مجموعة السبع تدعو طالبان لإلغاء منع النساء من التعليم العالي
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢
بعبارات شديدة اللهجة شجبت وزيرة خارجية ألمانيا، التي ترأس الآن مجموعة السبع، تعامل طالبان مع النساء. وأصدرت المجموعة بيانا تحذر فيه طالبان من أن معاملتها للنساء والفتيات في أفغانستان قد ترقى إلى "جريمة ضد الإنسانية".
وجاء في بيان لوزراء المجموعة أنّ "سياسات طالبان المصمّمة لإقصاء النساء من الحياة العامة ستكون لها عواقب على كيفية تعامل بلادنا مع طالبان".
وتضم مجموعة السبع بريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، وتتولى ألمانيا حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة.
وأثارت طالبان التي تعهدت بتوخي نهج أكثر مرونة بعدما عادت إلى السلطة العام الماضي، غضبًا عالميًا بعد إعلانها منع النساء من التعليم العالي. وكان الاسلاميون المتشددون قد منعوا الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية في مارس/ آذار.
وقال وزراء مجموعة السبع إنه ينبغي التراجع عن كلا القرارين "دون تأخير". وأضافوا "قد يرقى اضطهاد النوع الاجتماعي إلى جريمة ضدّ الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، والذي تعدّ أفغانستان دولة طرفاً فيه"، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وتابعوا أن "أعضاء مجموعة السبع يقفون إلى جانب جميع الأفغان في مطالبهم بممارسة حقوق الإنسان بما يتفق مع التزامات أفغانستان بموجب القانون الدولي".
بيربوك: خطوة نحو العصر الحجري
ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حظر التعليم الجامعي للنساء الأفغانيات بأنه خطوة أخرى إلى الخلف "نحو العصر الحجري". وأضافت في مؤتمر صحافي في برلين "لم يعد يُسمح للنساء والفتيات في أفغانستان بدخول الجامعات، ولا يُسمح لهنّ بالتواجد في الحدائق، ولا يُسمح لهنّ بالخروج بلا حجاب، ولا يُسمح لهنّ بالتعلم".
وتابعت بيربوك: "طالبان تسلب كلّ مقومات حياة النساء والفتيات في أفغانستان. والحياة هي أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة".
نساء يتظاهرن في كابول
وفي كابول، تظاهرت مجموعة صغيرة من النساء الأفغانيات الخميس لفترة قصيرة في تحدّ لنظام حركة طالبان التي حظرت عليهن ارتياد الجامعات، بحسب ما أفادت إحدى الناشطات كشفت أن البعض منهن تعرضن للتوقيف.
وفي تسجيلات فيديو تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها، تظهر النساء وهن يرددن في أحد أحياء كابول "الحقوق للجميع أو ليست لأحد". وطالبت نحو عشرين شابة أفغانية، محجبات وبعضهم وضعن كمامات، بالحقّ في التعلّم وهن يرفعن الأيادي.
لكن "البعض منهن تعرضن للتوقيف على يد شرطيات قمنا باقتيادهن"، بحسب ما قالت إحدى المتظاهرات لوكالة فرانس برس فضّلت عدم الكشف عن هويتها. وأردفت أنه "تم إطلاق سراح امرأتين لكن كثيرات منهن ما زلن قيد الاحتجاز".
برّر وزير التعليم العالي في طالبان ندا محمد نديم خلال مقابلة على التلفزيون الحكومي، منع دخول النساء إلى الجامعات بأن "هؤلاء الطالبات اللواتي كن يذهبن إلى الجامعة... لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب"، معتبرا أن "الحجاب إلزامي في الإسلام". وأشار الوزير في الحكومة غير المعترف بها دوليا، إلى أنّ الفتيات اللواتي كنّ يدرسن في محافظة بعيدة عن منزلهن "لم يسافرن مع محرم، رفيق ذكر بالغ".
ص.ش/ع.ج (أ ف ب)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع