بمعنى المعتكف. يقع على بعد 100 متر (328 قدما) من المبنى الرئيسي"The Hideaway". يضم 47 جناحا وغرفا واسعة، ويوفر فرصة لقادة العالم ليكونوا فيما بينهم فقط. في قمة مجموعة السبع، يحصل كل رئيس دولة وحكومة على عدد قليل من الغرف لأنفسهم ومساعديهم. فيما يبقى الآخرون في "The Hideaway".
صورة من: Marco Müller/DW
لا حاجة للتلفاز
مع المناظر الخلابة عبر النوافذ التي تطل على جبل فيترشتاين من ثلاث جهات من كل غرفة نوم، في فندق "The Retreat" ، حتماً فإن مشاهدة التلفزيون غير ضرورية، على الرغم من وجود الشاشات في الغرف. كما يحتوي كل جناح من "أجنحة القمة" أيضا على غرفة معيشة وممر يضم مخزنا وغرفة أصغر. إضافة إلى وجود مرحاض بتقنية عالية!.
صورة من: Marco Müller/DW
ليست رخيصة
لكل هذه الرفاهية سعر باهظ بالطبع. وتتراوح أحجام الغرف والأجنحة من 20 إلى 200 متر مربع (215 إلى 2152 قدما مربعا). وتتراوح الأسعار من 350 إلى 3500 يورو (372 دولارا إلى 3720 دولارا) في الليلة ، حسب الموسم. ماركو مولر/ ريم ضوا